انطلقت يوم أمس الجمعة 7 يونيو الاحتفالات الخاصة بيوم الجلوس الملكي، واليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، لتنتهي يوم الأحد المقبل في 9 يونيو باحتفالٍ رسمي كبير تقديراً لمسيرة البناء وجُملة الإنجازات التي حدثت طوال الـ 25 سنة الماضية التي تولى فيها الملك الحكم.
الأردن دولة مستقلة
المملكة الأردنية الهاشمية، أصبحت دولة مستقلة عام 1946 ميلادية، وذلك بعد تاريخ سابق عريق يعود إلى آلاف السنين كانت فيه دولة تابعة للإمبراطوريات والقوى الأجنبية، ومع إعلانها دولة مستقلة تطورت لتصبح واحدة من الدول الأكثر استقراراً في الشرق الأوسط، وتمتاز إضافة إلى أمنها وأمانها بأنها وجهة سياحية بامتياز، إذ يعود تاريخها إلى أكثر من 8000 عام.
وفي ما يلي سنتعرف إلى ملوك الأردن الذين سبقوا الملك عبدالله الثاني وتولوا حكمها منذ إعلانها دولة عام 1946.
الملك المؤسس عبدالله بن الحسين (الملك عبدالله الأول)
ولد الملك عبدالله الأول في مكة المكرمة، في 4 أبريل عام 1882، وتلقى علومه في مكة واسطنبول، وقد جمع في شخصيته سمات القائد والسياسي في وقت واحد، وكان أحد قادة الثورة العربية الكبرى.
وبعد أن أُعلن الملك فيصل ملكاً على سوريا ظلّ الملك عبدالله في صحبة والده الشريف الحسين في مكة، ولكن بعد معركة ميسلون في 24 يوليو عام 1920 ونهاية الحكومة العربية في دمشق، توجه إلى شرق الأردن وأسس قاعدة لدعم الثوار العرب ضد الانتداب الفرنسي ولتحرير البلاد السورية، ووصل إلى معان في أكتوبر من عام 1920.
وبعد وصوله، برزت الحركة الوطنية في شرق الأردن، التي طالبت الملك بالتقدم شمالاً إلى عمّان، وعليه انتقل إلى هناك في 2 مارس من عام 1921، والتقى بالوزير البريطاني ونستون تشرشل في القدس، وتم الاتفاق على أن تعترف بريطانيا بإمارة مستقلة في شرق الأردن تحت الانتداب.
وبعد ذلك حصل الأردن على استقلاله التام في 25 مايو من عام 1946، وأصبح عبدالله الأول ملكاً على المملكة الأردنية الهاشمية، قبل أن يقضي شهيداً عند عتبات المسجد الأقصى في 20 يوليو من عام 1951.
إليكِ هذا الخبر: للمرة الأولى: الملكة رانيا تكشف عن وعدها للملك الراحل الحسين بن طلال
الملك طلال بن عبدالله
ولد الملك طلال بن عبدالله، في مكة في 8 ديسمبر من عام 1909، تلقّى علومه الأوّلية في عمّان، وكان مرافقاً لوالده - برتبة ملازم فخري، التحق بكلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا، وتخرّج برتبة ملازم، ثم التحق بخدمة جدّه الشريف الحسين بن علي في قبرص حتى عودته إلى عمّان، ونودي به ملكاً دستورياً على المملكة الأردنية الهاشمية في 6 سبتمبر عام 1951. واصل الملك طلال مسيرة البناء والحكم برؤية استشرافية، استناداً إلى ما بدأه والده الملك المؤسس عبدالله الأول، لكنه لم يتمكن من الاستمرار بتولي الحكم وتنحى قبل أن يكمل عامه الأول بسبب مرضه، فكان القرارُ الدستوري بتشكيل مجلس الوصاية في 11 أغسطس عام 1952، ريثما يبلغ نجلُه الأمير الحسين السنَّ القانونية، وهو اليوم نفسه الذي بويع فيه الحسين ملكاً على المملكة الأردنية الهاشمية.
