يُعدُّ التراثُ الثقافي الغني للمملكةِ العربيةِ السعوديةِ مصدرَ فخرٍ كبيراً لشعبها، خاصةً النساء، اللاتي لعبن دائماً دوراً حاسماً في الحفاظِ على تقاليدها وتعزيزها.
من مملكة كندة، إلى مدينة ثاج، وطنطورة، و"الرواشين" الحجازية، تفتخرُ المملكةُ العربيةُ السعوديةُ بثروةٍ من الكنوزِ التاريخيةِ التي تجدُ الآن حياةً جديدةً في صناعةِ الأزياءِ، ويتمُّ نسجُ هذه القصصِ القديمةِ في الملابس، ما يُمكِّن النساءَ من حمل تراثِ أجدادهن معهن أينما ذهبن، فاستخدامُ الزخارفِ والتصاميمِ التقليديةِ، ليس مجرَّد وسيلةٍ لعرضِ جمال الفن في السعودية، بل وطريقة أيضاً للتواصلِ مع الماضي، والاحتفالِ بالهويّة الثقافيةِ الغنيةِ للبلاد.
المملكةُ العربيةُ السعوديةُ بلدٌ ذو تراثٍ غني ومتنوِّعٍ، يمتدُّ في مختلفِ مناطقه، وتنعكسُ هويّتُه الثقافيّةُ في هندستِه المعماريةِ ورسوماتِه الزخرفيّةِ التقليديّةِ، وغيرها من المعالم التراثيّةِ المنتشرةِ في كل أنحائِه، وتحظى هذه الجوانبُ الثقافيةُ بأهميةٍ كبيرةٍ في مختلف المجالاتِ، مثل المجالاتِ الحضاريّةِ، والمعماريّةِ، والعلميّةِ، والثقافيّةِ. إنها بحق توفِّر رؤى قيّمةً حول تاريخِ الأمّة، وتُساعد في إحياءِ تراثها بعد آلافِ السنين.
يُعدُّ يومُ تأسيسِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ مناسبةً مهمّةً، تُسلِّط الضوءَ على التراثِ الثقافي الغني للمملكةِ، وهويّتها المتنوِّعة. إنه يومٌ، تتباهى فيه السعوديةُ بظهور تصاميمَ فريدةٍ، تعرضُ جمالَ كل منطقةٍ داخل الدولة، إذ يوفِّرُ هذا اليومُ الخاصُّ فرصةً ممتازةً لمصمّمي الأزياءِ لعرض إبداعاتهم وابتكاراتهم من خلال دمجِ الهويّةِ الوطنيّةِ لمختلف المناطقِ في تصاميمهم، فمن ألوانِ وأنماطِ الحجازِ النابضةِ بالحياة، إلى التطريزِ المعقَّدِ في نجدٍ، يُلهم هذا التنوُّعُ الجميلُ المصمّمين لابتكارِ أزياء، تمثِّل جوهرَ المملكةِ العربيةِ السعودية.
لم تُساعد معارضُ وفعالياتُ الموضةِ الكثيرة في البلاد في وضع المملكةِ على خريطةِ الموضةِ العالميّةِ فحسب، بل وخلقت أيضاً فرصَ عملٍ أكثرَ استدامةً. وتأتي هذه الجهودُ انطلاقاً من الحماسِ المتزايدِ لدى النساءِ السعوديات لتجديدِ مفهوم صناعة الأزياءِ في المملكة، والحرص على عكسِ هويّتهن، وأصالة تاريخِ بلادهن في ملابسهن. وشجَّع هذا الاتجاهُ عديداً من مصمّمي الأزياءِ على استكشافِ مجالاتٍ جديدةٍ، تجمعُ بين المظهرِ الحديث والتراث، واستخدام الموضة في تعزيزِ قيمة التراث العربي السعودي.
خطت المملكةُ العربيةُ السعوديةُ خطواتٍ كبيرةً في صناعة الأزياءِ، واكتسبت الاهتمامَ في كل أنحاء العالم بسبب تطوُّر مشهد الموضةِ فيها، وتمَّ إنشاءُ هيئةِ الأزياءِ السعوديةِ بهدفِ تعزيز صناعة الأزياءِ، وتسهيلِ تطوير المعايير المهنيّةِ في هذه الصناعة. وتقومُ رؤيتها على إحداثِ ثورةٍ في صناعةِ الأزياءِ بالمملكةِ من خلال الاحتفالِ بالتراثِ والهويّةِ السعوديةِ، مع تلبية المتطلَّبات العالميةِ، وتعزيزِ الاقتصادِ الوطني. أمَّا مهمَّتها فإنشاءُ صناعةِ أزياء مستدامةٍ وشاملةٍ في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، تعزِّز الشمولية، وتُمكِّن المواهبَ المحلية، إلى جانبِ تعظيمِ مهاراتِ وخبراتِ المصمّمين، وتوفير فرصِ التدريبِ لصانعي الموضةِ في المستقبل، وتحسينِ شبكات الاتِّصالِ بين الممارسين، ودعمِ الأفرادِ الموهوبين.
إنَّ معارضَ وفعالياتِ الموضةِ في البلادِ، لم تُسهم فقط في وضع المملكةِ العربيةِ السعوديةِ على خارطةِ الموضةِ العالميةِ، بل وخلقت أيضاً فرصَ عملٍ أكثرَ استدامةً بفضلِ صناعةِ الأزياءِ المتناميةِ، والتزامها بتطويرِ المواهب، وسرعان ما أصبحت السعوديةُ قوةً لا يستهانُ بها في عالم الموضةِ العالمي. وكما يحملُ تاريخُ المملكةِ كثيراً من الإلهامِ، فمستقبلُ الأزياءِ السعوديةِ، يُضيءُ أيضاً بالفرص.