تعاني معظم الأمهات من مشكلة مهمة ومقلقة وهي أن طفلها الرضيع وكلما تقدم في العمر فهو لا يوجد له نظام معين للنوم، خاصة خلال الليل ولأنه يبكي وينام ويصحو فهو يورث القلق والأرق لكل أفراد الأسرة وليس للأم المنهكة طيلة النهار في رعايته والاهتمام به، ولا تعرف الأم طريقة لكي ينام المولود خصوصاً في وقت مبكر لكي يساعد باقي العائلة على النوم.
من الضروري أن تعدي وتنظمي طقوساً خاصة بنوم مولودك وكذلك طقوساً لباقي أفراد أسرتك، وذلك للحفاظ على توقيت النوم الصحي الليلي مما ينعكس على صحة ونشاط عائلتك خلال النهار، ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأسرة الدكتورة ناريمان كمال حيث أشارت إلى كيف تستخدمين طقوساً خاصة لكي ينام طفلك دون صعوبات منذ ولادته واكتشاف أسباب تؤدي لاستيقاظ المولود ليلاً غير حاجته للرضاعة، مثل عمل الساعة البيولوجية لجسم المولود مبكراً وعكس ما تتوقعين وأسباب أخرى في الآتي:
لماذا يستيقظ المولود ليلاً؟
- لاحظي أن مولودك يستيقظ ليلاً وفي شهوره الأولى ويعتاد على ذلك حتى يقارب السنة من عمره، وفي كل مرة فهو يستيقظ لكي ترضعيه ثم تشعري أنه قد كبر قليلاً، كما أن الرضاعة بالنسبة له لم تعد كافية لتشبعه كما أنك لا تستطيعين أن تقومي خلال الليل لكي تعدي له وجبة تكميلية مثلاً أو أن تبدئي نهاراً جديداً خلال الليل لكي تطعميه لأن إطعام الطفل من خلال الوجبة التكميلية يستغرق وقتاً وجهداً، ولذلك فاستيقاظ الطفل يعد مشكلة بالنسبة لك وأنت لم تكتشفي أن استيقاظه لا يكون بسبب الجوع والحاجة للرضاعة بل إنه يستيقظ من باب التعود، ولذلك فسوف تلاحظين أنه بعد أن يشرب الماء يعاود النوم ويتعود على ذلك.
- توقعي أن تعمل الساعة البيولوجية لجسم طفلك المولود حديثاً في وقت مبكر وليس كما قد تعتقدين أن الطفل لا يعتاد على النوم الليلي، ولكنه يستيقظ ليلاً ليس للرضاعة وسوف تلاحظين أنه يعاود النوم بمجرد أن يضع الحلمة في فمه، كما أنه يستيقظ كل ساعة أو ساعتين لكي يبكي ويكون قد رضع قبل ذلك رضعة مشبعة، كما أن بكاء الرضيع ليلاً لا يعني أنه جائع في كل مرة فهناك بعض الأطفال الرضع يشعرون بالوحدة كما ان عدم تفتيش فراش الرضيع يؤدي لأن يبكي فجأة مثل وجود نتوءات في الفراش او دبابيس او حشرات، ولذلك يجب تفقد الفراش لأن بكاء الطفل بعد مدة يعني أن السبب لا يرتبط به ولكن يرتبط بالمكان المحيط به.
- توقعي أن طفلك الرضيع يستيقظ كل يوم من باب التعود وليس بسبب الجوع والحاجة للرضاعة أن المولود يستيقظ كل ليلة في نفس التوقيت الذي لا يتغير ولا يتبدل، وربما تلاحظين ذلك بعد وقت طويل وهو أن هناك وقتاً لاستيقاظه ثم بدء نوبة بكاء قصيرة ثم معاودة النوم وهو يفعل ذلك لأنه تعود ويجب أن تحاولي تغيير هذه العادة ولكن ليس كل مرة بإرضاعه لأن شعوره بالتخمة والامتلاء لن يساعده على النوم مثل شعور الجوع تماماً.
ما المقصود بطقوس النوم؟
اعلمي أن طقوس النوم تعني وضع برنامج يومي لا يتغير لعدة أيام متتالية بحيث يعتاد عليه الإنسان ولا يستطيع أن ينام بدون أن يمر بهذه الطقوس ومن الممكن أن تقومي بوضع هذه الطقوس لكل الأسرة وليس للطفل، ولكن يجب أن تعرفي أن ظاهرة الارتباط الشرطي التي تحدث عنها العلماء سوف تعمل بشكل واضح مع الطفل في سن مبكرة، حيث إنك بالتدريج سوف تلاحظين أن طفلك يتثاءب حين تدخلين غرفة النوم وتخفضين الإضاءة، ولذلك فيجب عدم تغيير غرفة نوم الطفل ومحاولة تنويمه في غرفة أخرى أو في غرفة المعيشة مثلاً ونقله لغرفته، ولا يجب تبديل الغرفة أو المكان الذي ينام فيه الطفل، فطقوس النوم يبدأ الطفل في التعود عليها في عمر مبكر وتغيير هذه الطقوس أو تغيير ترتيبها وتدرجها يعني الإخلال بجدول نوم الطفل تحول نومه إلى نوم مضطرب ونجد بعض الأمهات يشتكين أن أطفالهن ينامون في بعض الليالي مبكرين وفي ليالٍ أخرى يتأخرون ويسهرون لوقت متأخر مما يصيب الأم بالتعب والإرهاق.
