شعور الحامل بارتفاع درجة الحرارة يُعد من الأمور الطبيعية التي تحدث في أثناء الحمل، وإن كان هذا الارتفاع يعبر عن وجود أمر ما غير طبيعي في الجسم، خاصة أن الحوامل يعانين من ضعف المناعة؛ نظراً للتغيرات الهرمونية التي تصاحب الحمل.
ولكن إذا زادت درجة الحرارة على 37.5 درجة مئوية، ووصلت إلى 39.4 درجة مئوية وأكثر -خاصة في الأشهر الأولى- فهي تُعد من علامات الحمى المرتبطة بأسباب معينة؛ كالإصابة بأحد الفيروسات التي تستدعي التدخل الطبي.
والآن عن مخاطر ارتفاع درجة حرارة الحامل يدور التقرير التالي، ومعه سنتعرف إلى الأسباب والأعراض، وتأثير ارتفاع الحرارة على الجنين، ومتى تتوجه الحامل إلى الطبيب؟ اللقاء والدكتور حسين منصور استشاري طب النساء والتوليد للشرح والتوضيح.
أعراض ارتفاع درجة الحرارة
ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 39.4 درجة مئوية عند الحامل، يُفسر على أنه ردة فعل الجسم لمرض ما أو لأمر ما غير طبيعي يحدث في الجسم، وعندما ترتفع أكثر من ذلك فستظهر علامات الحمى مثل: التعرق، ألم الرأس، والشعور بالارتعاش، وألم بالعضلات، والجفاف، والتعب.
ومن شأن هذه التغيرات التي تحدث للحامل خلال الأشهر الأولى، أن تؤثر في نشاط الجهاز المناعي للحامل، بحيث تصبح أكثر تعرضاً للإصابة بالأمراض المصاحبة لعلامات الحمى.
أسباب ارتفاع درجة الحرارة.. وطرق التعامل معها
- نزلة البرد.
- الفيروس المضخم للخلايا.
- التسمم الغذائي.
- فيروس نقص المناعة البشرية.
- مرض التهاب الأمعاء.
- الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا -مرض الفيروسية- أو داء المقوسات.
طرق التعامل معها
- تناول كمية كافية من الماء مع أخذ قسط من الراحة.
- التزام الفراش عند الشعور بعدم الراحة، وتجنب محاولة تدفئة الجسم أكثر من اللازم لدرجة التعرق.
- القيام بحمام ماء دافئ أو وضع كمادات باردة على الجبين؛ لخفض درجة حرارة الجسم.
- تناول الجرعات المُوصَى بها من أدوية خافضة للحرارة باستشارة الطبيب.
مخاطر ارتفاع درجة حرارة الحامل في الأشهر الأولى
لا تجوز الاستهانة في حال ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل، خصوصاً إن حصلت ما بين الأشهر: الأول والثاني والثالث؛ إذ إنها قد تسبب إصابة الجنين بعيوب خلقية، تُعرف بتشوه للأنبوب، الذي يتكون عند الجنين في هذه المرحلة من الحمل.
إذا كانت الحرارة مؤقتة؛ أي لمدة يوم أو يومين، فإن ذلك قد يكون دلالة لمضاعفات إنفلونزا لا يمكنك تجاهلها، ولهذا عند الشعور بالحمى تأكدي أولاً من أنك لم تُصابي بنزلة البرد أو الإنفلونزا؛ إذ يمكن أن ينصحك الطبيب بالقيام ببعض الفحوصات مثل الدم والبول.
متى تحتاجين إلى الذهاب للطبيب؟
- إذا كان لديك علامات نزول ماء الرأس مصاحبة للحمى، أو إذا استمرت الحمى لديك لمدة 24-36 ساعة؛ حيث قد يكون ذلك مؤشراً لإصابتك بالتهاب بكتيري.
- إذا شعرت بألم في البطن والغثيان، أو أي علامات لانقباضات الرحم، أو ظهور طفح جلدي.
