المصممة الفرنسية ليزا أليجرا: أسلوبي يجمع بين القوة والرصانة والخلود

المصممة الفرنسية ليزا أليجرا
المصممة الفرنسية ليزا أليجرا

ليزا أليجرا Lisa Allegra، مصممة فرنسية، كانت تخرجت في عام 2010 في المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية في باريس. وهي تمتلك استديو تصميم في برشلونة، منذ عام 2021. تتميز أعمال المصممة بمظهرها البسيط، وعمليتها، وحرفيتها، وهي عبارة عن مجموعات تضم قطع أثاث، وديكور، كبيرة، وصغيرة الأحجام.
تُعلي المصممة من قيمة الحرفية، التي تقع في صميم إبداعاتها، كما تتحدث لـ"سيدتي"، في الحوار الآتي نصه، عن مادة السيراميك، وإمكانياتها، وبعض من أعمالها، بشغف، ودراية.
يلهم المصممة، كل من جون باوسون (مهندس معماري بريطاني مستقل اشتهرت أعماله بجماليتها البسيطة)، ودونالد جود (فنان أمريكي ارتبط اسمه بالتبسيطية)، والسيدة راشيل وايتريد (فنانة إنجليزية تنتج في المقام الأول منحوتات تأخذ عادةً شكل قوالب)، لا سيما في بحثهم عن الجوهري والنقي.

المصممة ليزا أليجرا

الفنون الزخرفية

مصباح أرضي من مجموعة Ark Collection، من السيراميك، مع غطاء مغطى بالقطن

لماذا تخصّصتِ في الفنون الزخرفية؛ هل هناك أي رابط من الطفولة في ذلك؟

لطالما كان الإبداع بأوسع معانيه جزءًا من حياتي اليومية؛ ففي طفولتي، انخرطت في الرسم، والتلوين، ثمّ في سن المراهقة في الملابس، والتصوير الفوتوغرافي، والأعمال التركيبية. أما اليوم، ومنذ أن بدأت دروسي في المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية في باريس، يركز كل بحثي، وعملي الإبداعي، على ابتكار الأشياء، وتصميم المساحات السكنية.

مادة السيراميك

مصباح أرضي من مجموعة Ark Collection، من السيراميك، مع غطاء مغطى بالقطن

ماذا تعني لك مادة السيراميك، التي تشتغلين بها كثيراً؟

السيراميك، هي المادة، التي منحتني الحرية، والاستقلالية، في ابتكار أشكال كبيرة، وصغيرة، وذات هيئة مرنة، أو مستقيمة، على السواء. أضيفي إلى ذلك، سمحت لي المادة أيضاً، بتحرير نفسي من نظام توزيع تصاميمي. بمعنى آخر، هي مكنتني كمصمّمة من صنع أغراضي الخاصة، وبيعها مباشرةً للمستخدم.

الصنع اليدوي

زوجان من مصابيح الطاولة، وإضاءة جدارية، ومزهرية، ورف من مجموعة MOOR plus brillance COLLECTION

تصاميمك من قطع الأثاث والإكسسوارات، مصنوعة يدويّاً، وتعكس تقديرك للحرفية: كيف تنظرين إلى الحرفية؟

ليس للحرفية المعنى عينه في كل بلد؛ ففي فرنسا، مثلاً، يمكنني القول إنه يُنظر إلى الحرفية على أنها الدراية الفنية، التي تدفع نحو التميز. يتمتع الحرفي بـ"ذكاء اليد"، ولكنه ليس بالضرورة أن يكون هو البادئ بالإبداع، فهذا الأخير غالباً ما يكون من عمل الفنان أو المصمم. أنا أكثر تأثراً بالمقاربة الأنجلوسكسونية للحرفية، والأكثر دقة، بما تعنيه من فنّ، وحرفة. فالفنان/الحِرَفي، يعمل على الفكرة والمادة ككل.

رحلة في عالم التصميم

تحجز أدوات المائدة جزءًا مهمًّا من عملك التصميمي؛ ماذا يعني لك الاشتغال بهذه القطع؟ وإلى ماذا تعزين الاهتمام الكبير، الذي تثيره بين المستهلكين، والمصممين؟

عملي عبارة عن رحلة؛ بدأتُ الاشتغال على قطع، وقطع أثاث، من مواد مختلفة، مثل: الخشب، والمعدن، والنسيج، وما إلى ذلك، حتى أتمكن من اكتشاف مجموعة واسعة من الأساليب. وأثناء العمل بالسيراميك، صممت بطبيعة الحال مجموعات من أدوات المائدة، وذلك لفهم هذه المواد، على نطاق صغير. وبعد أن شعرت بمزيد من التحكم، عدت إلى حبي الأول من خلال تشكيل الأثاث، والإضاءة، والأشياء الأكبر حجماً، التي يمكن استخدامها في كل منطقة من المنزل. أفكر هذه الأيام في مساحات جديدة، ومزج الطين بالقماش أو الخشب، على سبيل المثال.
يبدو لي أن المظهر الناعم والبسيط الذي ينبعث من القطع التي أصنعها يثير الاهتمام ويدفع الناس إلى إبرازها في حياتهم اليومية.

