علمياُ لا يمكن الوقاية من أنواع فقر الدم الوراثية، لكن يمكن الوقاية من بعض أنواع الأنيميا عند الأطفال، مثل أنيميا نقص الحديد، وهو شكل شائع من فقر الدم، وذلك عن طريق حصول الطفل على ما يكفي من مكملات الحديد في نظامه الغذائي، كنوع من الوقاية.
والمعروف طبياً أن مرض فقر الدم يحدث عندما لا يمتلك الجسم كمية كافية من خلايا الدم الحمراء الصحيحة أو الهيموغلوبين، مما يتسبب في تراجع عملية نقل الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة، وما يتلو ذلك من مضاعفات قد تكون شديدة.
عن مرض فقر الدم عند الأطفال وأسبابه وأعراضه وطرق التشخيص وسبل الوقاية ومتى يصبح المرض خطيراً؟ كان اللقاء والدكتور حسين المحمدي أستاذ طب الأطفال بالجامعة، للشرح والتوضيح.
فقر الدم أو نقص الحديد وأسبابه
نقص الحديد بسبب نقص كرات الدم الحمراء، والحديد جزء أساسي من الهيموغلوبين، وهو بروتين مسؤول عن نقل الأكسجين في الدم للحفاظ على عمل أنسجة الجسم على النحو الأمثل، وتناول كميات منخفضة من الحديد أو استبدال حليب الأم بحليب الأبقار، يؤدي إلى إصابة الأطفال بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وينتشر هذا المرض بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وثلاث سنوات، خاصة عند عدم تلقيهم تغذية جيدة، وأحياناً كثيرة يصيب هذا المرض الأطفال الأكبر سناً، ما يستلزم مراجعة أطباء الأطفال.
تعرفي إلى أعراض فقر الدم عند الأطفال
والسبب الرئيسي لظهور هذا المرض يعود إلى:
- انخفاض قدرة الجسم على امتصاص الحديد: علما أن الجسم يحصل على هذا المعدن عن طريق الطعام، ويعيد تدويره من خلال خلايا الدم الحمراء القديمة.
- حالة وراثية: يعتمد العامل المسبب لفقر الدم عند الأطفال على النوع، وفي أغلب الحالات تكون الأنيميا حالة وراثية، مثلها مثل الأمراض الوراثية، الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي.
- سوء التغذية؛ حيث يسبب عدم القدرة على الحصول على الاحتياج المطلوب من الحديد، أو حمض الفوليك، أو فيتامين ب 12.
- أمراض المناعة الذاتية: والتعرض للنزيف، بعض أنواع السرطان، واستخدام بعض الأدوية، أو التعرض للالتهابات.
عوامل تزيد من خطر فقر الدم:
- نظام غذائي لا يحتوي على مغذيات.
- عدم قدرة الجسم على امتصاص الحديد.
- نزيف دم بطيء أو مطول.
- الاستهلاك المفرط للبن الأبقار، عندما يحل بديلاً لحليب الأم.
- حساسية من بعض الأطعمة.
- التسمم بالرصاص.
أعراض مرض فقر الدم
- يستمر مستوى الحديد في الانخفاض ولا تظهر أعراض واضحة على الطفل خلال مرحلته الأولى.
- شحوب بالوجه وشحوب ببياض العين وميله إلى اللون الأزرق بعد فترة.
- هشاشة الأظافر.
- انخفاض الشهية أو الرغبة الشديدة في تناول أطعمة غير معتادة.
- الشعور بالوهن والتعب لفترات طويلة.
- الصداع.
- دوخة.
- تهيج الجلد.
- فقدان الطاقة في الجسم.
- صعوبات في التنفس.
- عدم انتظام دقات القلب.
- بشرة شاحبة.
طرق التشخيص
لتشخيص فقر الدم الناجم عن نقص الحديد لدى الأطفال، يقوم الطبيب بإجراء تقييم جسدي وفحص للمريض؛ بأن يأخذ عينة من الدم ويرسلها إلى المختبر لتحليلها، ويتيح هذا الاختبار للطبيب معرفة إذا كانت خلايا الدم الحمراء تعاني من نقص في الحديد أم لا.
ويؤدي عدم معالجة الطفل الذي يعاني من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد في وقت مبكر إلى آثار سلبية على عملية تعلمه ونموه، كما يتسبب المستوى المنخفض من الحديد لدى الأطفال في التقليل من قدرتهم على التركيز والانتباه، لذلك فإن معالجة أعراضه في الوقت المناسب أمر حاسم.
هناك أهمية ل تدريب الطفل على التركيز..
طرق العلاج
يمتص جسم الطفل كميات قليلة من الحديد في الطعام الذي يتناوله، بسبب عمره ونموه، وللحصول على الكمية اللازمة من الحديد، التي تتراوح بين 8 و10 ملي غرامات يومياً ، لابد من دمج الأطعمة التي تحتوي على الحديد في نظام الطفل الغذائي..ومنها:
- اللحم الأحمر.
- اللحوم الخالية من الدهون (الدجاج والديك الرومي).
- السمك والمأكولات البحرية.
- البيض.
- البقوليات (الفاصوليا المجففة والعدس وفول الصويا).
- كبد البقر.
- زبدة الفول السوداني.
- السبانخ.
عندما لا يساعد تناول الطعام الصحي بشكل كبير في علاج انخفاض نسبة الحديد وفقر الدم، قد يقترح الطبيب تناول طفلك مكملات الحديد عن طريق الفم، ولا يجوز تحت أي ظرف من الظروف تناول مكملات الحديد أو الفيتامينات دون إشراف طبيب الأطفال.
طرق للوقاية
- توفير نظام غذائي مناسب، وحصول الأطفال على رضاعة طبيعية حتى بلوغهم عمر ستة أشهر على الأقل، وعلى الرغم من أن بعض الأطفال يرفضون ذلك، فإن حليب الأم يسمح بامتصاص أفضل للحديد، ويعد عاملاً أساسياً لتعزيز نظام المناعة.
- استعمال الحليب الصناعي الخاص بالرضع، وليس حليب البقر أو غيره، ، إذا لم يكن الطفل قادراً على شرب حليب الأم، وعندما يصبح سن الطفل بين خمسة وستة أشهر يمكن إعطاؤه المزيد من العناصر الغذائية المتوافرة في الفواكه والخضراوات واللحوم الخالية من الدهن.
- تجنب إعطاء الطفل حليب الأبقار قبل بلوغه عمر السنة، وعندما يكبر الطفل، يكون النظام الغذائي المتوازن والمتنوع كافياً للحصول على النسب المثلى من الحديد.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.