هل يستطيع عقل الطفل استيعاب الفرق بين الصواب والخطأ؟ وهل يمكنه أن يدرك معنى القواعد ليلتزم بها، أو لا يعيرها اهتماماً! وأين يذهب بحيويته ورعونته وفضوله؟ في النهاية، يظل السؤال: هل بالإمكان تأديب طفل عمره سنة واحدة؟ هنا تؤكد التقارير العلمية والتربوية، أن الأطفال بعمر سنة واحدة، أصغر من أن ينظّموا مشاعرهم، أو يعبّروا عن أنفسهم بشكل مناسب.. وإن فهموا بعض القواعد؛ فهم لا يستطيعون مقاومة التصرّف أمامها بشكل متهوّر، والذي قد يكون ضاراً في بعض الأحيان.
ولكن باستخدام الآباء لطرق الانضباط الإيجابية، بطريقة تجمع بين الحزم والمرونة، من الممكن تعزيز النموّ الصحي للطفل، وأن يدوم الاحترام والثقة بين الوالدين والطفل.. هيا ابدأي وجرّبي، وستنبهرين بالنتائج.. اللقاء والدكتور حازم الحسيني، أستاذ علم النفس.. للشرح والتفسير.
1- حقائق تعرفي عليها
- الطفل البالغ من العمر سنة واحدة، مشغول باستكشاف العالم من حوله، لا يهمه معنى الأخلاق، ولا يستطيع تنظيم عواطفه.. لهذا؛ فإن فكرة تأديب طفل عمره عام واحد، تدعو للقلق؛ فهو أصغر من أن يفهم عواقب أفعاله.
- وما يفعله الطفل طبيعيٌ من حيث النمو.. ولا يدعو للقلق، إنما يتطلب صبراً وتدعيماً أبوياً وعلمياً.. يبدأ معظم الأطفال في فهم معنى "لا" بين عمر 6 و11 شهراً، ولكن هذا غير كافٍ لتمييز الطفل بين الصواب والخطأ.
- لذلك؛ فإن الأطفال يعتمدون على والديهم في معرفة السلوك المقبول، وعواقب الخير والشر في أفعالهم.. في البداية، يبدأ الآباء بتحديد سبب نوبات الغضب التي يعاني منها الطفل، واستخدام كلمات إيجابية لشرحها للطفل، قبل استخدام العواقب لتصحيح غير المناسب.
- على الآباء وضع حدود مناسبة لعمر الأطفال، وتزويدهم بتوجيهات، وسوف يساعدهم هذا الاتساق في تطوير ضبط النفس والسلوك لدى الطفل.
- يمكن البدء في تأديب الأطفال في عمر ستة الأشهر، مع إدراك أن الانضباط للحفاظ على سلامة الطفل، أكثر من تحسين سلوكه في هذا العمر.
هل تعرفين.. كيفية التعامل مع نوبات غضب الأطفال؟
2- نصائح لتأديب طفل عمره عام واحد
-
خلق بيئة آمنة للطفل الذي يلمس ويشم كل شيء
يقوم الأطفال الرُضّع والأطفال الصغار بلمس كل شيء، وشمه، وتذوّقه، لكن في كثير من الأحيان، يجبرهم فضولهم على الخروج عن الحدود.. لذلك، قومي بحماية منزلك، واحتفظي بكل شيء لا ينبغي على الأطفال لمسه، بعيداً عن متناول أيديهم، والقيام بأشياء قد تصبح ضارة.. وتعَد المجوهرات وأنظمة الكهرباء ولوازم التنظيف أو المواد الكيميائية والأشياء الصُلبة أو الحادة، من الأشياء التي يجب التخلص منها في بيئة طفلك.
-
اجعلي الحدود واضحة وثابتة
الأطفال لا يسيئون التصرف عمداً بعمر السنة؛ بل إنهم يتحدَّون الحدود ويكسرونها؛ لاختبارها والتعرُّف على العالم من حولهم.. لذا؛ فإن معاقبتهم ليست صحيحة، ويجب وضع الحدود واضحة وثابتة وتنفيذها بحزم من دون كسر أو تنازل، لمجرد تهدئة الطفل، أو وقف نوبة غضبه.
-
ضعي الروتين وقومي بتطويره والتزمي به
إن وجود روتين محدد بالمنزل، يجعل الطفل الرضيع أو الطفل الصغير يشعر بالأمان، ويساعده على فهم ما يتعيّن عليه القيام به، والمتوقع منه، وعلى الآباء الالتزام بالروتين المخطط له، مع القيام بدمج كل نشاط جديد في الروتين، من دون إرباك وانزعاج لوقت نوم الطفل أو قيلولته.
