بعد ولادة الطفل بأيام قليلة تتوجه الأم به إلى عيادات رعاية الطفولة والأمومة؛ للحصول على التطعيم الأول في حياته، وتبدو الأم خائفة ومذعورة على الوليد الذي سوف ينخز جلده الرقيق وسوف يشعر بالألم الذي تتخيله الأم قاسياً، كما أنها تكون قلقة في نفس الوقت من الأعراض الجانبية للتطعيم التي تسمع عنها، وكيف ستتصرف في حال حدوثها، فكثيراً ما ارتبط حديث الأمهات عن التطعيم بارتفاع درجة حرارة الطفل، وراجت حول هذه العلاقة معتقدات كثيرة ليس لها أساس من الصحة.
كما تعتقد الأمهات أيضاً أن ارتفاع درجة حرارة الطفل بعد تلقيه التطعيم يستمر لمدة 24 ساعة حتى يزول، ويرين أن هذه الحالة حتمية ليمر بها كل رضيع، ولكن الطب يثبت عكس هذا الاعتقاد ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالدكتور عدنان أبو عيسى؛ استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة حيث أشار إلى علاقة التطعيمات بارتفاع حرارة الطفل وأعراض أخرى قد تظهر على الرضيع وطرق التعامل معها في الآتي:
تعريف التطعيمات
يعرف التطعيم بأنه إجراء يتم تقديمه للطفل أو للإنسان البالغ، ويعمل على تحفيز الجهاز المناعي لدى الإنسان لمحاربة جرثومة معينة عن طريق حقن الجسم بها، ولكن بصورة ضعيفة، أي تكون في حالة غير نشطة، وفي بعض الحالات يتم تصنيع التطعيمات من الأنواع الميتة للجرثومة، أو من أحد سمومها، أو من أحد بروتيناتها السطحية أيضاً، وخلال هذه العملية يقوم الجهاز المناعي بالتعرف عليها، ومن ثم يقوم بإنتاج أجسام مضادة للقضاء عليها ومنع الإصابة بالمرض الذي تسببه، ولذلك فقد توصل العلم الحديث للعديد من التطعيمات التي كانت في الماضي حلماً بسبب ما تسببه جراثيمها المضعفة من مخاطر على صحة الإنسان تصل إلى حد الموت، وأصبح إنقاذ حياة الإنسان ممكنًا بوخزة يحصل عليها في صغره.
قد يهمك أيضاً: طرق طبيعية لتخفيف ألم التطعيم على الطفل الرضيع
لماذا ترتفع حرارة الطفل بسبب التطعيم أحياناً؟
في الوقت الحاضر لم يعد يصاب الطفل بارتفاع درجة الحرارة بسبب الحصول على التطعيم بصورة حديثة ومحسنة عن التطعيمات التي تقدم للإنسان مع هذا التطور العلمي الهائل. أما حدوث ارتفاع في درجة حرارة الطفل في حال الحصول على تطعيم فهو رد فعل طبيعي؛ لأن التطعيم ذاته عبارة عن جراثيم ميتة أو مضعفة، أو فيروس ميت، وعندما يدخل جسم الرضيع مثل هذه الأجسام الغريبة يبدأ الجهاز المناعي في محاربة هذه الأجسام الغريبة عنه، وعملية المحاربة والدفاع تسبب ارتفاع درجة حرارة الرضيع عن المعدل الطبيعي، بعد إعطاء الطفل التطعيم، وتستمر هذه العملية أي الدفاع مع ارتفاع درجة الحرارة لعدة ساعات حسب طبيعة جسم الطفل وجهازه المناعي.
