تعتقد الأم أن بعض الأعراض تكون خطرة على مولودها الذي انتظرته بفارغ الصبر ولكنها تكون أعراضاً طبيعية وغير مقلقة على الإطلاق، ولذلك يجب على الأم أن تتبع عدة نصائح بخصوص المولود الذي جاء للحياة حديثاً، ولأن عليها أن تعتني به لكي يواجه أيامه الأولى بصحة وقوة، فهي يجب ألا تستمع لخرافات الآخرين، بل عليها أن تتبع قواعد ونصائح صحية بالتعامل مع الأعراض الطبيعية التي تظهر عليه، وقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة رغدة عبدالعليم، حيث أشارت إلى أهم الأعراض المرضية غير المقلقة عند طفلك حديث الولادة، وطرق التعامل معها وتقليل إزعاجها ومضاعفاتها لك ولمولودك كالآتي:
الخنفرة والعطس المتكرر
- ضعي قطرة من حليبك في أنف المولود المحتقن والمسدود لو استمر الانسداد لعدة أيام وأدى لصعوبة الرضاعة، حيث يُعد حليب الأم وصفة سحرية لما يحويه من مضادات حيوية ربانية ثمينة، وليس هناك داعي لاستخدام القطرات التي تُصرف في الصيدليات دون وصفة طبيبة.
- لا تقلقي من سماع خنفرة مولودك، خصوصاً في الليل أو أثناء الرضاعة، فقد تكون بسبب حدوث صدمة القسطرة الأنفية التي تُستخدم من قبل الطبيب أو طاقم التمريض المشرف على الولادة لمساعدة الطفل على التنفس عن طريق إزالة الإفرازات من الفم والأنف أثناء الولادة.
- لا تتسخدمي أي علاج للعطس والرشح المتكرر عند المولود، فهذه حالة طبيعية وتختلف عن علاج الزكام وسيلان الأنف عند الأطفال الرضع الذين تجاوزوا مرحلة ما بعد الولادة بشهور مثلاً، ويمكن ترطيب منطقة الأنف بمسحها بفوطة صغيرة مبللة بماء دافئ، وحيث إن العطس والرشح المتكرر يكونان طبيعيين، خاصة لو تمت الولادة في المستشفى، وحيث يتعرض المولود لأجهزة التكييف وتتغير درجة الحرارة بسرعة من وسط دافئ وهو رحم الأم إلى وسط بارد وسوف تزول الحالة بالتدريج حين يعتاد الطفل على تنفس الهواء المحيط به وليس عن طريق المشيمة مثلما كان يحدث في رحم الأم.
ظهور الصفار
- لا تقلقي في حال تغير لون جلد مولودك إلى اللون الأصفر وكذلك لو أصبح لون بياض عينيه أصفر، فهذا ما يُعرف بالصفار الفسيولوجي وهو من الأعراض الشائعة التي تُصيب المواليد ويمكن علاج الصفار عند حديثي الولادة بالبيت وبكل سهولة ودون اللجوء للطبيب، حيث يحدث ذلك بسبب عدم اكتمال نضج الكبد عندهم.
- استمري بالرضاعة الطبيعية وهو العلاج المنزلي الفعال والسهل للتخلص من الصفار الفسيولوجي غير المقلق والذي يكون بسبب محاولة الكبد التخلص خلال فترة الحمل من هذه المادة الصفراء، ولكن الكبد غير المكتمل النضج يكون بكفاءة أقل فتزيد نسبة الصفار في جسم المولود، ويتغير لون المولود في الأيام الأولى من ولادته وتزول تلقائياً، وفي حالات أخرى قليلة تستدعي العلاج أو نقل دم للمولود.
نقصان وزنه
- من الطبيعي أن ينقص وزن مولودك بعد أيام قليلة من ولادته وهذا أمر يجب ألا يُشعرك بالقلق على الإطلاق طالما كان المولود يرضع بشكل طبيعي وينام ويستيقظ ولا يبقى طيلة الوقت نائماً مثلاً أو يرفض الرضاعة والإمساك بصدرك أو أن تكون لديه أعراض أخرى مقلقة مثل ضعف قدرته على البكاء.
