تُعدّ السنغال واحدة من الدول الجديرة بالزيارة، في الشتاء، وتسمح بالانغماس في الثقافة، في مدن، مثل: داكار وسانت لويس، كما بالنشاطات البحرية والمعالم الطبيعية التي تستحق الاكتشاف.
الشتاء هو الوقت المُفضّل لزيارة السنغال، وتحديداً الفترة الممتدة بين ديسمبر وأبريل، حينما تصل درجة الحرارة إلى نحو 25 درجة مئوية. لذا، السنغال وجهة مثالية لقضاء عطلة شتوية تحت أشعة الشمس. إشارة إلى أن الموسم الحار في البلاد يمتد بين يوليو وأكتوبر.
في السطور الآتية، جولة على المدن الجاذبة للسائحين في السنغال.
تأثيرات عالمية في العاصمة دكار
داكار، عاصمة السنغال، مزيج من الحياة الحضرية الحديثة والتراث الثقافي الغني. تقع داكار على طرف شبه جزيرة كاب-فيرت، أقصى نقطة غرب البر الرئيس لأفريقيا، وهي مدينة يتلاقى فيها كل من الإيقاعات الأفريقية والتراث الاستعماري الفرنسي والتأثيرات العالمية. هناك، تعج الشوارع بالأسواق النابضة بالحياة، مثل: سوق مارشيه كيرميل، حيث تُباع التوابل والمنسوجات والحرف اليدوية المحلية. كما تقف المواقع التاريخية الرئيسة، بما في ذلك نصب النهضة الأفريقية، شاهدة على التقدم الأفريقي.
سيجد عشاق الفن كنزاً ثميناً في المشهد الفني المزدهر في داكار، حيث ينتشر العديد من المعارض الفنية، التي تعرض أعمال الفنانين الأفريقيين المعاصرين. في هذا الإطار، يقدم متحف ايفان للفنون الأفريقية الغوص العميق في ثقافة وتاريخ غرب أفريقيا.
توفر الشواطئ، بدورها، ولا سيما شاطئ بلاج دي نجور، ملاذاً آمناً للاسترخاء.
سانت لويس وجهة تاريخية مهمة
كانت سانت لويس، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، ذات يوم عاصمة غرب أفريقيا الفرنسية. تبعد المدينة 5 ساعات عن شمالي داكار، وتشتهر بعماراتها من القرن التاسع عشر المحفوظة جيّداً وبجسر فايدهيربي الشهير.
موسيقى الجاز المبثوثة من أماكن عدة في سانت لويس تضيف إلى المدينة رونقاً، مع الإشارة إلى أن مهرجان سانت لويس السنوي يحتفي بالجاز، مع دعوة موسيقيين عالميين واستقطاب المتحمسين من أنحاء العالم.
المزيج بين التراث الاستعماري الفرنسي والثقافة السنغالية والجمال الطبيعي لدلتا نهر السنغال المحيطة، كلها عوامل تجعل من سانت لويس وجهة مثيرة وذات أهمية تاريخية، فهي بمثابة نافذة على عصر غرب أفريقيا الغابر.
توبا
تشتمل مناطق الجذب في توبا على: المسجد الكبير الضخم وضريح الشيخ أمادو بامبا مباكي، علماً أن توبا تستقبل العديد من السائحين الراغبين بالتعرف إلى التاريخ وإلى المزيد عن الإسلام والحياة الاجتماعية في المنطقة.
متعة الغوص في السنغال
يمكن حجز رحلة للغوص في مياه السنغال، لمدة نصف يوم أو يوم كامل واكتشاف المزيد عن الحياة البحرية.
يُمارس الغوص تحت الماء على مدار العام في السنغال، وخصوصاً في شبه الجزيرة الواقعة بين داكار وجزيرة نجور، وأيضًا على الساحل الصغير.
في الواقع، تُعرف داكار بأنها واحدة من أكبر مقابر السفن في العالم، ما يستقطب الغواصين لاكتشاف الحطام، بالإضافة إلى تأمل الطحالب وشقائق النعمان وبلح البحر والبرنقيل والأسماك...
