ازداد الحديث في الآونة الأخيرة عن الحساسية الغذائية أو حساسية الطعام عند الأطفال، على الرغم من أن الإصابة بعرض مرضي بسبب تناول نوع معين من الغذاء يصيب الكبار والصغار، ولكن الجديد في هذا الاهتمام هو وجود نواحي خطورة قد تهدد حياة الطفل بسبب بعض أنواع الحساسية الغذائية، والتي تتأخر الأم في اكتشافها.
يجب أن تعرف الأم بصفتها أكثر الأشخاص قرباً من طفلها، وكذلك المسؤولة عن إطعامه وتغذيته، أعراض حساسية الطعام وطرق اكتشافها، وتقوم بالتدريج بحصر الأصناف التي تسبب حساسية غذائية له، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية التغذية العلاجية الدكتورة حنان فتحي، حيث أشارت إلى أعراض الحساسية الغذائية عند حديثي الولادة، وكيفية التعامل معها من حيث طرق اكتشافها وأنواعها ومضاعفاتها ونواحي الخطر في الآتي:
تعريف الحساسية الغذائية
تعرف الحساسية الغذائية بأنها ظهور أعراض مرضية ظاهرة أو مخفية على الإنسان نتيجة لتناول صنف معين من الطعام، قد لا تظهر مثل هذه الأعراض على شخص آخر، وتعرف هذه الحالة بأنها حساسية طعام أو حساسية غذائية، وهذه الحالة المرضية التي يمكن أن يتعافى منها المريض تصيب الأطفال بنسبة كبيرة؛ لأنهم يكونون حديثي العهد بالطعام الخارجي أو ما يعرف بـ "الطعام الصلب" إلى جانب تعودهم على حليب الأم، ولذلك فالحساسية الغذائية تصيب نحو 8٪ من نسبة الأطفال في مرحلة إدخال الطعام التكميلي وما بعدها في الولايات المتحدة الأمريكية، أي حوالي 2 مليون طفل أمريكي، وتشكل بعض أنواع الحساسية الغذائية نسبة في الانتشار تصل إلى 90٪، وهي الحساسية من البيض والأسماك والحليب البقري والمكسرات بأنواعها، وكذلك الفول السوداني وفول الصويا والقمح.
هل يصاب الرضع بحساسية من حليب الأم؟
توقعي أن يصاب طفلك المولود حديثاً بما يعرف بحساسية حليب الأم، وهذه الحالة تكون نادرة الحدوث، ويكون سببها ليس الحليب في الأساس، ولكن بسبب البروتينات المتواجدة في منتجات الألبان التي تتناولها الأم، والتي يمكن أن تنتقل عن طريق الرضاعة الطبيعية من حليب الأم إلى الرضيع، مما يسبب له الحساسية الغذائية وأعراضها المتعارف عليها، ولذلك يكون علاجها أن تتوقف الأم عن تناول منتجات الألبان والحليب البقري، من أجل سلامة الرضيع واستمرار إرضاعه.
أهم أصناف الغذاء التي تسبب الحساسية للطفل
الحليب
اعلمي أن ما بين 2- 3 % من الأطفال حول العالم، والذين يبلغون من العمر ما بين سنة إلى ثلاث سنوات، يعانون مما يعرف بحساسية الحليب البقري، وذلك يعود إلى البروتينات التي تتوافر في الحليب البقري، والصناعات المختلفة وهي الصناعات الغذائية التي تعتمد اعتماداً رئيسياً على الحليب البقري، وهناك بعض الصناعات التي يكون الحليب البقري مخفياً فيها، بما يحتويه من بروتينات تسبب الحساسية للطفل، ولكن ما يجب أن يطمئن الأمهات أن معظم الأطفال يستطيعون التخلص من حساسية الحليب، ويشفون في عمر ما بعد الثلاث سنوات.
