تشير قوة العلامة التجارية على الصحة النفسية إلى تأثير هذه العلامات في مشاعر العملاء وسلوكهم، وتؤدي العلامات التجارية دوراً مهماً في تشكيل تصورات الأشخاص ومواقفهم وعواطفهم؛ ما قد يؤثر في صحتهم النفسية بشكل إيجابي أو سلبي؛ حيث تساهم جوانب عدة في تعزيز قوة العلامة التجارية في مجال الصحة النفسية، ومنها رسائل العلامة التجارية وقيمها. فالعلامات التجارية التي تعطي الأولوية للصحة النفسية وتروج للرسائل الإيجابية والرعاية الذاتية والرفاهية؛ يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي في المستهلك، وقد تشجعه مثل هذه العلامات التجارية على قبول الذات، وتعزز ثقته بإيجابية، وتدعم بشكل فعال الوعي.
ولدينا أيضاً التمثيل والتنوع؛ حيث تتبنى العلامات التجارية التنوع والشمولية من خلال عرض أنواع الجسم والأعراق والقدرات المختلفة، وبالتالي تساعد الأفراد على الشعور بمزيد من القبول والتقدير. ويمكن أن تساهم رؤية التمثيل المتنوع في الإعلان والتسويق في تحسين احترام الذات والصحة العقلية.
تتمتع العلامات التجارية بالقدرة على التأثير في الصحة النفسية للمستهلكين، من خلال رسائلهم وقيمهم وتمثيلهم وممارساتهم المسؤولة. ومن المهم أن تدرك العلامات التجارية هذه القوة، وأن تتخذ خطوات لإعطاء الأولوية للرفاهية النفسية، من خلال الترويج للرسائل الإيجابية، وتعزيز الشمولية، ودعم المبادرات التي تخص الصحة النفسية، عبر دراستها ومعرفتها بسلوك المستهلك المستهدف.
ويتضمن سلوك المستهلك الإجراءات والقرارات التي يتخذها عند شراء المنتجات أو الخدمات، ودراسة كيفية تفكير المستهلكين، وشعورهم وتصرفاتهم، وفهم العوامل التي تؤثر في قرارات الشراء الخاصة بهم.
يتأثر سلوك المستهلك بعوامل مختلفة، داخلية وخارجية. وتشمل العوامل الداخلية: الخصائص النفسية، والشخصية، بينما تتضمن العوامل الخارجية: المؤثرات الاجتماعية والسياسية والثقافية، والجهود التسويقية، والعوامل الاقتصادية.
ومن خلال فهم سلوك المستهلك في صناعة الأزياء، يمكن للعلامات التجارية تحديد الأسواق المستهدفة، وتقسيم جمهورها إلى شرائح، والتنبؤ بالاتجاهات، والتواصل بشكل فعال مع عملائها. وتتيح لهم هذه المعرفة إنشاء منتجات تلقى صدى لدى المستهلكين، وتأسيس هوية علامة تجارية قوية، وفي النهاية زيادة المبيعات ورضا العملاء.
تشمل حاجات الأفراد: الإنجاز، والتأكيد، والقوة، والتميز. وتلبي العلامات التجارية هذه الحاجات بمنتجات وخدمات تترجم المعاني السابقة؛ حيث تقوم بإعطاء المشاعر التي تشبع المستهلك وتعطيه الشعور بالرضا، حتى إن كان هذا الرضا مؤقتًا، ولكن تلبيته تجعل لدى المستهلك ولاء لهذه العلامة.
يتأثر السوق وقرارات العلامات التجارية بالحالة النفسية للمستهلك، كما كان الوضع في كورونا؛ إذ وجدنا تغيراً ملحوظاً في السوق، وتوجه العلامات التجارية؛ حيث قامت هذه العلامات بتقديم منتجات وخدمات تلائم مكوث المستهلك في منزله.
ووضح هذا التغير مرونة العلامات التجارية، وقدرتها على مواكبة رغبات المستهلك وحاجته، ولكن في غير هذه الظروف تؤثر العلامات في سلوك المستهلك، وتقوم بتوجيهه، وخلق رغبات وحاجات قد تكون افتراضية وليست أساسية، وهنا نقيس مدى قوة تأثير العلامات التجارية في المستهلك وحالته النفسية.