تعد أحد أهم مراحل نمو الطفل هو تعلم الزحف لأنه يمكنه من استكشاف البيئة التي تحيط به وثقل مهاراته الحركية والاستعداد للمشي. إلا أن في المقابل نجد بعض الآباء قد يشعرون بالقلق عندما يزحف الطفل إلى الخلف بدلاً من الأمام. فلماذا يزحف بعض الأطفال إلى الخلف؟
وفقاً لموقع بولد سكاي الهندي يزحف العديد من الأطفال إلى الخلف، وهي مرحلة نمو طبيعية. وليس علامة على أي اضطراب أو مرض، بل إنه يوضح مدى قوتهم وفضولهم.
متى يبدأ الطفل بالزحف؟
يبدأ الأطفال عادة بالزحف بين سن 6 إلى 10 أشهر، على الرغم من أن التوقيت الدقيق يمكن أن يختلف بشكل كبير من طفل إلى آخر فقد يبدأ بعض الأطفال بالزحف عند اقتراب عيد ميلادهم الأول.
من المهم أن تتذكري أن كل طفل يتطور وفقًا لسرعته الخاصة، وهناك نطاق واسع من الأمور الطبيعية عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى مراحل النمو مثل الزحف.
قبل الزحف، يمر الأطفال عادة بمرحلة من التحرك أو التدحرج أو التأرجح على أيديهم وركبهم. يتحرك بعض الأطفال بسرعة إلى الخلف على ظهورهم. تساعد هذه الحركات على تقوية عضلاتهم وتطوير التنسيق اللازم للزحف فبمجرد أن يكتسبوا ما يكفي من القوة والثقة، سيبدأون في الزحف على أيديهم وركبهم، واستكشاف بيئتهم والحصول على مستوى جديد من الاستقلال.
قد يهمكِ الاطلاع على: حركات طفلك في عامه الأول ميزاتها ودلالاتها
أسباب زحف الأطفال إلى الخلف
1. سهولة الزحف إلى الخلف
يختار بعض الأطفال الزحف إلى الخلف لأنه أسهل من الزحف إلى الأمام. يعتبر الزحف للأمام بشكل عام مهارة حركية أكثر تقدمًا وتعقيدًا للأطفال مقارنة بالزحف للخلف.
يتطلب الزحف للأمام مزيدًا من القوة في الساقين والوركين. وهو ينطوي على تنسيق الحركات والتوازن والقوة، حيث يحتاج الأطفال إلى تنسيق أذرعهم وأرجلهم للتحرك بطريقة منسقة للأمام. كما يتطلب منهم أيضًا تطوير القدرة على تغيير وزنهم والحفاظ على التوازن أثناء الحركة.
من ناحية أخرى، قد يكون الزحف إلى الخلف حركة أبسط بالنسبة للأطفال، لأنها غالبًا ما تتضمن الدفع بالساقين واستخدام الذراعين لسحب أنفسهم إلى الخلف.
ويعتمد الزحف إلى الخلف بشكل أكبر على الذراعين والكتفين، والتي عادة ما تكون أقوى عند الأطفال. لذلك، قد يجد بعض الأطفال أنه من الأسهل دفع أنفسهم إلى الخلف بأذرعهم بدلاً من سحب أنفسهم إلى الأمام بأرجلهم.
2. تقوية العضلات
يتطلب الزحف للخلف مشاركة مجموعات عضلية مختلفة مقارنةً بالزحف للأمام. على سبيل المثال، يؤدي الزحف إلى الخلف إلى إشراك العضلات الموجودة في الجزء العلوي من الظهر والكتفين وأيضاً عضلات الساق، بما في ذلك عضلات الفخذ الرباعية وأوتار الركبة وعضلات الساق وقد يقوم الأطفال بتقوية مجموعات عضلية معينة أو العمل على توازنهم من خلال تجربة الزحف إلى الخلف.
3. قوة أكبر عند استخدام الأذرع
قد يشعر بعض الأطفال بقوة أكبر في أذرعهم مقارنة بأرجلهم، لذلك قد يدفعون أو يتحركون إلى الخلف بأذرعهم على الجانب الآخر قد يستمتع بعض الأطفال باستخدام أذرعهم أكثر مقارنة بأرجلهم، أو قد يشعرون بمزيد من الثقة والراحة في الجزء العلوي من الجسم مقارنة بالجزء السفلي لذلك، قد يستخدمون أذرعهم للتحرك، حتى لو كان ذلك يعني الرجوع إلى الوراء.
