اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، هو حالة شائعة تؤثر عادةً على الأطفال، لكنها تستمر لدى العديد من الأشخاص حتى مرحلة البلوغ.
ورغم أن اضطراب فرط الحركة وتشتُّت الانتباه يُشخَّص بشكل أكبر في مرحلة الطفولة، إلا أن آثاره تظهر بوضوح لدى البالغين أيضاً. لهذا السبب، من المهم فهم كيفية ظهوره وتأثيره على حياة الفرد وعلاقاته العملية والاجتماعية.
وفي هذا المقال، سنتناول كيفية ظهور اضطراب فرط الحركة وتشتُّت الانتباه لدى البالغين، وكيف يمكن للأشخاص الذين يعانون منه، التعامل مع تحدياته من خلال إستراتيجيات فعّالة، مع الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي والبرمجة اللغوية العصبية في العلاج الإيحائي وفي العلاج بخط الزمن، أزنيف بولاطيان.
كيف يظهر اضطراب ADHD؟
يختلف اضطراب فرط الحركة وتشتُّت الانتباه ADHD لدى البالغين قليلاً عن الأطفال. حيث تظهر الأعراض بشكل أكثر تعقيداً وتأثيراً على الحياة اليومية. ومن أبرز العلامات التي تمكن ملاحظتها لدى البالغين، ما يلي:
- مشاكل في التركيز والتنظيم: يجد العديد من البالغين صعوبة في الحفاظ على التركيز لفترات طويلة، سواء أكان ذلك في العمل أو في المهام اليومية. هذا يمكن أن يؤدي إلى: نسيان التفاصيل، تأجيل المهام وصعوبة في إنجاز الأعمال.
- الاندفاع: يعاني بعض البالغين من صعوبة في السيطرة على رغبتهم في القيام بأفعال، أو اتخاذ قرارات سريعة من دون التفكير في العواقب. هذا الاندفاع يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في العلاقات الشخصية أو القرارات المالية.
- القلق والتوتر: يعيش العديد من البالغين الذين يعانون من حالات من القلق والتوتر المستمر، نتيجةً لصعوبات التركيز والتنظيم. هذا القلق يمكن أن يؤثر سلباً على جودة الحياة والإنتاجية.
- صعوبة إدارة الوقت: يميل البالغون المصابون، إلى الشعور بأن الوقت "يهرب" منهم. يجدون صعوبة في التخطيط لمهامهم اليومية، أو تحديد الأولويات بشكل فعّال.
- تأثيرات على العلاقات الشخصية: قد تؤثر مشاكل التركيز والاندفاع، سلباً على العلاقات مع الآخرين، سواء أكانت علاقات شخصية أو مهنية. هذا قد يتسبّب في سوء الفهم أو النزاعات المتكررة.
من المفيد الاطلاع على أهم 10 نصائح لتحسين الصحة النفسية للمرأة لا تفوّتي قراءتها.
إستراتيجيات التعامل مع فرط الحركة وتشتُّت الانتباه
رغم التحديات التي يمكن أن يواجهها البالغون المصابون، تتوفر إستراتيجيات تساعد في التكيُّف مع الأعراض، وتحسين جودة الحياة. إليكِ بعض النصائح التي يمكن أن تكون مفيدة:
- التنظيم والتخطيط: يُعتبر التنظيم من أهم الأدوات التي تساعد الأشخاص المصابين على إدارة حياتهم بشكل أفضل. يمكن استخدام التطبيقات الذكية أو الجداول الزمنية لتحديد المهام وتخصيص وقت لكل نشاط.
- تطوير روتين يومي: يساعد الروتين اليومي الثابت في تحسين التركيز وتقليل التشتُّت. تحديد أوقات محددة للنوم والاستيقاظ، وممارسة الأنشطة اليومية مثل العمل أو الدراسة، يمكن أن يقلل من الاندفاع، ويساعد في التحكم بالوقت.
- التواصل مع الآخرين: من المهم أن يكون الشخص المصاب على دراية بتأثير حالته على علاقاته الشخصية والمهنية. يمكن أن يساعد التواصل المفتوح والصريح مع العائلة أو الشريك أو الزملاء في العمل، في تقليل سوء الفهم وتعزيز الدعم.
- الاسترخاء وممارسة التأمل: يمكن لممارسة تقنيات التأمل أو الاسترخاء، أن تساعد في تقليل التوتر والقلق المرتبطين. تمارين التنفس العميق أو التأمل المنتظم، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الحالة المزاجية والتركيز.
- العلاج السلوكي: يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي، من أكثر العلاجات فعالية في التعامل مع اضطراب فرط الحركة. يمكن أن يساعد الفرد في تحديد الأفكار السلبية، وتغيير السلوكيات غير المرغوب فيها، من خلال تعلُّم إستراتيجيات جديدة للتفكير والتصرف.
- العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بأدوية للتحكم في الأعراض. ولكن يجب أن يتم اتخاذ هذا القرار بناءً على استشارة طبية دقيقة؛ حيث يمكن أن تختلف الأدوية المناسبة من شخص لآخر.
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه: خلاصة
رغم أن اضطراب فرط الحركة وتشتُّت الانتباه يشكّل تحدياً للبالغين، إلا أن التكيُّف معه وتحسين جودة الحياة، أمرٌ ممكن من خلال إستراتيجيات فعّالة ودعم مناسب. الفهم الجيد للحالة والوعي بالتحديات التي تصاحبها، هو المفتاح للتعامل بشكل فعّال مع الأعراض. كما أن الاستعانة بالخبراء في المجال النفسي والتربوي، يمكن أن يكون لها دورٌ كبيرٌ في تحسين حياة الفرد وتطوير قدراته.
يُنصح بالتعرُّف إلى التوازن بين العمل والحياة لتحسين صحتكِ النفسية.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.