البيض
- لاحظي أن الحساسية الغذائية الناتجة من تناول البيض تعتبر من أنواع الحساسية التي تشكل إزعاجاً وتحدياً للأم؛ لأن البيض يدخل في العديد من الوجبات، إضافة لكونه يدخل كطبق رئيسي لوجبة الإفطار، وأيضاً فالبيض يكون من المكونات الخفية التي تدخل في إعداد وجبات وأصناف شهية يطلبها الأطفال مثل طبق العجة، ولذلك فيجب على الأم أن تكتشف إصابة طفلها بحساسية البيض عن طريق تقديم عينة صغيرة جدا من صفار البيض المسلوق للرضيع في عمر ستة أشهر.
- توقعي أن يتعافى طفلك في سن متقدمة من حساسية البيض، ولن يستمر طيلة العمر لا يستطيع تناول البيض، بصفته من الأصناف الغذائية التي تعتبر شاملة لكل العناصر الغذائية، فالبيضة هي أساس تكوين كائن حي وهو الكتكوت، والذي يكبر ليصبح ديكاً أو دجاجة، وما دامت البيضة هي أساس تكوين كائن حي، فمن الطبيعي أن تكون محتوية على كل أسباب الحياة، ويجب على الأم أن تحرص على تقديمه بشكل يومي للطفل، وعدم إزاحته من وجبات طفلها بمجرد ظهور أعراض التحسس منه، بل يجب تكرار التجربة مع تقدم الطفل في السن.
فول الصويا
- توقعي أن يصاب طفلك بنوع من الحساسية وفي سن مبكرة، بالمقارنة بأنواع أخرى من الحساسية الغذائية، وذلك لأن الدراسات قد أثبتت أن حساسية فول الصويا تصيب الأطفال مبكراً، بسبب حدوث ردة فعل من جسم الطفل نحو تركيبات غذائية كثيرة مخصصة للرضع، ويدخل فيها فول الصويا، حيث لوحظ أن الأطفال الرضع الذين يعانون من حساسية الحليب البقري يحدث لديهم أيضا حساسية من فول الصويا.
- لاحظي أن أعراض الحساسية من فول الصويا قد تحدث في حالات نادرة بصورة شديدة، بحيث تكون مهددة لحياة الطفل، ولكنها تبدأ بالشري والحكة حول الفم، ويجب أن تنتبهي لها؛ لأن بروتينات الصويا تكون مخفية في العديد من الأصناف الجاهزة المخصصة للرضع.
السمك
- اعلمي أن السمك من الأصناف الغذائية التي يكثر إصابة الكبار والصغار بحساسية غذائية، ولكن السمك يتميز بأنه من الصعب أن يتم التغلب على الحساسية الغذائية بسببه مع تقدم الإنسان في العمر، وبالنسبة لحساسية السمك عند الأطفال فهي تكون خطرة ومهددة لحياتهم في كثير من الأحيان.
- حاولي أن تكتشفي نوع السمك الذي يظهر أعراضاً تحسسية لدى طفلك، وامتنعي عن تقديمه للطفل؛ لأن هناك بعض الأنواع التي لا تسبب حساسية غذائية، في حين أن بعضها يسبب الحساسية، والتي تتمثل في حدوث التهاب في محيط الفم والتهاب في الأنف وأغشيته الداخلية، وكذلك حدوث آلام في البطن والإسهال وحدوث الأزمات التنفسية.
الفول السوداني
- لاحظي أن الحساسية الغذائية التي تصيب الأطفال بسبب تناول الفول السوداني، سواء على شكل حبوب أو على شكل معجون، مثل زبدة الفول السوداني، غالباً ما تصيب الأطفال في عامهم الأول ويمكن أن تستمر معهم، وفي بعض الأحيان يتعافي الأطفال منها، وتحديداً في حوالي 20% من الأطفال الذين أصيبوا بها قبل أن يتموا عامهم الأول، فهم يتعافون بعد تجاوز مرحلة الطفولة.
