الاهتمام بصحة الأطفال الجسدية وتطور نموهم السليم؛ يُعد أولى أولويات الوالدين عموماً، وهذا بطبيعة الحال لا يكفي؛ حيث إن توفير حياة آمنة ومستقرة ومليئة بالنجاح، لن يكون إلا بتمتع الطفل بصحة نفسية جيدة، جنباً إلى جنب مع الصحة البدنية.
الصحة النفسية للطفل تعني الطريقة التي يفكر بها الأطفال، وتتحكم في شعورهم ونظرتهم تجاه العالم من حولهم، وكذلك نظرتهم لأنفسهم، ولها دور كبير في كيفية تعامل الأطفال مع ضغوط الحياة وتحدياتها، وسلامة الصحة النفسية للطفل تساعده على تطوير مهاراته الاجتماعية، والسلوكية التي تستمر معه طوال حياته.
من هنا كان التقرير اليوم؛ عن أهمية الصحة النفسية للطفل، والعلامات التي تدل على وجود مشكلات نفسية، وطرق الآباء لتعزيز الصحة النفسية للطفل. اللقاء وأستاذ علم النفس الدكتور مراد العسيلي؛ للشرح والتفصيل.
أهمية الصحة النفسية للطفل
- تُعتبر من أهم أسباب النمو الصحي والاتزان لدى جميع الأطفال، والسلامة النفسية، وهي ما يحتاجونه لبناء علاقات جيدة مع الآخرين.
- لها الدور الأكبر في قدرة الأطفال على التعامل مع التحديات التي تواجههم، وتتبين أهميتها في أنها تشعر الطفل بالرضا، وتزيد من ثقته بالنفس.
- تمكن الطفل من الاستمتاع بحياته، وتقلل من الطاقة السلبية، وتساعده على التعلم، وتنمي حس الإبداع لديه.
- تقوي في الأطفال روابطهم الأسرية، وتبني علاقاتهم بشكل سليم، كما تحسن طريقة تعاملهم مع المشاعر الحزينة، وتقلل من التوتر.
- تعزز قدرتهم على التعافي من الأوقات الصعبة، واسترجاع ذاتهم، وتزيد من حبهم لتجربة أشياء جديدة، والقدرة على فهم ما يجري حولهم.
طرق الآباء لتعزيز صحة الطفل النفسية
- إظهار الحب لطفلك، وإخباره أنك ستبقى بجانبه دائماً، ويمكن أيضاً إظهار ذلك من خلال لغة الجسد مثل الابتسام له، أو معانقته.
- استخدام أساليب إيجابية لتوجيه سلوك طفلك، كالثناء عليه عند التصرف بشكل جيد، والتقليل من الانتقادات السلبية.
- تخصيص وقت للتحدث مع طفلك، والحديث معه؛ فهو يعزز الروابط في ما بينكم ويجعلك أقرب إليه.
- القيام بالأنشطة الخارجية مع طفلك؛ فذلك يساعد الطفل على اكتشاف الأمور وفهمها بطريقة آمنة.
- حل المشكلات بطريقة إيجابية، والتعامل مع الخلاف بينك وبين طفلك بعقلانية.
- تشجيع الطفل على التواصل مع الآخرين؛ ما يمنحه إحساساً بمكانته، ويساعده على التواصل بشكل أفضل.
علامات تدل على وجود مشكلات نفسية
تحديد الأمراض النفسية عند الأطفال يُعتبر صعباً إلى حدٍّ ما؛ لأن أعراضه تتشابه مع سلوكيات تحدث بشكل طبيعي خلال فترة نموهم، لكنها تصبح علامات إذا استمرت في الحدوث بشكل متزايد، وبدأت تؤثر في حياة الطفل.
تغيرات في التفكير وتشمل:
- لوم أنفسهم على أشياء خارجة على إرادتهم، ونعت أنفسهم بصفات سيئة.
- مواجهة صعوبة في التركيز، وكثرة الأفكار السلبية.
- التراجع في الأداء المدرسي، والشعور باليأس والعجز، أو الوحدة والرفض.
تغيرات في السلوك وتشمل:
- الحزن والرغبة في العزلة، والبقاء وحيداً.
- عدم التحكم بالمشاعر، والبكاء بسهولة ولأسباب لا تستدعي.
- عدم الاهتمام بالرياضة، أو الألعاب التي يستمتع بها الأطفال.
- المبالغة في ردود الأفعال، والإصابة بنوبات الغضب المتكررة.
- صعوبة في الانسجام مع الأطفال الآخرين.
تغيرات فيزيائية وتشمل:
- الشعور بالألم والتعب بشكل عام، وألم بالبطن متكرر.
- اضطرابات بالنوم، أو الإصابة بالأرق.
- الانفعالات الزائدة، أو العادات السلبية مثل قضم الأظافر، أو مص الإبهام.
- الإصابة بالصداع النفسي، الذي قد يمنعهم من القيام ببعض الأنشطة اليومية.
عوامل تؤثر في الصحة النفسية عند الأطفال
طفل من بين كل خمسة أطفال حول العالم يعاني من مشكلات نفسية؛ ما يتطلب متابعة أكثر للأطفال للتأكد من سلامتهم، لهذا يجب الاطمئنان بشكل دوري عن وضع الطفل في المدرسة، وعن طبيعة علاقته بأصدقائه، ومتابعة تصرفاته في المنزل بشكل مستمر.
العوامل الوراثية: تنتشر الاضطرابات النفسية في العديد من العائلات؛ حيث تنتقل من الآباء إلى أطفالهم من خلال الجينات، أو تزيد من قابليتهم للإصابة بهذا النوع من المشكلات.
- حدوث خلل في الدماغ: كما هي الحال عند البالغين؛ فإن العديد من الاضطرابات النفسية عند الأطفال ترتبط بحدوث خلل لوظائف في مناطق معينة من الدماغ تتحكم في التفكير، والسلوك.
- إصابات الرأس: أحياناً يمكن أن يؤدي التعرض لضربات شديدة على الرأس إلى حدوث تغيرات في الحالة المزاجية والشخصية، التي تنعكس لاحقاً على الصحة النفسية.
- الصدمة النفسية: من الممكن أن تنتج بعض المشكلات النفسية بسبب حدوث صدمات نفسية، مثل الإساءة الجسدية، أو العاطفية الشديدة، أو خسارة أمر مهم في وقت مبكر من العمر، مثل فقدان أحد الوالدين.
- البيئة المحيطة بالطفل: يمكن أن تؤدي الظروف الصعبة المحيطة بالطفل، والأحداث المؤلمة التي يمر بها إلى حدوث اضطرابات نفسية لديه، وخاصة إذا كان معرضاً للإصابة بهذا النوع من الأمراض.
* ملاحظة من "سيدتي وطفلك": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ باستشارة طبيب متخصص.