علامات السكري من النوع 1 المبكرة لدى الأطفال: ما الذي يجب أن يلاحظه الآباء؟

صورة طفل مريض بالسكري
قياس مستوى السكر في أي وقت خلال اليوم
السكري من النوع 1 هو حالة صحية مزمنة تؤثر في قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. ويعتبر الأطفال من بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السكري، مما يجعل التعرف إلى العلامات المبكرة للسكري عند الأطفال أمراً بالغ الأهمية، ففهم هذه العلامات يمكن أن يساعد أولياء الأمور على التدخل السريع، وبالتالي تقليل المضاعفات المحتملة.
الدكتور عمرو محمد مرسي

وللتعرف إلى العلامات المبكرة، تحدثنا إلى الدكتور عمرو محمد مرسي، استشاري الغدد الصماء لدى الأطفال في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري.

العلامات المبكرة للسكري من النوع 1 عند الأطفال

الشعور الدائم بالجوع

أوضح الدكتور مرسي أن العلامات المبكرة للسكري من النوع 1 عند الأطفال متنوعة، وهي:
  • شعور الطفل بالعطش المستمر وغير الاعتيادي بما يدفعه لطلب شرب الماء باستمرار.
  • زيادة وتيرة التبول بشكل متكرر؛ بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم.
  • الشعور الدائم بالجوع على الرغم من تناول كميات كافية من الطعام، وهو ما يعرف بالجوع المفرط.
  • فقدان الوزن بشكل ملحوظ عند الطفل رغم استمراره في تناول الطعام.
  • تعرض الطفل للتعب والإرهاق الدائميْن وبسهولة من دون سبب واضح.
  • حصول تبدلات في السلوك، إذ قد يصبح الطفل عصبياً أو مكتئباً من دون تفسير.
وحسب رأي الطبيب، فإن هذه الأعراض قد تظهر بشكل مختلف بناءً على عمر الطفل. فبالنسبة للأطفال الصغار، قد يكون من الصعب ملاحظة العطش أو الجوع المفرط عند الأطفال، ولكن يمكن أن تبدو عليهم علامات أخرى؛ مثل تغيرات في المزاج أو تبليل الفراش ليلاً، أما المراهقون فقد تظهر لديهم أعراض أكثر وضوحاً؛ مثل فقدان الوزن والشعور بالتعب المزمن والعطش الزائد، ويمكنهم التعبير عن أعراضهم بشكل أفضل من الأطفال الأصغر سناً.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع 1 عند الأطفال

للتاريخ العائلي دور في الإصابة بالسكري

حول العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع 1، أكد الدكتور مرسي هذه البنود:
  • التاريخ العائلي الذي يلعب دوراً كبيراً، مثل وجود إصابة بين أحد الوالدين أو الأشقاء، إلى جانب العوامل الجينية الوراثية، إذ قد تزيد بعض الجينات من احتمالية الإصابة بالسكري من النوع 1.
  • عوامل بيئية أيضاً؛ مثل بعض الفيروسات أو الالتهابات التي قد تحفز جهاز المناعة على مهاجمة خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين عن طريق الخطأ.
  • وأردف الدكتور مرسي أن أعراض السكري من النوع 1 قد تتشابه مع بعض أعراض حالات أخرى؛ مثل التهابات الجهاز البولي أو العدوى الفيروسية. ومع ذلك، ما يميز أعراض السكري هو استمراريتها وتفاقمها مع مرور الوقت. فإذا كان الطفل يعاني من عطش مفرط وتبول متكرر لفترة طويلة (أكثر من بضعة أيام)، فإن هذا قد يشير إلى السكري، كما أن فقدان الوزن بشكل غير مبرر، بالرغم من تناول الطعام بكميات كافية، هو إشارة أخرى تستدعي القلق.