أعراض طبيعية تظهر على الطفل بعد التطعيم
يجب أن تعرف الأم أن الأعراض التي تصيب الطفل تختلف حسب نوع التطعيم الذي حصل عليه، كما أنه لا يمكن أن تتشابه أعراض التطعيم مع كل الأطفال، ومقارنة الأطفال ببعضهم، وشعور الأم بالقلق بسبب ارتفاع درجة حرارة رضيعها، الذي تلقى تطعيماً معيناً بالتزامن مع طفل آخر في نفس عمره، وتلقى نفس التطعيم، ويجب أن تعرف أيضاً أن هناك بعض التطعيمات تؤدي إلى تشنجات بسيطة لدى الأطفال وهناك بعض التطعيمات التي تؤدي إلى ألم شديد في الجزء الذي حصل فيه الطفل على التطعيم، مثل منطقة الفخذ، وفي هذه الحالة يتألم الطفل كلما تحركت ساقه، أو ارتطمت بأحد أو لمستها الأم، وبعض التطعيمات تؤدي لظهور طفح جلدي يزول بعد أيام قليلة دون الحاجة إلى علاج، وقد تلاحظ الأم أن طفلها الرضيع بعد الحصول على التطعيم يحدث لديه احمرار وتورم في منطقة التطعيم من أعلى الفخذ أو الكتف مثلاً، كما تلاحظ عليه فقدان الشهية وعدم الرغبة في اللعب أو تناول الحليب أو الحركة كعادته وهي حالات طبيعية بسبب الألم البسيط سرعان ما تزول.
أما عرض ارتفاع درجة الحرارة فهو العرض الطبيعي والمعروف والذي يجري الحديث عنه وتداوله بين الأمهات وتستعد له الأمهات بقلق ويعلنّ حالة الطوارىء في البيت لدرجة أن تحصل الأم على إجازة من عملها، ولكنه أسهل من ذلك وأبسط بكثير.
نصائح لتقليل أعراض التطعيم
قد يمتد ارتفاع درجة حرارة الرضيع بعد تلقي التطعيم إلى يومين في أكثر الأحوال، يمكن للأم خلالهما استخدام خافضات الحرارة على شكل شراب، وحسب الجرعة التي يوصي بها الطبيب، كما يمكن لتخفيف حرارة الطفل بعد التطعيم وضع كمادات ماء (من الصنبور) أي ليست من ماء مثلج وتضعها في منطقة أسفل الرقبة أو تحت الإبطين ويتم تغييرها.
تلجأ بعض الأمهات لربط قدمي الرضيع في هذه الحالة "تقميط"، ولا يحدث أي ضرر بسبب ذلك؛ لأنها لن تستمر في التقميط لمدة طويلة، فقط ليومين مثلاً؛ حتى تتلاشى الأوجاع ويعاود الطفل نشاطه وتحريك ساقيه دون ألم.
وفي حال التنقيط بفم الطفل وهو نوع من أنواع التطعيمات التي تقدم للرضع على شكل نقاط وهي أيضا فيروسات مضعفة على سبيل المثال مثل التطعيم الذي يؤخذ على شكل إبر يجب أن تتأكد الأم أن طفلها قد ابتلعه، ولم يتقيأ وتتبع إرشادات الطبيب أو الممرضة التي تقوم بالتطعيم بخصوص موعد الرضاعة بعد التطعيم؛ حيث هناك تطعيمات يجب الامتناع عن الرضاعة لنصف ساعة أو ساعة مثلاً، أو أكثر بعد إعطاء الجرعة لكي لا يتقيأ الطفل مثلاً حليب الأم وقد اختلط به السائل الخاص بالتطعيم، ويفضل أن تقوم الأم بإرضاع الطفل في البيت وإشباعه قبل التوجه به إلى مركز التطعيم، وفي حال البكاء بعد التطعيم تقوم الأم بحمله وتهدئته والتربيت عليه ومحاولة تنويمه بالغناء والهدهدة فقط.
وتعتقد الأم أن التطعيمات قد يكون لها فوائد صحية أخرى غير حماية الطفل من الأمراض ولكن الحقيقة أنه ليس للتطعيمات علاقة بزيادة الوزن، أو فتح شهية الطفل؛ لأنها في الأساس عبارة عن تحصينات له من الأمراض، التي تصيب الأطفال في سن صغيرة، ولذلك يجب عدم المبالغة بتقديم الطعام له بعد تعافيه من مضاعفات التطعيم.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