- ينقص وزن الرضيع بسبب تخلص جسمه من السوائل والانتفاخات التي تكون ممحتبسة في جسمه خلال مرحلة الحمل وغالباً ما يحدث ذلك بعد أسبوع من الولادة وتلاحظ الأم تجعُّد وتكرمش جلده، ولذلك يجب عدم القلق فسرعان ما يبدأ جسم المولود بالزيادة الطبيعية في الوزن طالما استمرت الأم بالرضاعة وكان المولود ينام بعد كل رضعة لمدة كافية وأيضاً يقوم بإخراج الفضلات فهذه مؤشرات تدل على نجاح الرضاعة الطبيعية مع ملاحظة أن زيادة وزنه تكون طبيعية وفي حدود المعدلات المعتمدة والمدرجة في مراكز رعاية الطفولة والأمومة، ولذلك يجب أن تعرفي معدل زيادة وزن الرضيع ومتى يجب القلق؟ من خلال هذه الجداول.
كثرة نوم المولود
- لا تنزعجي من النوم لساعات طويلة عند مولودك فمن الطبيعي أن ينام المولود حديث الولادة لفترات طويلة، وذلك بسبب عدم تعوده على الحياة خارج رحمك، وما دام يرضع بشكل طبيعي ويقوم بالإخراج بعد كل رضعة فهو يكون بصحة جيدة.
- اهتمي بأن ينام رضيعك على ظهره وهي أفضل طريقة وهيئة للنوم للرضع ولا تقومي بتنويمه على بطنه إطلاقاً إلا في حال قيامك بتكريعه، واعلمي أن نوم المولود الصحي والمتواصل والعميق والذي لا يزيد عن أربع ساعات كل مرة هو المؤشر الحيوي الذي يُشير إلى نموه بشكل صحي وسليم خصوصاً في الشهور الأولى من حياته، ولكن ذلك لا يمنع عن القلق والبحث عن الأسباب المرضية وراء ساعات النوم الطويلة.. لحديثي الولادة والتي يتبعها قلة النشاط وضعف الرضاعة وصعوبتها.
نزول سائل شفاف من ثدي المولود وتورمه
- تبدو لدى المولود الجديد حالة طبيعية في محيط صدره نتيجة لتسرب الهرمونات إليه من الأم وهذه الحالة هي تورم الثديين وتحجرهما إضافة لنزول سائل شفاف منهما في بعض الأحيان.
- تشعر الأم بالقلق من هذه الحالة لأنها لا تعرف أهم المعلومات والنصائح في التعامل مع الطفل حديث الولادة، وتقوم بعض الأمهات بتصرف خاطئ نحو هذه الظاهرة، حيث تقوم بتعصير صدر المولود بقوة للتخلص من السائل والتورم، والنتيجة أن منطقة الحلمتين سوف تصابان بالالتهاب والاحتقان أكثر.
- لا تلمسي هذه المنطقة إطلاقاً، فهذا العلاج والتصرف الصحيح لهذه الحالة ولا تقومي بالضغط عليها بأي طريقة وسوف تلاحظ الأم زوال التورم وتوقف نزول السائل بشكل تلقائي وبعد أيام قليلة من الولادة.
تابعي أيضاً: ما الذي يسبب تكتل الثدي عند الطفل؟ وهل يجب أن تقلقي؟
ظهور حبوب على وجه المولود
- لاحظي ظهور حبوب حمراء على وجه مولودك في الأيام الأولى من الولادة وتظهر غالباً على الأنف والوجنتين بالقرب من العينين ويعود السبب للعامل الهرموني لدى الأم، حيث تتسرب الهرمونات الأنثوية إلى جسم طفل فتبدو مثل حبوب حمراء في وجهه، ويطلق عليها حب الشباب الوليدي، ومع مرور الوقت يتخلص المولود من هذه الهرمونات عن طريق البول، وقد أشارت الدراسات العلمية إلى أن حوالي 20% من الأطفال حديثي الولادة يعانون من حب الشباب الوليدي حديثي الولادة، وغالباً ما يزداد ظهور حب الشباب الوليدي حتى الأسبوع السادس من عمر المولود، ويبدأ في الظهور على وجهه تبعاً لتغير هرمونات الأم المرضعة في الأسبوع الثاني غالباً، وأسباب ظهور الحبوب في وجه الطفل الرضيع كما أشرنا هي هرمونية تنتهي دون تدخل طبي، وقد أشارت الدراسات أيضاً إلى أن هذه الحبوب تختفي خلال النصف الأول من عمر الرضيع دون الحاجة للعلاج.
- لا تقومي بتعصير الحبوب أو لمسها لكي لا تتلوث ولا تستخدمي أي مراهم أو كريمات لعلاجها، فسوف تؤدي هذه المحاولات للعلاج إلى مضاعفات غير محمودة وتؤلم الطفل، ولكن يجب تركها حتى تزول مع تقدم عمر المولود.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.