علاجات السكري من النوع 1 عند الأطفال

العلاج الثالث: اتباع نمط غذائي صحي

ستتعاون عن كثب مع فريق علاج داء السكري المتابع لطفلك، والذي يتكون من طبيب واختصاصي معتمد في رعاية المرضى بداء السكري وتثقيفهم، واختصاصي نظم غذائية مسجل. ويهدف العلاج إلى إبقاء مستوى السكر في دم طفلك في نطاق محدد. ويساعد هذا النطاق المستهدف في إبقاء مستوى السكر في دم الطفل قريباً قدر الإمكان من المستوى الطبيعي. ويشمل علاج داء السكري من النوع الأول ما يلي:

العلاج الأول: الأنسولين

يحتاج أي مصاب بمرض السكري من النوع الأول علاجاً مدى الحياة بنوع أو أكثر من الأنسولين. وتتوافر أنواع عديدة من الأنسولين، منها:
الأنسولين السريع المفعول: الذي يبدأ مفعول هذا النوع من الأنسولين خلال 15 دقيقة. ويبلغ مفعوله أعلى مستوى في غضون 60 دقيقة، ويستمر لمدة 4 ساعات تقريباً. يُستخدم هذا النوع عادةً قبل تناول الوجبات بفترة تتراوح بين 15 و20 دقيقة.
الأنسولين قصير المفعول: يُعرف هذا النوع أحياناً بالأنسولين العادي، ويبدأ مفعوله في غضون 30 دقيقة تقريباً بعد الحقن. ويبلغ مفعوله أعلى مستوى في غضون 90 إلى 120 دقيقة، ويستمر لمدة تتراوح بين 4 و6 ساعات تقريباً.
الأنسولين متوسط المفعول: يُعرف هذا النوع من الأنسولين أيضاً بأنسولين إن بي إتش، ويبدأ مفعوله في غضون ساعة إلى 3 ساعات تقريباً. ويبلغ مفعوله أعلى مستوى في غضون 6 إلى 8 ساعات، ويستمر لمدة تتراوح بين 12 و24 ساعة.
الأنسولين طويل المفعول وممتد المفعول: قد يوفر هذا النوع من الأنسولين تأثيراً يستمر لمدة 14 إلى 40 ساعة.

العلاج الثاني: مراقبة سكر الدم

ستحتاجين أنتِ أو طفلك إلى فحص نسبة السكر في دم الطفل وتسجيلها على الأقل أربع مرات في اليوم. ويمكنكِ فحص مستوى الغلوكوز في الدم لديه قبل كل وجبة وعند الخلود للنوم، وأحياناً في منتصف الليل. لكن ستحتاجين إلى فحصه في كثير من الأحيان إذا لم يكن لدى طفلك جهاز مراقبة الغلوكوز المستمر.
إن تكرار الاختبار هو السبيل الوحيد لضمان الحفاظ على مستوى السكر في دم الطفل ضمن النطاق المستهدف.

العلاج الثالث: اتباع نمط غذائي صحي

يُمثّل الغذاء عاملاً أساسيّاً في أي خطة لعلاج داء السكري، ولكن هذا لا يعني أن طفلك يجب أن يتبع "نظاماً غذائيّاً صارماً لداء السكري"، بل يجب أن يتضمن نظام طفلك الغذائي بانتظام الأطعمة عالية القيمة الغذائية قليلة الدهون والسعرات الحرارية، تماماً مثل بقية أفراد الأسرة، ومنها:
  • الخضراوات.
  • الفواكه.
  • البروتين الخفيف الدهن.
  • الحبوب الكاملة.
بإمكان اختصاصي التغذية مساعدتك في وضع خطة غذائية تناسب تفضيلات طفلك الغذائية وأهدافه الصحية، بالإضافة إلى مساعدتك على التخطيط لتقديم الحلويات له بين الحين والآخر. وسيشرح لك أيضاً كيفية حساب نسب الكربوهيدرات في الأطعمة؛ لكي تتمكَّني من استخدام تلك المعلومات في تحديد جرعات الأنسولين.

العلاج الرابع: الأنشطة البدنية

يحتاج الجميع إلى ممارسة التمارين الهوائية بانتظام، ولا يُستثنى منهم الأطفال المصابون بالنوع الأول من داء السكري. لكن تذكري أن النشاط البدني يمكن أن يؤثر في مستوى السكر في الدم. وقد يمتد هذا التأثير في مستويات السكر في الدم لساعات بعد التمرين، بل وربما طوال الليل، لذلك قد تحتاجين إلى تعديل جدول وجبات طفلك أو جرعات الأنسولين التي يأخذها بما يناسب معدل نشاطه المرتفع.
اجعلي النشاط البدني جزءاً من الروتين اليومي لطفلك. وشجّعي طفلك على ممارسة الأنشطة البدنية لمدة 60 دقيقة يومياً على الأقل.

تحديات لا بد من مواجهتها أثناء فترة العلاج

أحياناً قد يتغيَّر مستوى السكر في الدم على نحوٍ غير متوقَّع. وخلال هذه الفترات، قد يساعد إجراء اختبارات السكر في الدم على فترات أقل في تحديد المشكلات وتحديد نوع العلاج. إليك كيفية التعامل مع هذه التحديات التي تؤدي إلى تغييرات في مستوى السكر في دم الأطفال:

الانتقائية في الأكل

قد لا يستطيع الأطفال الصغار جدّاً المُصابون بالسكري من النوع الأول إكمال الطعام الموجود في أطباقهم، ما قد يسبب مشكلة إذا كانوا قد حُقنوا بالفعل بجرعة الأنسولين لهذه الوجبة.

مرض الطفل

يتسبب المرض في تأثيرات متفاوتة على احتياجات الأطفال من الأنسولين. تعمل الهرمونات التي تُنتَج خلال المرض على رفع مستويات سكر الدم، ولكن تقليل كمية الكربوهيدرات المُتناوَلة بسبب فقدان الشهية عند الأطفال أو القيء، ما يحد من الحاجة إلى الأنسولين. قد يوصي الطبيب بتلقيح الطفل بمطعوم الإنفلونزا مرة سنوياً، كما قد يوصي بلقاح الالتهاب الرئوي وكذلك لقاح كوفيد 19 إذا كان عمر الطفل 5 سنوات فأكثر.

طفرات النمو والبلوغ

عندما تسيطرين على احتياجات الطفل من الأنسولين، سيكبر طفلك بسرعة بين عَشِيَّة وضحاها، وعلى نحو مفاجئ لن يحصل على ما يكفيه من الأنسولين، كما تؤثِّر الهرمونات في متطلبات الأنسولين، وخصوصاً بالنسبة للمراهقات أثناء بدئهن مرحلة الحَيض.

اضطرابات النوم

لتجنُّب المشكلات المتعلقة بانخفاض سكر الدم خلال الليل، قد يتعين عليك تعديل روتين حصول الطفل على الأنسولين وأوقات الوجبات الخفيفة.
التغيّرات المؤقتة في الروتين
لا تسير الحياة دائماً بوتيرة واحدة، حتى مع التخطيط الجيد. افحصي مستويات السكر في الدم عند تغيّر المواعيد على نحو غير متوقع. وأعدي خطط العطلات والمناسبات الخاصة والإجازات مسبقاً.
هل تعلمين لماذا يُصاب الأطفال بمرض السكري؟

استشارة الطبيب

استشارة الطبيب

شدد الدكتور مرسي على وجوب استشارة أولياء الأمور للطبيب فوراً عند ملاحظة أي من العلامات المبكرة، مثل العطش المفرط أو التبول المتكرر عند الأطفال أو فقدان الوزن السريع أو الشعور بالتعب المستمر، فالسكري من النوع 1 يمكن أن يتطور بسرعة ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجه مبكراً، مثل الحماض الكيتوني السكري، الذي يعد حالة طبية طارئة، مشيراً إلى وجود فحوصات يمكن القيام بها للتحقق من وجود المرض، مثل فحص وجود ارتفاع غير طبيعي في سكر الدم، واختبار السكر العشوائي الذي يقيس مستوى السكر في أي وقت خلال اليوم، واختبار السكر الصائم الذي يقيس نسبة السكر بعد صيام الطفل لفترة لا تقل عن 8 ساعات، واختبار الهيموجلوبين (إيه وان سي) لقياس متوسط مستوى السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وإذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، قد يكون من المفيد إجراء هذه الفحوصات بانتظام لمراقبة صحة الطفل.
والأهم من كل هذا هو التحدث بهدوء مع الطفل حول الأعراض التي يشعر بها من دون إعطائها أهمية مبالغاً فيها، والتأكيد على أن زيارة الطبيب ضرورية فقط للتأكد من سلامته وأن هناك علاجات فعالة في حال وجود مشكلة، وتطرق لأهمية طمأنة الطفل بأن السكري مرض يمكن إدارته بنجاح، وأن العديد من الأطفال يعيشون حياة طبيعية تماماً مع الرعاية المناسبة. وبهذه الطريقة، يمكن للآباء دعم أطفالهم ومساعدتهم على التعامل مع أي قلق يتعلق بالمرض دون التسبب في زيادة الخوف أو القلق.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.