- إذا كان لديك حمى وأنت مريضة سكري أو أي مرض مزمن آخر.
- إذا كان لديك حمى مصاحبة لأعراض التهابات الكُلَى التي تؤدي إلى الجفاف.
- إذا كان لديك حمى خفيفة دون سبب واستمرت لمدة أربعة أيام، أو حمى عارضة وتصيبك أكثر من مرة خلال ثلاثة أسابيع، أو إذا كان لديك حمى مصحوبة بأعراض إفرازات ذات رائحة كريهة.
إسعافات أولية للوقاية من ارتفاع درجة حرارة الحامل
- تناول خافض للحرارة، مع عمل كمادات من الماء البارد؛ لضمان خفض الحرارة، وذلك في حالة وجود ارتفاع بدرجة الحرارة مع بعض الأعراض، كالغثيان، أو الرعشة، أو الإرهاق، أو الصداع والشعور بالضعف.
- إجراء بعض التحاليل، كتحاليل الدم؛ للتأكد من عدم وجود أي عدوى فيروسية، أو بكتيرية، وعمل تحاليل بول للتأكد من عدم وجود التهابات في مجرى البول، مع عمل سونار سواء عادي أو ثلاثي أو رباعي الأبعاد؛ للاطمئنان على الجنين.
- الحرص على تناول الأدوية من قبل الطبيب، والحرص على تناول وجبات غذائية صحية تحتوي على البروتينات، والكربوهيدرات المفيدة لإعطاء طاقة للجسم.
- تناول الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تساعد على تقوية مناعة الجسم، مع الحرص على النظافة الشخصية وعدم تناول أي أطعمة جاهزة، مع الحرص على الوجود في أماكن جيدة التهوية؛ لتجنب التعرض لأي عدوى.
مخاطر ارتفاع درجة الحرارة على الجنين
التسمم الغذائي:
في بعض الحالات إن لم تحصل الحامل على علاج لارتفاع درجة الحرارة في الوقت المناسب بسبب إصابتها بالتسمم الغذائي؛ فقد يؤدي الأمر إلى الإصابة بالإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو موت الجنين.
التهاب المسالك البولية:
معظم عدوى الجهاز البولي ليست خطيرة إذا تم علاجها من الفور بالمضادات الحيوية والكثير من السوائل، وإذا أُهمل العلاج ومداواة درجة الحرارة المرتفعة المصاحبة لها؛ فقد تنتقل العدوى إلى الكُلْيَتين، وتتسبب في مجموعة من المضاعفات في أثناء الحمل؛ مثل الولادة المبكرة وانخفاض وزن المولود عند الولادة .
نزلات البرد:
قد يكون لارتفاع درجة الحرارة الشديدة، المصاحبة لنزلات البرد والإنفلونزا، خطورة كبيرة على صحة الأم والجنين، خاصة خلال الأشهر الأولى من الحمل، وهي الفترة التي يتكوَّن فيها الجهاز المركزي للجنين.
لذا؛ فإن إصابة الأم بحمى شديدة قد يسبب في تشوهات خلقية للجنين، كما أثبتت دراسة علمية؛ أن الحمى في أثناء الحمل تزيد من خطر إصابة الجنين بمرض التوحد وتأخر النمو.
الإصابة بالتهاب المشيمية:
ارتفاع درجة حرارة الحامل في أحيان كثيرة، يتسبب في إصابة الحامل بالتهاب المشيمية، التي تؤدي إلى الولادة المبكرة وإصابة الرضيع بعدوى خطيرة تنتج عنها العديد من المضاعفات، مثل: التهاب السحايا، ومشكلات في الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى احتمال إصابة الجنين بتلوث حاد يؤدي إلى وفاته في رحم الأم.
الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء:
عند الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء خلال الثلثين الأول والثاني من الحمل؛ فقد يسبب زيادة مخاطر إصابة الجنين بمشكلات في الأنبوب العصبي وإلى إبطاء النمو للجنين بشكل مؤقت.
* ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.