متلازمة المبيض متعدد الكيسات: هل تمنع الحمل؟ 

صورة لطبيبة تشرح تكيس المبايض
شهر متلازمة المبيض متعدد الكيسات

سبتمبر هو شهر التوعية بمرض متلازمة المبيض متعدد الكيسات، وفرصة لنشر الوعي حول هذه الحالة الصحية أو "المتلازمة الصامتة"، والتي تنتشر على نطاق واسع، إذ تؤثر على ملايين السيدات حول العالم، وغالباً ما يُساء فهمها. وعلى الرغم من نطاق انتشارها الواسع، فهل يمكن التغلب عليها بالعلاج المبكر، هذا ما تؤكده الدكتورة ريبال مادناني، أخصائية الغدد الصماء التناسلية والعقم في مركز هيلث بلاس للإخصاب، في هذا التوضيح الآتي:

الدكتورة ريبال مادناني


لا تزال أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات وآثارها وأهمية تشخيصها وعلاجها مبكراً مسألة غير واضحة بالنسبة للعديد من السيدات، برأي الدكتورة ريبال، والهدف من شهر التوعية بمرض متلازمة المبيض متعدد الكيسات هو مساعدة المتأثرات بهذه الحالة ليتمكنّ من التعامل مع أعراضها، فضلاً عن تقليص مخاطر الحالات المرتبطة بها التي قد تصل لحدود تهدد الحياة.
ويأتي شهر التوعية بمرض متلازمة المبيض متعدد الكيسات هذا العام تحت شعار "صوت القوّة، عوامل التغيير"، ويهدف لتحفيز المريضات ومزودي خدمات الرعاية الصحية والباحثين وصناع السياسات وقادة القطاع على حشد جهودهم لتلبية الاحتياجات الملحة لمجتمع متلازمة المبيض متعدد الكيسات.

ما هو مرض تكيس المبايض؟

ويعتبر مرض متلازمة المبيض متعدد الكيسات اضطراباً هرمونياً يؤثر على السيدات في عمر الإنجاب. ويتسم بمزيج من الأعراض التي تختلف بين امرأة وأخرى، بما يُصعّب من مهمة تشخيصه وإدارته. وترتبط هذه الحالة بعدم استقرار الهرمونات الإنجابية، بما يقود لعدم انتظام الدورة الشهرية، وظهور أكياس على المبيض والتعرض لمشاكل في عمليات التمثيل الغذائي. وتواجه العديد من النساء صعوبات إضافية نتيجة تأثير هذا المرض على الخصوبة. تعلّق قائلة: "هي حالة معقدة، أعراضها متفاوتة، وهناك خيارات تشخيصها وعلاجها".

26 % من السيدات الإماراتيات اللاتي يتجاوز عمرهن 25 عاماً مصابات بهذه المتلازمة

تشخيص وعوامل الخطر في متلازمة المبيض متعدد الكيسات

تشخيص وعوامل الخطر في متلازمة المبيض متعدد الكيسات

ينطوي تشخيص متلازمة المبيض متعدد الكيسات على سلسلة مفصلة من الإجراءات التي تضم التقييم السريري، ودراسة الأعراض، والفحوصات المخبرية المتقدمة. تتابع الدكتورة ريبال: "هناك حاجة لإجراء فحوصات شاملة لنفي الأمراض الأخرى التي تتشابه أعراضها مع متلازمة المبيض متعدد الكيسات. وبينما تبقى الأسباب الدقيقة لهذه الحالة الصحية غير معروفة، هنالك عدد من عوامل الخطر التي تم تحديدها، وهي:

  • التاريخ العائلي للإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات.
  • السمنة، ومقاومة الأنسولين من العوامل المحفزة على الإصابة بالمرض.
  • غياب الدورة الشهرية أو عدم انتظامها، وهي من المؤشرات الرئيسية.
  • علامات ارتفاع مستويات هرمون الأندروجين مثل زيادة نمو الشعر أو ظهور حب الشباب.