أهم طقوس النوم التي يجب أن يعتاد عليها الطفل
تعيين وقت معين لنوم كل أفراد العائلة
اهتمي ومنذ أن تضعي أول طفل في عائلتك أن تخصصي وتحددي وقتاً معيناً لنوم كل أفراد العائلة لأن تعيين الوقت يعني أن تنتظم الساعة البيولوجية لكل أفراد الأسرة فسوف تجدين أن اقتراب هذا الموعد يعني أن يبدأ الأطفال يتثاءبون وتبدو عليهم علامات النعاس، وسوف تجدين أطفالك يجلسون في أسرّتهم استعداداً للنوم قبل أن تطلبي منهم ذلك، كما أن طفلك المولود يصاب بالعدوى فالنوم معدياً وحين يشعر المولود بأن أجواء النوم قد انتشرت في كل البيت فسوف ينام أيضاً وذلك بعد تجاوزه الشهور الأولى الصعبة من حياته، حيث تنتابه نوبات المغص الليلية بسبب عدم تعود جهازه الهضمي على العمل بعد.
إشاعة الهدوء في البيت
اهتمي واحرصي على إشاعة أجواء الهدوء في البيت ومن هذه الأجواء إغلاق التلفاز وسحب الأجهزة اللوحية من كل الأطفال وحتى من يد الأب، وذلك للتخلص من الشحنات السلبية المتراكمة في أنحاء البيت والتي تنتقل للأشخاص، ويمكنك فتح النوافذ والشرفات قليلاً لتجديد الهواء لعدة دقائق، كما يمكنك إطلاق بعض العطور والبخور في غرفة المعيشة لتجديد الطاقة في البيت مع الحرص على إطفاء الأضواء الساطعة واستبدالها بالإضاءة الخافتة في كل ركن من البيت، ومن الممكن إطفاء كل الأنوار والإبقاء على ضوء خافت في الممر الذي يصل بين غرف النوم والحمام فقط.
قدّمي له الرضعة الأخيرة المشبعة
احرصي على تقديم رضعة مشبعة للرضيع حين يحل وقت المساء ويقترب موعد نوم باقي أفراد العائلة، وذلك بأن تقدمي له مستحلباً من الكمون قبل الرضاعة بدقائق وسوف تلاحظين أنه قد بدأ يتخلص من الغازات المتراكمة في بطنه، ثم تفرغي تماماً لإرضاع الطفل في مكان هادىء وخاص وبعيداً عن الفوضي، بحيث تكون هذه الرضعة مشبعة وتقومين بنقله من ثدي لآخر بعد ربع ساعة من بدء الرضعة وتأكدي من نزول الحليب الخلفي حيث سوف تلاحظين أن الحليب في بداية الرضعة قد كان شفافاً ويقترب قوامه من قوام الماء، ثم بعد مرور نصف ساعة سوف يكون لونه أبيض ناصعاً وخالصاً ولا يختلط به أي لون رائق، مما يعني أنك قد وصلت لمرحلة الحليب الخلفي، أي الحليب الدسم الغني بالدهون المفيدة والتي سوف تشعر رضيعك بالشبع لعدة ساعات متواصلة خلال الليل.
لاعبيه بشكل كافٍ خلال المساء
لاحظي أن طفلك مهما كان عمره فهو يريد أن يبقى إلى جوارك لوقت طويل، ولذلك فهو يبكي لكي تحمليه ويفرح حين تلاعبيه، ولذلك فتوقعي أن يستيقظ ليلاً لكي يشعر بوجودك فقط وعليه يجب أن تغمريه بالحب والحنان والاهتمام، كما يجب عليك أن تقومي بملاعبته وتجهيز بعض الألعاب المناسبة لسنه، وعليك أن تعرفي أهمية اللعب عند الأطفال ومنذ سن مبكرة، ففي سن الشهرين يبدأ الطفل بالتعرف إلى لعبة الغميضة ويمكن أن تلعبيها معه وسوف تلاحظين أنه يضحك ويكركر ويستنفذ الكثير من الطاقة خلال ذلك مما يجعله يشعر بالتعب وينام سريعاً مع موعد نوم باقي أفراد العائلة، مع ملاحظة تقليل ساعات نوم النهار بالتدريج حتى تصلي لوقت معين لقيلولة كل العائلة.
قد يهمك أيضاً: تدريب الطفل على النوم بمفرده..إليك أبرز الخطوات التي تساعدك
*ملاحظة من «سيدتي. نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.