تُلاحظ الأم بعد ولادة مولودها بأيام قليلة أن لون جلده قد تحول إلى الأصفر وكذلك بياض عينيه قد أصبح يميل إلى اللون الأصفر، ويُعد هذا الأمر طبيعياً ولا داعي للخوف منه ويُعرف بالصفار الفسيولوجي عند المواليد، ويزول تلقائياً مع استمرار الرضاعة الطبيعية ويحدث عند كل المواليد بشكل عام مع أعراض طبيعية أخرى تصيبهم في أيامهم الأولى مثل حدوث نقصان في الوزن مثلاً.
الصفار الفسيولوجي له أسبابه ولكنه ينتهي من تلقاء نفسه بدون حاجة لمراجعة الطبيب ولكن يحدث أن يستمر الصفار مع المواليد لأيام أكثر ومع أعراض أخرى إن لم يتم السيطرة عليها قد تصبح مُهددِةً لحياتهم وتُسمى الصفراء في هذه الحالة بمصطلح "الصفراء التكسيرية"، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور محمد أبوداوود، حيث أشار إلى أعراض وأسباب الصفراء التكسيرية عند حديثي الولادة ومضاعفاتها وطرق علاجها المختلفة والسريعة للحفاظ على حياة الطفل كالآتي:
لماذا يحدث الصفار الفسيولوجي عند كل المواليد؟
- لاحظي تبدل لون جلد مولودك في اليوم الثالث من الولادة وأحياناً يُولد المولود بجلد أصفر أو ربما يظهر ما بين اليوم الثاني والرابع، ويمكن اكتشاف تبدل لون جلده من خلال توصيات علاجية للحدّ من خطورة اليرقان الوليدي يجب أن تعرفها كل أم بمجرد الولادة، فيمكن أن تقوم بفحص مولودها ذاتياً، فعندما تقومين بالضغط على جلده ثم رفع إصبعك الذي قمت بالضغط بواسطته سوف تلاحظين تبدل لون الجلد إلى الأصفر في المنطقة التي قمت بالضغط عليها، ويُفضل أن يكون الفحص في ضوء النهار أو في مصدر إضاءة طبيعي وقوي، وهذا الصفار يكون طبيعياً ويزول تلقائياً، واحرصي أن يخضع مولودك للفحص خلال وجودك في المستشفى بعد الولادة، أي أن هناك بعض المواليد الذين يمكن أن يولدوا بالصفار غير الفسيولوجي أو بحالة من حالات اليرقان وتظهر عليهم الأعراض خلال ساعات من الولادة وهؤلاء يحتاجون للتدخل الطبي.
- يحدث الصفار الفسيولوجي أو كما يُطلق عليه اسم اليرقان الوليدي عند المواليد الذين يُولدون قبل الاسبوع الثامن والثلاثين من الحمل غالباً، ويحدث لديهم الصفار بسبب تراكم مادة تُعرف بمادة "البِيليروبين" في دم المولود نتيجة لتكسر كريات الدم الحمراء القديمة وإحلال كريات دم حمراء جديدة مكانها وتترشح هذه المادة الصفراء هذه في كبد الطفل وتخرج مع الفضلات وذلك في الحالات الطبيعية، حيث يحاول كبد الطفل غير المكتمل النضج عادة أن يتخلص منها ولكنها قد تتراكم ولا يستطيع التخلص منها فتزيد نسبة الصفار في الجسم ويتغير لون المولود وكذلك بياض عينيه ولكن يزول ذلك مع الأيام التالية وبعد أسبوعين على الأكثر من الولادة.