4. عضلات أكثر قوة
قد يكون لدى بعض الأطفال عضلات الجزء العلوي من الجسم أكثر قوة من الجزء السفلي، ولهذا السبب قد يزحفون إلى الخلف. ويرتبط هذا بالنمو الجسدي للطفل ذلك إضافة إلى أنه قد يكون لدى بعض الأطفال كتلة عضلية أقوى في الجزء العلوي من أجسامهم، خاصة إذا كانوا قد قضوا الكثير من الوقت على البطن وتدربوا على رفع رؤوسهم وصدورهم.
و قد يمنحهم هذا ميزة في الزحف إلى الخلف، حيث يمكنهم استخدام قوة الجزء العلوي من الجسم لدفع أنفسهم.
هل من الطبيعي أن يزحف الطفل إلى الخلف؟
يزحف الطفل إلى الخلف كجزء من تطور مهاراتهم الحركية ومع ذلك، إذا كان طفلك يزحف إلى الخلف فقط ولا يظهر أي اهتمام أو يحاول الزحف إلى الأمام، أو إذا كانت لديك مخاوف أخرى بشأن نموه، فمن الجيد مناقشة ملاحظاتك مع طبيب أطفال أو متخصص في النمو.
لأن الزحف للخلف بعمر سنة واحدة قد يدعو للقلق. فقد يعاني الأطفال بعمر سنة واحدة الذين يزحفون إلى الخلف من مشكلة عصبية أو تأخر في النمو؛ لأنه عادة يتقدم الأطفال من الزحف للأمام إلى المشي بين سن 9 إلى 12 شهرًا.
كما قد يشير الزحف إلى الخلف إلى نقص في تطوير المهارات الحركية اللازمة، أو يمكن أن يكون علامة على وجود مشكلة عصبية تتطلب تقييمًا من قبل أخصائي طبي .
كيف تساعدين طفلك على الزحف للأمام؟
سيتعلم الأطفال الذين يزحفون إلى الخلف في النهاية كيفية الزحف إلى الأمام مع مرور الوقت فلا داعي للقلق ومع ذلك، يمكن للوالدين مساعدة طفلهما على الزحف للأمام عن طريق القيام بما يلي:
- ضعي ألعابًا أو أشياء مثيرة للاهتمام أمام الطفل، بعيدًا عن متناول يده لتحفيزهم على التحرك نحوهم، حتى لو كان ذلك يعني الزحف إلى الأمام.
- يمكن للوالدين أيضًا مدح الطفل وتشجيعه عندما يقوم بأي محاولة للزحف للأمام.
- يمكنك إظهار كيفية الزحف بنفسك فغالبًا ما يتعلم الأطفال عن طريق التقليد، لذا فإن رؤيتك وأنت تزحفين يمكن أن تلهمهم لتجربتها بأنفسهم.
- يمكنك اللعب مع طفلك ألعابًا تتضمن الزحف إلى الأمام، مثل الإمساك والمطاردة، أو الاستغماء، وستجعل هذه الألعاب الزحف أمرًا ممتعًا ومثيرًا للطفل، بالإضافة إلى أنها ستحفزه على استخدام ساقيه ووركيه بشكل أكبر.
- امنحي الطفل الكثير من الوقت والمساحة للاستكشاف فكلما زادت فرص الطفل في الزحف، زاد تدريبه وتحسين مهاراته.
متى تذهبين للطبيب؟
في حين أن الزحف إلى الخلف يمكن أن يكون جزءًا طبيعيًا من استكشاف الطفل وتنمية مهاراته الحركية، إلا أن هناك مواقف معينة قد يكون من الجيد فيها استشارة طبيب أطفال:
- إذا كان طفلك يزحف إلى الخلف فقط، ولا يظهر أي علامات على محاولة الزحف إلى الأمام أو أي مراحل نمو أخرى، فقد يكون من المفيد مناقشة الأمر مع الطبيب للتأكد من عدم وجود مشاكل حركية تؤثر على زحف الطفل إلى الأمام.
- إذا لاحظت تأخرًا في النمو، مثل الكلام أو التفاعل الاجتماعي أو المهارات الحركية الدقيقة، بالإضافة إلى نمط الزحف الخلفي، فمن المهم استشارة الطبيب لإجراء تقييم شامل.
قد يهمكِ الاطلاع على: كيف تساعدين رضيعك على رفع رأسه بنفسه؟
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.