نعم سيدتي الحامل الجميلة، صبراً فلست وحدك التي تمرين بتجربة الحمل والمعاناة من تقلبات المزاج؛ فكل ما تشعرين به من رغبة في البكاء من دون سبب، أو تأثرك المبالغ فيه من أبسط المواقف، أو الرغبة في الانطلاق والضحك، تليها مباشرة الرغبة في العزلة؛ جميعها صور من التقلبات التي تحدث للحوامل خلال الحمل، بسبب الهرمونات المتغيرة، ومجموعة أخرى متنوعة من العوامل سيأتي ذكرها بالتفصيل.
وهنا يؤكد الدكتور أحمد عبد اللطيف استشاري أمراض النساء والتوليد أن جميع ما يحدث في شهور الحمل من تقلبات مزاجية هي أمور طبيعية، ومعرفة الحامل لأسبابها وكيفية التعامل معها هو مفتاح علاجها.
تأثير هرمونات الحمل في تقلب المزاج
أحد الأسباب الرئيسية للتقلبات المزاجية في أثناء الحمل هو التغيرات السريعة في الهرمونات، خصوصاً هرموني الإستروجين والبروجسترون.
ترتفع مستويات هرمون الإستروجين خلال الأسابيع الـ12 الأولى من الحمل، حيث تزداد بأكثر من 100 مرة، ويرتبط الإستروجين بمادة السيروتونين الكيميائية في الدماغ، التي تعرف على أنها هرمون السعادة، لكن السيروتونين ليس له علاقة مباشرة بالسعادة، ويمكن أن تؤدي الاختلالات والتقلبات في هذا الناقل العصبي إلى خلل في التنظيم العاطفي للحامل.
كما يزيد هرمون البروجسترون -الذي يرتبط بالاسترخاء- أيضاً بسرعة في أثناء الحمل، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، في حين يرتبط هرمون الإستروجين عادة بالطاقة والكثير منه مرتبط بالطاقة العصبية، وهذا هو بالضبط ما يفعله البروجسترون في الجسم في أثناء الحمل، حيث يجبر العضلات بالاسترخاء جزئياً، وهذا الاسترخاء يُعد عاملاً في إصابة النساء بالإمساك في أثناء الحمل.
كما أن هرمونات الاسترخاء بالنسبة لبعض النساء؛ تجعلهن أكثر استرخاءً وكسلاً، ما تترجمه بعض الحوامل بالشعور بالتعب والحزن.
كما أن البروجسترون هو الهرمون الذي يجعل المرأة تبكي عند مشاهدة فيلم مؤثر أو موقف عاطفي، يعده الجميع عادياً، في حين تراه الحامل مثيراً للبكاء.
وتفسير الغضب قبل الولادة يرتبط بانخفاض معدل نمو الجنين والمضايقات الجسدية، بجانب المخاوف الطبيعية جداً من التغيير القادم الذي ينتظر الحامل في الحياة، بصحبة المولود القادم، وما يحمل هذا من مسؤولية.
ما أسباب معاناة الحامل من التقلبات المزاجية؟
زيادة تقلبات المزاج في الثلث الثالث من الحمل
خلال الثلث الثالث من الحمل، تعاني الكثيرات من مشكلات النوم؛ ما يؤدي إلى تقلبات مزاجية، ويمكن أن تزداد أيضاً المخاوف بشأن الولادة القادمة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إلى جانب المخاوف من أن تصبح أماً، أو مخاوف بشأن إنجاب طفل آخر، إليكم التفاصيل.
الحمل والشعور بالغضب
بعض النساء يعانين من مشاعر الغضب المتكررة خلال أشهر الحمل. ويرجع ذلك أيضاً إلى التغيرات الهرمونية، تماماً مثل بعض النساء اللواتي يعانين من الإحباط قبل موعد الدورة الشهرية مباشرة، هذا إضافة إلى التغيرات الجسدية التي تعانيها النساء، ونتيجة لذلك فإن إجهاد الحمل وعدم الراحة الجسدية يسهمان بشكل كبير في غضب الحامل، لدرجة أن يصبح الحفاظ على أعصابها تحت السيطرة يمثل تحدياً.
تأثير الغضب في نمو الجنين
في حين أن مشاعر الإحباط العرضية أمر طبيعي؛ فمن المهم ألا تتجاهلي الغضب إذا كان متكرراً أو يتعارض مع قدرتك على التعامل مع الحياة اليومية؛ حيث وجدت بعض الأبحاث أن الغضب في أثناء الحمل قد يؤثر في الجنين، وقبل الولادة يرتبط الغضب بانخفاض معدل نمو الجنين.
وإذا كان سبب غضبك هو عدم الرغبة في الحمل؛ فمن الضروري الحصول على العلاج والدعم النفسي قبل ولادة الطفل، لأن استمرار تلك الحالة قد يؤثر سلباً في الترابط المبكر بينك وبين طفلك؛ إذ لا يقتصر الارتباط بين الأم والطفل على الصحة العاطفية فحسب، بل يؤثر أيضاً في رفاهية الطفل الجسدية.
غشاء الجنين الذي يخرج عند الولادة.. ماذا تعرفين عنه؟
حلول تواجهين بها التقلبات المزاجية؟
في حين تبدو التقلبات المزاجية جزءاً لا مفر منه من الحمل؛ فإن هذا لا يعني أنه لا توجد أشياء يمكنك القيام بها لتجاوز الأمر قليلاً ومنها:
- تذكري أنك لست وحدك في تجربتك، وأن الهرمونات هي المسؤولة عن الكثير مما تشعرين به، وكل هذا سوف يمر بمرور الوقت.
- تحدثي إلى زوجك وأطفالك؛ فقد تفقدين أعصابك، أو تبدئين في البكاء بشكل غير متوقع؛ دعي زوجك وأفراد أسرتك يعرفون أنهم ليسوا سبباً في غضبك المتكرر.
- أخبريهم بأنك تحتاجين إلى مساعدتهم، ولا مانع أو خجل يمنعك من الاعتذار مقدماً عن فترات الانفعال اللحظية التي ربما شعروا بها، وربما نالوا من سلبياتها شيئاً.
- ابحثي وطالعي المعلومات الخاصة بالحمل والولادة، واعرفي أن ما تفعلينه يُعد خطوات إيجابية لزيادة معرفتك بالمرحلة المقبلة، لكن بعض المعلومات قد تجعلك أكثر قلقاً.
- توقفي خلال بحثك ومطالعاتك القراءة حول الولادة المبكرة، أو مشكلات صحية قد تتعرض لها الحامل أو الجنين، أو إذا كانت الحكايات عن الحمل والولادات المتعثرة الخاصة بالأمهات؛ ما يجعلك عصبية وقلقة.
- استعدي لغثيان الصباح؛ إذ يُعد من أكثر أعراض الحمل صعوبة لدى الحامل خاصة في الأشهر الأولى، حيث إنه يحدث من دون سابق إنذار، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تقلبات مزاجية عنيفة.
تابع حلول المعالجة:
- استعدي لهذه الحالة، خاصة إذا كنت امرأة عاملة أو تُضطرين للخروج من المنزل يومياً، احملي معك وجبات خفيفة لا تتضمن مهيجات المعدة، تجنبي الحمضيات كالليمون والبرتقال، واعتمدي على البسكويت المملح.
- احملي معك أكياساً بلاستيكية في جيوبك أو في حقيبتك، عندما تشعرين أنك من الممكن أن تتقيئي ولا يتوافر حمام في محيطك، هنا تستطيعين التصرف والحفاظ على ملابسك ما دمت خارج المنزل.
- حاولي حمل شيء تفوح منه رائحة طيبة محببة لديك؛ لتلتقط الروائح غير المرغوب فيها بسرعة وتصدها، هذا إذا كان غثيان الصباح يكون ناتجاً عن روائح كريهة أو قوية.
- انتبهي لأن كل سيدة تمثل حالة منفردة؛ لهذا اختاري الرائحة المناسبة لك، فقد تنجح عبوة من القرنفل أو القرفة أو زجاجة صغيرة من غسول اليد الذي تحبينه في الحد من الغثيان، بينما هناك بعض الحوامل يشعرن بالغثيان من روائح العطور والصابون.
- أعطي الأولوية للنوم، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، بينما قد تجدين صعوبة في النوم خلال الثلث الثالث من الحمل، وكذلك مشقة في الحصول على الراحة، وهذا يؤدي إلى قلة النوم، وأنت بحاجة إلى النوم.
- لا تترددي في أخذ قيلولة في أثناء النهار إذا كنت تستطيعين؛ حتى لو كان ذلك يعني القيلولة على مكتبك في العمل، وفي المنزل، افعلي كل ما في وسعك لجعل وقت النوم فترة هادئة.
- جربي اليوغا أو التأمل؛ يمكن أن تساعد اليوغا والتأمل في تقليل القلق وزيادة الشعور بالراحة، وهناك العديد من تطبيقات التأمل المجانية عبر الإنترنت التي يمكنك تجربتها، وإذا قررت أن تأخذي دروساً في اليوغا؛ فتأكدي من أنها مخصصة للحوامل.
- لا تترددي في زيارة الطبيب، في بعض الأحيان، قد تحتاجين إلى متخصص لمساعدتك، ليس بالضرورة أن تعني زيارتك للطبيب أنك مريضة اكتئاب، لكن كثيراً ما نحتاج جميعاً إلى الدعم من المتخصصين حتى في الحالات المزاجية العرضية، وتذكري أن الحمل والولادة سواء كان طفلك الأول أو الخامس، دائماً ما يحدثان تغييراً كبيراً في حياتك.
* ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.