- تحدث الصفراء التكسيرية في حال زادت نسبة مادة البِيليروبين عند المولود بسبب عدم قدرة الكبد على التخلص منها، وهناك أسباب أخرى تؤدي لزيادة وظهور الصفراء التكسيرية ومنها اختلاف فصيلة دم الأم عن فصيلة دم المولود، حيث قد يتلقى المولود أجساماً مضادة من خلال المَشيمة قبل الولادة، مما يسبب تكسُّراً سريعاً وغير طبيعي في خلايا الدم الحمراء لديه، وكما قد تحدث الصفراء التكسيرية في حال كان الـHR الخاص بالأم سالباً ويكون عند الطفل إيجابياً، وفي هذه الحالة يجب أن يتم علاج المولود بشكل سريع، خاصة إذا ما سجلت نسبة مادة البيليروبين لديه أكثر من 20 ملليجراماً، لأن التأخير في العلاج قد يؤدي إلى تلف في المخ لدى المولود، حيث تُعد مادة البِيليروبين سامّة لخلايا الدماغ، وحيث يتكون غشاء مخ المولود خلال الأسابيع الأربعة الأولى من عمر المولود.
قد يهمك أيضاً: اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة
أعراض الصفراء التكسيرية عند المولود
- لاحظي أن زيادة نسة مادة البِيليروبين عند المولود بسبب اختلاف فصائل الدم بين الأم والطفل يؤدي لحدوث أعراض تزداد بالتدريج حتى تصبح أعراضاً خطرة، وتبدأ بحدوث حالة من الضعف العام لدى المولود، وتشتكي الأم من خمول المولود ويصبح صوت بكائه ضعيفاً وواهناً.
- راقبي إقبال مولودك على الرضاعة، حيث يُعد إصابة المولود بالصفراء التكسيرية أحد أسباب قلة الرضاعة عند حديثي الولادة، وحيث تلاحظين قلة إقبال رضيعك حديث الولادة على الرضاعة وضعف قدرته على المص، وحيث يمسك بثدي الأم قليلاً ثم يتركه ويعاود النوم الذي لا يكون طبيعياً، ولكنه دليل على ضعف المولود واعتلال وظائف جسمه.
- لاحظي ارتخاء عضلات مولودك بشكل واضح، بحيث قد ترتخي رقبته أيضاً وتتدلى على صدره.
- راقبي درجة الصفار لدى المولود، حيث تزداد وبشدة وذلك في وضح النهار، فيبدو جلده أصفر، وكذلك البول يكون أصفر داكناً والبراز يكزن ذا لون أصفر فاتح، وحتى الدموع أو إفرازات العين، كما أن فم الطفل من الداخل يكون أصفر بتجاويفه ولسانه.
علاج الصفراء التكسيرية
- يتم علاج الصفراء التكسيرية عند المواليد بفحص نسبة مادة البِيليروبين وتحديد نسبتها في دم المولود، حيث يمكن أن يتم العلاج من خلال الحقن الوريدية ويستمر بذلك لعدة أيام، وذلك حسب نسبتها حتى يتم التخلص منها.
- يتم اللجوء للحل الثاني في حال كانت نسبتها عالية، ففي هذه الحالة يتم سحب كمية قليلة من دم المولود ليتخلص من دم الأم، وذلك في حالة وجود عدم توافق بين فصيلة دم الأم والطفل أو اختلاف الـHR بينهما، ويتخلص الدم بالتدريج من المادة الصفراء عن طريق ضخ الدم من جديد للمولود.
- يتم علاج الصفار الفسيولوجي العادي ما لم يتطور إلى صفار تكسيري نتيجة لأسباب مرتبطة بفصائل الدم غالباً أو استعدادات وراثية للإصابة باليرقان بتعريض المولود لضوء بطول موجي معين، بحيث يسمح بتكسر هذه المادة الصفراء ويتخلص الجسم منها عن طريق البول والبراز، مع استمرار الأم بالرضاعة الطبيعية والتي تُساعد على تخلص جسم الطفل من المادة الصفراء، وهناك 4 طرق لعلاج الصفار عند حديثي الولادة بالبيت وتُعد نصائح وقائية منها التعرض للشمس والضوء وحرص الأم على تناول فيتامين د، بالإضافة إلى الرضاعة الطبيعية.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.