الجانب الوظيفي

حامل شمعدان/ مزهرية من مجموعة YRTO COLLECTION

ما هي رؤيتك لتصميم الأثاث، اليوم، بخاصة أن التصميم الفني يعيش أخيراً لحظة تألقه، مع دخول مصممين عالميين إلى هذا المجال، وتعاونهم في مجموعات واسعة من المشاريع؟

طاولة جانبية من مجموعة Ark Collection، من السيراميك وخشب البلوط المطلي بالورنيش

من الصعب تصور "التصميم الفني"، بالطريقة التي تربيت بها على التصميم، والفنّ. برأيي، يجب أن يرتبط التصميم ارتباطاً جوهريّاً بالوظيفة. بالمقابل، يمكن للكائن الفني أن يتحرر من ذلك. ويمكن للقطعة الوظيفية، مثلها مثل العمل الفني، أن تكون قطعة فريدة من نوعها ذات عنصر رمزي أو عاطفي قوي. كما يمكنها أن تثير الأسئلة وتجعل الناس يفكرون. وفي حين أن العمل الفني قد يكون مخصصًا للتأمل حصراً، فإن القطعة الوظيفية ستعيش مع الناس، في المنزل، وسيتم دمجها بأشياء أخرى. فهي تنتمي إلى المستخدم أكثر مما تنتمي إلى صانعها، وهذا ما يعطيها معناها الكامل.

كرسي سومو

نسخة عن كرسي سومو

حدثينا أكثر عن كرسي "سومو"؛ لنواحي الإلهام، والمواد، والألوان والشكل الفريد؟

يتمحور كرسي سومو Sumo حول التوازن بين الوسائد المنتفخة، والداكنة، والفخمة، وبين الهيكل الصلب، والخفيف، والنحيف. صممت مقاسين لكرسي سومو بحسب أبعاد الوسادة، لاستحضار الراحة، والاسترخاء. كما عملت على الربط والعلاقة بين المواد: مادة الخشب، والأنسجة. هناك شقوق في الخشب لتوجيه القماش والعقد، التي تربط الوسائد بالهيكل. كنت أبحث عن الوضوح، والبساطة.

سجادة توبوس

سجادة توبوس

ماذا عن سجادة توبوس؟ يبدو لي أن أثاثك يتميز بالبحث عن الدفء، والألفة. هل توافقيني على رأيي؟

تتمتع مواد، مثل: النسيج القطني، واللباد، والخشب، والسيراميك بدفء طبيعي. لهذا السبب أحب الاشتغال بها. مثلاً، سجادة Topos مصنوعة من اللباد. أضيفي إلى ذلك، في أعمالي، أركز على الخطوط المنحنية، والأحجام. ويتعزز جانب الألفة من خلال قراري بالعمل مع مجموعاتي من القطع كما لو كانت أفراداً من العائلة ستشاركنا السكن في منازلنا.

أعمل مع مجموعاتي من القطع كما لو كانت أفراداً من العائلة ستشاركنا السكن في منازلنا

تركيبات الإضاءة

إضاءة أرضية من مجموعة Moor Collection

يجتمع كل من الوظيفة، والحرفية، ولمسة من الحنين إلى الماضي في مصابيح Moor Anagama؛ ما هي رؤيتك إلى عناصر الإضاءة الزخرفية، المذكورة؟

تتضمّن مجموعة MOOR عناصر مختلفة، مثل: الطاولات، والمزهريات، وتركيبات الإضاءة. تبرز القاعدة العمودية عن الأرض، وتضفي خفة على هذه القطع المصنوعة من الخزف الحجري الشاموتي. أثناء التنفيذ، تمّ إحراق مصباحين في هذه المجموعة، على درجة حرارة عالية تصل إلى 1260 درجة في فرن كهربائي، لغرض إعطاء لمسة نهائية غير لمّاعة بلون اللوز. بعد أن أتيحت لي الفرصة للمشاركة في عملية الإحراق في فرن أناجاما (وهي تقنية يابانية قديمة بفرن الخشب)، قرّرتُ أن أحرق المصباحين في المجموعة. تمتزج أشكالهما المتوازنة، والمستديرة، بشكل مثالي، مع الظلال الملونة التي يصنعها كل من النار والرماد على السطح. إنهما قطعتان فريدتان تبرزان جمال هذه المادة الغنية بلا حدود، وهي مادة غنية بالفطرة، وغارقة في التاريخ. لمجرد أن تدخل القطعة الفرن، عليّ أن أتخلى عن كل تصور مسبق، وأن أتقبل أن شيئاً ما سيحدث بدون أن يكون لي أي سيطرة على النتيجة النهائية. يُعلّم الطين المشتغل به أن يظل متواضعاً ومندهشاً دائماً بما لا يمكن التنبؤ به.

يعلّم الطين المشتغل به أن يظل متواضعاً ومندهشاً دائماً بما لا يمكن التنبؤ به

طابع الخلود

هل تُضمّنين أعمالك، إضافة إلى المظهر العصري، والطابع الوظيفي، تلميحات إلى الماضي؟ وما هو تعريفك لأسلوبك؟

أبحث عن الخلود، وهذا يتجاوز الحداثة أو الحنين إلى الماضي. أحاول في أعمالي أن أجمع بين الشخصية القوية، بحيث تبقى معنا مدى الحياة، وتنتقل من جيل إلى آخر، وفي الوقت نفسه أن تكون رصينة بما يكفي لكي لا نمل منها على مر السنين. أحاول دائماً إيجاد ذلك التوازن بين الحضور والغياب.

مشاريع مستقبلية

ما هي خططك للعام 2025؟

مشاريع في التصميم الداخلي، وقطع أثاث أكبر، مثل:أريكة، وحضور متزايد للـقماش في أعمالي. ستُعرض بعض قطعي في مشاريع لمهندسين معماريين أو شخصيات عامة أعجب بها. لا أطيق الانتظار حتى أصل هناك!