لذلك، هنالك مجموعة من الفحوصات الأساسية التي يتعين إجراؤها لتشخيص الحالة مثل الموجات فوق الصوتية والاختبارات الهرمونية للتوصل إلى التشخيص بدقة.

إحصائيات وعلاجات

إحصائيات وعلاجات


تشير أحدث الدراسات إلى أن 26% من السيدات الإماراتيات اللواتي يتجاوز عمرهن 25 عاماً مصابات بهذه المتلازمة، في حين ظهر بأن أعلى مستويات انتشارها لدى السيدات اللواتي يتراوح عمرهن بين 31 و35 عاماً. وتزداد الأعباء التي يلقيها هذا المرض على المستويين الإقليمي والدولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تتخطى معدلات انتشاره متوسط الإصابة العالمي. ويسلط ارتفاع الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات الضوء على الحاجة الماسة لبرامج وقائية فعالة من حيث التكلفة ومصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الفريدة للسيدات في هذه المنطقة. لذلك لا بد من الجمع بين المشورة الغذائية، والدعم البدني والصحة النفسية للنساء، لتحسين المخرجات الصحية للنساء. ويعتبر نموذج الرعاية الشامل هذا عنصراً أساسياً لمعالجة التحديات المتعددة التي تفرضها هذه الحالة الصحية وتحسين جودة حياة المصابات بها.
وعندما يتعلق الأمر بتحسين خصوبة النساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات، فلا بد من ذكر العلاجات المتوفرة، وتشمل الآتي:

  • الخيارات الدوائية مثل سترات الكلوميفين والميتفورمين.
  • المكملات الغذائية المبتكرة.
  • الإجراءات الجراحية.

إذ أصبح بمقدور كوادر الرعاية الصحية اليوم وضع الخطط العلاجية المناسبة لحالة كل مريضة على حدة.

ما الهدف من كل خيار علاجي؟

يهدف كل خيار علاجي لتنظيم عملية التبويض، بما يقود في نهاية المطاف لزيادة فرص حدوث الحمل. كما أن التغييرات الإيجابية في أنماط الحياة وممارسة الرياضة والالتزام بالغذاء الصحي هي خطوات رئيسية لإدارة متلازمة المبيض متعدد الكيسات بكفاءة وتعزيز الخصوبة، إذ تساهم في تنظيم الإباضة وتحسين الخصوبة، توضح الدكتورة مادناني: "بالنسبة للعديد من السيدات المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات واللواتي يواجهن صعوبات في الحمل، يمكن لتقنيات المساعدة على الإنجاب مثل أطفال الأنابيب وتجميد البويضات أن تقدم أملاً جديداً. حيث تمنح هذه الوسائل بدائل فعالة لحصول الحمل، وتجنب مشاكل التبويض والحفاظ على الخصوبة لمحاولة الحمل مستقبلاً. كما أن معدلات نجاح الحمل بالنسبة للسيدات المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات باستخدام تقنيات الإنجاب المساعدة واعدة للغاية، على الرغم من أن المراقبة الدقيقة هي أمر ضروري للحد من حدوث مخاطر معينة مثل متلازمة فرط تحفيز المبيض".

طلب المشورة الخبيرة

طلب المشورة الخبيرة


أوصت الدكتورة مادناني المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات ومشاكل الخصوبة بضرورة استشارة المتخصصين في مجال الخصوبة، لا سيما بعد مرور عام على محاولات الحمل الطبيعي غير الناجحة المصحوبة بعدم انتظام الدورة الشهرية، وأضافت: "يُعتبر التدخل المبكر أمراً أساسياً لدراسة كافة الخيارات العلاجية المتاحة وقدرة كل منها على تحسين فرص حصول الحمل".
يذكرنا شهر التوعية بمرض متلازمة المبيض متعدد الكيسات بأهمية فهم هذا المرض المعقد ودعم المصابات به. ومن خلال رفع نسبة الوعي، وتعزيز التشخيص المبكر، ودعم البحوث، يمكننا وضع بصمة إيجابية جلية في حياة ملايين النساء.
هل تراعين هذه النصائح عند بدء محاولة الحمل؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص