لا شك أن أهم العناصر الغذائية التي يجب تقديمها للحامل على شكل طعام أو مكملات غذائية هي الحديد والكالسيوم، فمن الضروري أن تكون الحامل بصحة جيدة فيما يخص عدم معاناتها من فقر الدم وما يسببه من نتائج تضر الحامل والجنين معاً، كما أنه من المهم أن تكون عظام وأسنان الحامل بحالة جيدة.
من المعروف أن الجنين يمتص هذه العناصر الغذائية من دم الأم ويتغذى عليها، وتزداد حاجته لها مع تقدم شهور الحمل وقرب الولادة، وحيث يصبح الجنين كائناً متكامل الأعضاء التي تقوم بكل الوظائف وتحتاج لعناصر غذائية وطاقة لكي تعمل بشكل سليم، ولكن المعتقدات الخاطئة التي تروج وتنتشر بين النساء تؤدي لتقليل كمية هذه العناصر بالنسبة للحامل، سواء عن طريق الغذاء أو عن طريق الحصول عليها كمكملات غذائية، وحيث تروج معتقدات حول خطر تناولها في الشهر التاسع مثلاً أو في المرحلة الأخيرة من الحمل، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشارية النساء والولادة حنان وليد، حيث أشارت إلى معتقدات خاطئة حول الحديد والكالسيوم للحامل خصوصاً كعنصرين من أهم العناصر التي تحتاجها حتى لما بعد الولادة، في الآتي:
معتقدات خاطئة حول تناول الحديد والكالسيوم قبل الولادة بشهر
ليس صحيحاً ما يتم ترويجه بين الأمهات الحوامل بأن عليها التوقف عن تناول مكمل الحديد والكالسيوم في الشهر التاسع من الحمل؛ لأن الاستمرار بتناول الجرعة اليومية المقررة تؤدي لزيادة وزن الجنين، وكذلك زيادة حجم رأس الجنين، مما يؤدي لصعوبات وتعسر في الولادة، وهذا المعتقد الذي تتداوله النساء الحوامل فيما بينهن يعتبر من أخطر المعلومات غير الصحيحة على الإطلاق، لو طبقته المرأة الحامل فسوف تصاب بالأنيميا مع آلام في العظام وترقق الأسنان بعد الولادة خصوصاً؛ لأن الجنين في الشهر الأخير يكون كائناً متكاملاً، وهو يمتص الحديد والكالسيوم من أمه، وفي حال توقفها عن الحصول عليهما، ومع قلة التغذية؛ يؤدي لإصابة الأم والجنين بمشاكل صحية، ستكون الأم في غنى عنها في حال استمرت بتناول مكملي الحديد والكالسيوم، وحسب توصيات الأطباء لمدة ستة أشهر خلال شهور الحمل، وكذلك لمدة ثلاثة أشهر متتالية بعد الولادة مباشرة، خاصة مع فترة النفاس وفقدان الكثير من الدم، وعدم الاهتمام بطعام صحي والتعرض للشمس مع آلام النفاس والعناية بالمولود الجديد ومتاعبها.
أهمية الحديد للحامل ومصادره الطبيعية
يعرف الهيموجلوبين بأنه البروتين الذي يحمل الحديد في الدم، ويوجد بروتين الهيموجلوبين في كريات الدم الحمراء، ويمثل ما يقارب 94% من مكونات الكريات الدم الحمراء الجافة، كما يتواجد الهيموجلوبين في الخلايا السنخية في الرئتين، وفي خلايا مسراق الكبيبة في الكليتين، وكذلك في الخلايا البلعمية.
ومن وظائف الهيموجلوبين الحفاظ على شكل خلايا الدم الحمراء التي تشبه الأقراص، مما يساعدها على التحرك بسهولة عبر الأوعية الدموية، كما أنه يقوم بنقل الأكسجين من الرئتين إلى أنسجة الجسم، ثم إعادة ثاني أكسيد الكربون، والذي يصنف كنفايات ناتجة عن عملية التنفس من أنسجة الجسم كافة إلى الرئتين، كما يعمل الهيموجلوبين على الحفاظ على درجة الحموضة في الدم عند معدل 7.4، وهو المعدل الطبيعي عند الإنسان السليم.
من أسباب نقص الهيموجلوبين عند الحامل حالات غثيان الحمل التي تصيب الحامل في الأشهر الأولى من الحمل، حيث تفقد الكثير من العناصر الغذائية المهمة في هذه الفترة، وتناول الحامل للأطعمة التي لا تحتوي على الحديد، وبالتالي نقص مخزون الحديد لديها، ويتناقص بناءً على ذلك معدل الهيموجلوبين.
هناك حالة تصيب الحامل وتؤدي لما يعرف بفقر الدم الوهمي، حيث يرتفع عند الحمل حجم الدم عند الأم بنسبة 50%، مما يرفع من حجم سائل البلازما، ولكن الحقيقة أن المرأة لا تكون مصابة بفقر الدم، كما يمكن أن تصاب الحامل بحالة من نقص الهيموجلوبين بسبب نقص حمض الفوليك، وهو مكمل شائع تتناوله النساء الحوامل حتى في فترة التخطيط للحمل، ويتوافر أيضاً بشكل طبيعي في الأطعمة المدعمة؛ مثل الحبوب والخضروات الورقية والموز والبطيخ والبقوليات.
كما قد تصاب الحامل بنقص الهيموجلوبين، وبالتالي الإصابة بفقر الدم؛ بسبب إصابتها بقرحة المعدة قبل الحمل، وقد تصاب الحامل بنقص الهيموجلوبين؛ بسبب إصابتها بأمراض الكلى أو الكبد أو تعرضها للالتهاب أو العدوى، وقد تكون الحامل مصابة بحالة من وجود بنية الهيموجلوبين غير طبيعية، أو ما يعرف بـ"فقر الدم المنجلي أو الأنيميا المنجلية"، وفي كل الحالات يجب ألا تتوقف عن تناول حبوب الحديد أثناء الحمل مع الحصول عليه من مصادره الطبيعية بشكل يومي؛ لأن الأنيميا تؤدي لمشاكل صحية لها وللجنين، ومن أقل أعراضها بالنسبة للحامل الإصابة بالتعب والإرهاق واضطراب النوم.
ويوجد الحديد بكميات وفيرة في اللحوم الحمراء الطازجة وفي الكبد الحيواني وكبد الدجاج، وكذلك في البقوليات والمشروم والبيض والبنجر والمكسرات غير المحمصة والفواكه اللوزية مثل التوت البري والفراولة، ويتوافر بكثرة أيضاً في الخضروات الداكنة.
فوائد الكالسيوم للحامل
هناك أهمية بالغة بأن تحصل الحامل على فيتامين د والكالسيوم خلال فترة الحمل؛ وذلك لأن العنصرين يرتبطان ارتباطاً وثيقاً، فيجب أن تحصل الحامل على الجرعة المُوصَى بها، وهي 400 وحدة من فيتامين «د» و 1000-1300 ملليغرام من الكالسيوم بشكل يومي؛ لكي لا تعاني من أي نقص في الكالسيوم الذي يحتاج لتوافر فيتامين «د»؛ لكي يتم امتصاصه بشكل سليم ويقوم بدوره في تقوية بناء العظام والأسنان لها وللجنين، بالإضافة لضرورة تناول فيتامين ك؛ لأنه يعزز امتصاص الكالسيوم في الجسم. ويمكن الحصول على فيتامين ك من البرتقال والفراولة والبطاطا الحلوة، وفي حال حصول الحامل على الكالسيوم وامتصاص الجسم له بصورة جيدة؛ فهو يلعب بوجه خاص دوراً كبيراً في تقوية العظام والأسنان لدى الحامل، حيث إن نقص الكالسيوم يؤدي، إضافة لآلام العظام أثناء الحمل، إلى حدوث تشنجات في العضلات، خصوصاً خلال النوم، وظهور الدمامل في الساقين.
ومن الأغذية التي تحتوي على نسبة كبيرة من الكالسيوم: اللبن الزبادي والحليب والجبن وعصائر الفاكهة والبابايا والبروكلي واللحوم الخالية من الدهون وزبدة الفول السوداني، ويشار إلى أن اللبن الزبادي يحتوي على كالسيوم أكثر من الحليب، هذا يعني أنه يمكنكِ الحصول على عناصر غذائية أفضل لبناء العظام؛ مثل فيتامينات "ب" والبروتينات والزنك المتوفرة في اللبن الزبادي؛ الذي يجب تناوله بشكل يومي.
تابعي أيضاً: فقر الدم للحامل وتأثيره على الجنين
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.