- اعلمي أن طفلك قد يصاب بحساسية الفول السوداني بسبب تواجد الأجسام المضادة في جسم الطفل للبروتينات، التي تكون الفول السوداني، ولم يثبت حتى الآن إذا ماكانت حساسية الفول السوداني تنتقل من الأم بسبب الحمل أو الرضاعة إلى الطفل، ولكن ذلك لا يعني أن الأم المصابة بحساسية الفول السوداني يجب أن يتم إجراء فحوصات لطفلها للتأكد من معاناته من الحساسية أو للتأكد من تعافيه منها لاحقاً.
أعراض الحساسية الغذائية عند الرضع
- يصاب الأطفال في حال الإصابة بالحساسية الغذائية بعدة أعراض هضمية غالباً، ومنها الإصابة بالقيء وهو من أهم الأعراض التي تظهر بشكل سريع على الطفل.
- يعاني الطفل من الإصابة بالمغص، وانتفاخ البطن بالغازات بالإضافة إلى إصابته إما بالإسهال أو الإمساك مع وجود دم في فضلات الرضيع في بعض الأحيان.
- تتسبب الحساسية الغذائية للرضيع بأعراض تنفسية مثل حدوث حالة من ضيق التنفس والاختناق، وفي هذه الحالة تكون الحساسية مهددة لحياة الطفل.
- تتسبب حساسية الطعام بظهور طفح جلدي أحمر اللون على شكل بقع واسعة وفي انحاء متفرقة من الجسم وهذه الحالة هي الأكثر انتشاراً لأعراض الحساسية الغذائية، كما يحدث لدى الطفل حالة من تورم الوجه بعد أن يتناول صنف الطعام المسبب للحساسية بحوالي ساعتين.
نصائح لاكتشاف الحساسية الغذائية والتعامل معها عند طفلك
- قومي بتقديم الطعام الخارجي لطفلك على شكل "تلحيس" أي عينة صغيرة جداً لكل صنف، وذلك في عمر مبكرة مثلاً بعد أن ينهي الرضيع شهره الرابع؛ لأن التأخر في تقديم الطعام الخارجي للرضيع يعني أنه قد يرفض أنواعاً، فيتأخر اكتشاف أعراض الحساسية الغذائية لأنواع أخرى.
- ابدأي بتقديم أي طعام خارجي لرضيعك على مدى ثلاثة أيام متواصلة ومتتالية، وبكميات صغيرة جداً، ويجب تقديم النوع الواحد مرة واحدة في اليوم، وليس قبله أي طعام ولا بعده لمدة ساعتين على الأقل، وانتظار ظهور أي عرض تحسسي على الطفل.
- توقفي تماماً عن خلط صنفين جديدين من الطعام معاً لطفلك؛ لأن خلط صنفين يعني صعوبة اكتشاف الصنف الذي يسبب الحساسية الغذائية على الطفل، ولكن قدمي كل صنف جديد لوحده وفي حال ظهور أعراض الحساسية توقفي عن تقديمه للرضيع ولا تعاودي تقديمه إلا بعد أن يتم طفلك عامه الأول.
- قومي بخلط الطعام المسلوق، والذي هرسته جيداً بالخلاط أو الشوكة بالماء، أو بكمية من حليبك أو من الحليب الذي تقدمينه للرضيع عن طريق القنينة "الحليب الصناعي"، وذلك لكي تحمي طفلك من مضاعفات التحسس من زيادة كمية الطعام المهروس والمسلوق، ثم ابدأي بزيادة الكمية في حال تأكدت من عدم وجود حساسية غذائية لدى الرضيع من هذا الصنف، مع الحرص على أن تقدمي القليل من الماء للرضيع بعد الوجبة وأن يكون تقديم الماء بمعدل مرة واحدة في اليوم قبل أن يتم عامه الأول.
قد يهمك أيضاً: كيف أعرف أن طفلي يعاني من حساسية الطعام؟
*ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.