لا أريد أن أشاهد فيلم "باربي".. لا لشيء سوى أنني أريد أن أكون مخلصة لخيالي وذكرياتي.. لا أعرف ما الذي جعلني للحظة أتذكر عنوان القصة والفيلم اللذين كتبهما الكاتب إحسان عبد القدوس "في بيتنا رجل"، ربما من الذعر انتبهت الآن كما انتبه الكثير منكم إلى أن "في بيتنا باربي". وشخصية "باربي" يعني أن هنالك طفلة في البيت، طفلة تستفرد بألعابها، وتسرح في خيالها لتتكلم مع صديقتها الدمية "باربي"، التي حافظت على كونها دمية بملابسها المختلفة وقصصها.
"باربي" هي دمية الأطفال المحبوبة التي كبرت مع الصغيرات من بناتنا. "باربي" هي صديقة بناتنا اللاتي كبرن معها وتحدثن كثيراً معها، وعندما كبرت البنات حملن ذكريات الطفولة وحملن "باربي" معهن. لكن "باربي" الحقيقية الآن لم تعد تلك التي نعرفها.
مناسبة هذا الحديث هو أنه لماذا لم نعد مخلصين لذكرياتنا ولا لخيالنا الذي نحب؟ هل عصر السرعة الذي نعيش شغلنا عن خيالنا وأحلامنا؟ لماذا استسلمنا للانشغال بالواقع وتحدياته وصعوباته، وكأننا لا نعيش اللحظة. بالنسبة إلي كل شيء ممكن، وكل شي يستحق أن نحلم به، وبلداننا تستحق أن نترجم طموحاتنا وخيالنا من أجلها. كلنا نحلم بواقع مثالي لا أقول مدينة فاضلة، ولكن المثالية لا تعني المستحيل. أن نترجم أحلامنا إلى واقع هذا ليس مستحيلاً، وأن يكون الطموح طريقة عملنا هذا ليس مستحيلاً.
أعتقد أننا بحاجة إلى إعادة الاعتبار إلى خيالنا وأن نثق فيه. الخيال في الإبداع والخيال من أجل خلق واقع أفضل للمجتمع والابتعاد عن كل ما يوقفنا.. التحديات كثيرة نعم، لكنها تجعلنا أن نتفوق عليها أيضاً. فلولا الخيال لم تنهض العلوم والفنون، لولا الخيال لم يكن هناك جمال في ملابسنا وبيوتنا، لولا الخيال ما وصلنا إلى القمر حتى.
الخيال هو الجمال في كل شيء.