تعتقد الأم أن زيادة وزن طفلها منذ مرحلة إدخال الطعام الصلب أو التكميلي يعني أن طفلها يتمتع بصحة جيدة وأن مناعته قوية ضد الأمراض، والحقيقة عكس ذلك تماماً، لأن اكتساب الطفل للوزن لا يعني بالضرورة أنه يتمتع بصحة جيدة، حيث قد يكون لديه نقص في أحد العناصر الغذائية المهمة والتي تتسبب بإصابته بزيادة الوزن، كما أن مناعة الطفل البدين مثلاً ليست دائماً مرتفعة وغالباً ما يعاني من الإصابة بالأمراض بكثرة.
يجب على الأم أن تعرف أن هناك معايير مرتبطة بمناعة الطفل من خلال التغذية، حيث يجب أن تقوم بضبط النسب الغذائية في الوجبات اليومية بحيث يحصل على جميع العناصر الغذائية المهمة خلال اليوم، ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية التغذية العلاجية الدكتورة وفاء بدران، حيث أشارت إلى دور النظام الغذائي المتوازن في نمو الطفل بشكل صحي وتعزيز مناعته ضد الأمراض مع نماذج لأهم العناصر الغذائية المهمة للطفل في الآتي:
ما هي مكونات الطعام المتوازن للطفل؟
- اعلمي أن طفلك يجب أن يحصل على مكونات الهرم الغذائي بشكل يومي لكي يحصل على طعام صحي متوازن، ويحتوي الهرم الغذائي على مجموعات من الطعام المُختلفة التكوين وكذلك الكميّة المحددة أو المناسبة لكلّ مجموعة بهدف حصول الإنسان على نظام غذائي صحي، حيث تنحصر أهمية الغذاء الصحي السليم والمتوازن في الحفاظ على صحة الإنسان بشكل يومي ومدى الحياة أيضاً، لأن الطعام الصحي يعني أن يحافظ الإنسان على وزنه المثالي وشعوره بالرضا عن قوامه وكذلك حمايته من الأمراض المختلفة التي تهدد حياته.
- لاحظي أن الهرم الغذائي يتم تقسيمه من القاعدة إلى القمة إلى مكونات، وكل مكون منها هو عبارة عن مقدار ما يحتاجه الإنسان منها، بحيث وضعت مثلاً السكريات والدهون في قمة الهرم الغذائي للدلالة على أنها من أقل العناصر التي يجب أن يتناولها الإنسان.
- عوّدي طفلك على تناول حصص يومية من مكونات الهرم الغذائي، بحيث يتناول البروتين والكربوهيدرات وكذلك الفيتامينات والمعادن ويجب أن يتدرج في الكمية المحددة له، فمثلاً يوصى باستهلاك تسعين غراماً من الكربوهيدرات المعقدة وهي تتوافر في الحبوب الكاملة والأرز والخبز والمكرونة والشوفان، مع العلم أن الحبوب الكاملة تمد الجسم بالكربوهيدرات والسكريات ومجموعة معتدلة من الفيتامينات والمعادن إضافة إلى أنها تحتوي على نسبة جيدة من الألياف الضرورية لصحة الجهاز الهضمي.
- اهتمي بتقديم مكونات الهرم الغذائي بشكل يومي لطفلك لكي لا يعاني من نقص أحد العناصر الغذائية التي تسبب له بعض المشاكل الصحية، فهناك بعض الأمراض العضوية والنفسية والسلوكية يكون سببها هو نقص العناصر الغذائية خاصة حين يصبح طفلك في سن المدرسة، كما أن عصبية الطفل الرضيع وكثرة البكاء مثلاً تكون بسبب نقص الحديد والذي يبدأ معدله في التناقص في جسمه بعد الشهر السادس، ويجب أن يحصل عليه من خلال الطعام الخارجي الذي تتوافر فيه نسبة كبيرة من الحديد، مثل اللحوم الحمراء والعدس والبنجر وغيرها.
شروط الطعام الصحي المقدم للأطفال
- احرصي على تقديم الطعام المطهو بشكل جيد والناضج من حيث مكوناته الأصلية، مثل الخضروات الناضجة تماماً، ويجب أن يكون النضج تاماً لكي لا تكون هناك فرصة للإصابة بالأمراض، كما يجب أن تهتمي بغسل الفواكه والخضروات قبل طهيها، ويفضل استخدام أداة تقطيع اللحوم منفصلة عن الأداة التي تقومين بتقطيع الخضار فوقها حتى لا تنتقل العدوى إلى الخضار، إضافة لاستخدام الماء النظيف والمغلي عند طهي طعام الرضع.