-
كوني قدوة لأطفالك
يتعلم الأطفال الرُضع والأطفال الصغار القيام بالأشياء عن طريق تقليد البالغين؛ فإذا كنتِ لا تريدين أن يصرخ طفلك؛ فامتنعي عن الصراخ عليه.. وإذا كنتِ تريدين أن يحترموكِ؛ فاحترمي مَن تتعاملين معهم، وكوني القدوة.
هل تعلمين أن.. كثرة لوم الطفل يضره ولا ينفعه.. وإليك الأسباب
3- تابع: تأديب الطفل بعمر العام
-
استخدمي إعادة التوجيه أو الإلهاء
إذا كان طفلك يتحرك نحو جسم ضار، مكواة ساخنة أو موقد غاز، قولي "لا" بصرامة، وقومي بإزالة الجسم إن أمكن.. وبدلاً من ذلك، يمكنك صرف انتباههم بسرعة وإعادة توجيه انتباههم إلى نشاط آخر آمن؛ مما ينهي هذا السلوك غير المرغوب.
-
تجنبي قول "لا" بشكل متكرر
إذا كان طفلك البالغ من العمر سنة واحدة على وشك لمس وعاء ساخن على الموقد أو فتح باب الفرن؛ فإن كلمة "لا" الصارمة أمرٌ حيوي لإيقافه.. ومع ذلك؛ فإن رفض الأشياء التافهة، قد يتسبب في توقفهم عن أخذ التعليمات منك.. والأسوأ من ذلك، أنهم قد يبدأون في استخدامه بأنفسهم عندما لا يريدون القيام بشيء ما؛ لذا حاولي استخدام كلمة "لا" فقط عندما تكون المهمة خطيرة، وتضرهم.
-
اشرحي السلوك المرغوب فيه
اشرحي السلوك المرغوب الذي تنوين رؤيته لطفلك؛ مما يساعد الطفل على معرفة ما هو السلوك الجيد وكيف يعمل.. على سبيل المثال: إذا لم يشارك طفلك ألوانه مع أحد أقرانه؛ فقولي: "شارك هذه الألوان مع صديقك"، واجعليه يشارك بعض الألوان معه، وعندما يفعل ذلك، امنحيه تعزيزاً إيجابياً من خلال الثناء على جهوده وتشجيعه.
-
تمتعي بتوقعات مناسبة وواقعية
توقعاتك العالية جداً، ستشعرك بالإحباط؛ بسبب عدم قيام طفلك بالأشياء وفقاً للتعليمات، وهذا لأنكِ بحاجة إلى الاعتراف بحدود إمكانات طفلك المعرفية، وعدم وضع قواعد غير واقعية، ولكن إن خفّفتِ من توقعاتك، ستصبح عملية التأديب بعد مرور سنة، سلسة بالنسبة لكِ والطفل.
لمزيد من المعرفة.. المشاركة الإيجابية للوالدين.. مفتاح نجاح الأبناء
4- الثناء على السلوك الجيد
إن مدح طفلك عندما يتبع تعليماتك، أو يطيع القواعد، أو يُظهر سلوكاً مرغوباً فيه، يعزز ثقته ويشجعه على الاستمرار في القيام بما هو متوقَّع؛ لذا لاحظي سلوكه الجيد وامتدحيه وتجاهلي السلوك الذي لم يتم عمله وِفق تعليماتك، وهذا سيجعل طفلك يصنع العجائب من أجل الحصول على ثنائك.
-
لا تستسلمي لنوبات غضب طفلك
غالباً ما ينفجر الأطفال في الغضب أو يصابون بالإحباط، عندما لا يحصلون على ما يريدون، وعليكِ أن تبقَي هادئة، وأن تُطمئني طفلك بأنك تفهمين مشاعره، ولكن لا تستسلمي لنوبات غضبهم؛ حتى يعرفوا أن حالة الغضب والصراخ لن تساعدهم في الحصول على ما يريدون.
-
أعطي لطفلك المهلة وحافظي عليها كملاذ أخير
المهلة أسلوب لتعديل سلوك الطفل، تتضمن إزالة الطفل من البيئة التي حدث فيها سوء السلوك، ولكن لأنه لازال صغيراً ويخاف الهجر والانفصال؛ فعلى الآباء تجنُّب تلك التجربة مع الطفل الذي يبلغ عاماً واحداً.
ومع ذلك، يمكنك استخدام فترات راحة قصيرة إذا قام طفلك بشيء خطير.. ومن دون لعب، وراقبيه واجعلي طفلك يجلس في مكان آمن، ولكنه ممل من دون إخوة.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.