من بين المواقع الجاذبة لعشاق الغوص:
جزيرة نجور
في شمالي داكار مباشرةً، تقع نجور، وهي واحدة من جزيرتين مأهولتين من بين الجزر الأربع المحيطة بالعاصمة السنغالية. هناك أكثر من 30 موقعاً للغوص قبالة ساحل جزيرة نجور، علماً أن الوصول إلى غالبية المواقع يتحقق عن طريق القوارب في رحلة تمتد لأقل من 15 دقيقة، انطلاقاً من الشاطئ. من بين هذه المواقع، تنشط الحياة البحرية على أعماق تتراوح بين 10 و30 متراً، إذ يرى الغواصون أنواعاً نموذجية ونادرة. هناك أيضاً سمك الهامور والكارب. وبعد 30 متراً، يمكن للغواصين المهتمين بدراسة التاريخ تحت الماء رؤية العديد من حطام السفن.
غوريه
تقع جزيرة غوريه قبالة دكار؛ هي كانت من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر، أكبر مركز لتجارة الرقيق على الساحل الأفريقي. حكمها البرتغاليون والهولنديون والإنجليز والفرنسيون، على التوالي. تحت الماء، مقبرة للسفن تسمى مباو، فهناك حطام نحو 100 سفينة.
جزر مادلين
تقع هذه الجزر، التي تمثل محمية للطيور، قبالة الساحل الغربي لداكار. يمكن الوصول إليها عن طريق القوارب. تُسمى جزر مادلين أيضاً بجزر الثعابين، وتقدم فرصاً منوعة للتفاعل مع الطبيعة وتثقيف الذات حول النظام البيئي وعلم الأحياء، في المنطقة. ترحب هذه الجزر بالغواصين، المبتدئين والمتمرسين. يبلغ متوسط الأعماق نحو 15 إلى 25 متراً.
العرب في السنغال
يوضح نادر ملحم، هاوي التصوير لبناني الأصل والمولود والمقيم في السنغال، لـ«سيدتي» أن «الولوف هي اللغة الرسمية في البلاد تليها الفرنسية، علماً أن لغات أخرى تتواصل بكلماتها مجموعات عرقية مختلفة». ويضيف أن «هناك نسبة من العرب في السنغال من جنسيات لبنانية ومغربية وتونسية ومصرية وسورية».
تجربة رحالة كويتي في السنغال
يتحدث الرحالة الكويتي بدر الشعيب لـ«سيدتي» عن تجربته السياحية في السنغال، بعد أن زار العاصمة دكار، فيقول إن «نصب النهضة الأفريقية كان لافتاً، فضلاً عن جزيرة نجور موطن والد المغني الأميركية آكون». ويضيف: «كنت عالقاً في السنغال، أثناء إغلاق المطار ومنع السفر في أغلب دول العالم زمن جائحة كورونا، ما سمح لي التعرف إلى المزيد عن البلد، فهذا الأخير ليس مُجهزاً ببنى تحتية سياحية، لذا تستهدف الوجهة السائح الفضولي أو المثقف الراغب بالتعرف إلى ثقافات البلدان وحضاراتهم».
بحسب الرحالة، فإن وسائل النقل المفضلة والأكثر اعتماداً في السنغال هي السيارة الخاصة مع سائق، أمّا لمن يجيد التحدث بالفرنسية، فسيارات الأجرة تفي بالغرض.
وللذواقة، لا بدّ من تجربة الطبق المحلي Thieboudieune وهو عبارة عن سمك وأرز مطبوخ مع الطماطم وبعض البهارات.
ومن النشاطات الجديرة بالتجربة، ينصح الشعيب السائحين بممارسة ركوب الأمواج والغوص، من دون الإغفال عن السياحة الثقافية. للراغبين بزيارة السنغال، يدعو الرحالة إلى القيام ببحث دقيق عن هذه الوجهة الأفريقية وعن الأماكن المراد اكتشافها ووضع جدول بها، علماً أنه يمكن قضاء إجازة قصيرة لثلاثة أيام أو طويلة تمتد لأسبوع.