- قدّمي لطفلك الطعام المنوع وليس الطعام الذي يحتوي على نوع واحد من عناصر الهرم الغذائي فلا يصح أن تقدمي له طبقاً كبيراً من السلطة لأنه بحاجة إلى البروتين، وفي نفس الوقت لا يمكن أن تقدمي له اللحوم مثلاً دون أن تقدمي له الخضروات والفواكه فمهما كانت نسبة الفيتامينات المتوافرة في اللحوم والتي تلعب دوراً كبيراً في تعزيز مناعة الجسم فهي لا تضاهي الفيتامينات والمعادن المتوافرة في اللون الأخضر والأصفر ويقصد بهما الخضروات الورقية والفواكه التي يتنوع لونها ويغلب على المفيد منها اللون الأصفر والبرتقالي ومشتقاتهما مثل الجزر على سبيل المثال إضافة للموز والتفاح.
- قلّلي من إضافة الملح والسكر لطعام عائلتك بشكل عام لأنهما يعرفان بالسم الأبيض وهما أساس معظم الأمراض التي تصيب الإنسان، ويجب أن تعوّدي طفلك على تقليل تناول الحلوى والسكريات لأن السكر الصناعي يرفع من فرص إصابة الطفل بفرط الحركة وتشتت الانتباه وكذلك يعمل على إصابة الطفل بمرض سكري الأطفال، إضافة إلى أنه من مسببات السرطان مع التقدم في العمر، أما إضافة الملح بكثرة للطعام، فهو يؤدي لارتفاع ضغط الدم وكثرة التبول بحيث يفقد الجسم العديد من العناصر الغذائية مع البول ولا يستفيد منها الجسم بالشكل المطلوب.
نصائح لتعويد الطفل على الطعام الصحي المتوازن
- كوني قدوة لطفلك بحيث يقلدك طفلك في طريقة ونوعية الطعام الذي تتغذين عليه خلال يومك، لأن تناول الطفل للطعام الصحي يكون بالعدوى، فلا تطلبي من طفلك أن يلتهم طبقاً من شوربة الخضار في حين أنك تأكلين شطيرة من البرجر المغطى بالصوصات والصلصات المصنعة، حيث إن البرجر يعد من الوجبات الغنية بالدهون الضارة بالجسم والتي يجب التقليل منها.
- عوّدي طفلك على أن يأكل الطعام بيده وذلك منذ عمر مبكر، لأن إمساك الطفل الطعام بيده يقوي عضلاته ويمرنها ويحسن من مهارات الطفل الحركية والإدراكية ويجعله يبدأ في اختيار الطعام الذي يحبه مبكراً، كما أنه يعمل على خلق ذائقة غذائية خاصة، بمعنى أنه سوف يستطيع أن يحدد نوع الطعام المفضل له مما يساعد على إدخال أصناف أخرى إليه وذلك على شكل كميات صغيرة بالتدريج.
- اهتمي بالأكل الجماعي للطفل من سن مبكرة ولا تجعلي طفلك يعتقد أن الطعام بالنسبة له وسيلة عقاب مثل الأمهات اللواتي يختلين بأطفالهن في مكان مغلق لكي يقمن بإطعامه، فالطفل سوف يكره الطعام بهذه الطريقة ولكنه يحب الطعام حين يرى الكبار يأكلون وكذلك إخوته الذين يصغرونه ويحب أن يقلدهم، كما أن الأم يجب أن تعطي الفرصة لإخوته وللأب أن يضعوا الطعام في فمه واختيار الأصناف المغذية والتي يرفضها الأطفال عادة ويضعونها في فمه ويشجعونه على تناولها حين يتناولونها معه.
- احرصي على أن تقدمي لطفلك وجبة الإفطار الصباحية لما تمنحه للجسم من طاقة ونشاط، وقومي بتخصيص وقت معين لإفطار العائلة وقدّمي لطفلك وجبة متكاملة في الصباح ويفضل أن يحصل على بيضة مسلوقة لكي تمده بالبروتين، إضافة إلى أنها تسد الجوع ولا تسمح بأن يزداد وزن الطفل بصورة غير مناسبة، ومن الضروري حماية الأطفال من السمنة التي أصبحت داء العصر.
قد يهمك أيضاً: طرق لإعداد طعام صحي وآمن للأطفال
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.