توفي الملك طلال في 7 يوليو عام 1972. ورغم أن فترة حكمه كانت قصيرة نسبياً، إلا أنه تمكن من إنجاز الدستور الأردني عام 1952، الذي جسد آفاق التطور السياسي المرتكز على ضرورة مشاركة الشعب في صنع القرار، وأرسى دعائم الوحدة الوطنية والقومية. كما شهدَ عهده إقرار حقّ التعليم المجاني، وصدور تشريعات مهمة في مجالات عدة، وتوطيد العلاقات الأردنية مع الدول العربية، وتوقيع اتفاقية "الضمان الجماعي العربي".
قد ترغبين في معرفة.. الملكة رانيا تكرّم الحاصلين على جوائز جمعية جائزة التميز التربوي
الملك الحسين بن طلال
وُلد الملك الحسين بن طلال في عمّان في 14 نوفمبر عام 1935، أنهى دراسته الابتدائية في الكلية العلمية الإسلامية بعمّان، ثم تابع تعليمه الثانوي في مصر في مدرسة فكتوريا بالإسكندرية ثم توجّه الحسين إلى بريطانيا لإكمال تعليمه في مدرسة هارو.
بعد أن تولّى والده الملك طلال الحكم، قام بتعيين أكبر أبنائه؛ الأمير الحسين، ولياً للعهد في 9 سبتمبر عام 1951. وبعد مرض والده الذي حال دون استمراره في الحكم، عُيّن الأمير حسين ملكاً على المملكة الأردنية الهاشمية في 11 أغسطس من عام 1952، إلا أنه كان في السابعة عشرة من عمره ولم يكن قد أتم عامه الثامن عشر، فشُكّل مجلس وصاية على العرش، بينما واصل الحسين تعليمه ملتحقاً، منذ 19 سبتمبر 1952، بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، حيث تلقى تعليمه العسكري وتخرج منها عام 1953.
وفي 2 مايو عام 1953، أتم الحسين بن طلال ثماني عشرة سنة، فتولى سلطاته الدستورية، وبقي في الحكم لمدة 47 عاماً (1952-1999)، وكانت هذه الأعوام كفيلة بأن تجعل الأردن بلد الأمن والسلام، إذ كانت أساسيات الحكم تستند إلى مفاهيم الخدمة والبناء، والبذل والعطاء، والمساواة والإخاء، والوسطية والاعتدال، كما عمل على نشر العلم وبثّ الثقافة من خلال تدشين الصروح الثقافية والفنية والمجامع العلْمية والمؤسسات الفكرية، والتوسُّع في بناء المدارس في أنحاء المملكة، فحقّق الأردنّ في عهده نهضةً شاملة.
شهدت فترةُ حكم الحسين تطويراً وتحديثاً مستمرَّين للقوات المسلّحة والأجهزة الأمنية، ودعماً متواصلاً لمنتسبيها. فاستكمل الأردنُّ استقلاله بقرار تعريب قيادة الجيش في 1 مارس 1956، وإنهاء المعاهدة الأردنية البريطانية في 13 مارس عام 1957.
وخاض الأردنُّ بقيادة الملك الحسين معركةَ الكرامة في 21 مارس 1968 حقّق فيها الجيش العربي انتصاراً.
توفي الملك الحسين في عمّان، في 7 فبراير عام 1999، وسُمّيت جنازته حينها بـ "جنازة العصر" لأنها شهدت مشاركة عدد كبير من زعماء العالم، وقرابة 75 وفداً رسمياً يمثّل دولاً عربية وأجنبية.
قد ترغبين في معرفة العائلة الملكية في الأردن تحتفل بمرور 25 سنة على تسلّم الملك عبدالله الثاني مهامه الملكية
الملك عبدالله الثاني ابن الحسين
تولى الملك عبد الله الثاني، الحكم خلفاً لوالده الراحل الملك الحسين بن طلال بعد وفاته في 7 فبراير عام 1999، بينما تم تنصيبه ملكاً يوم 9 يونيو.
الملك عبدالله الثاني ، هو الابن الأكبر للملك الراحل الحسين بن طلال، والأميرة منى الحسين، وُلد في 30 يناير 1962، تحديداً في مدينة عمّان، له أربعة إخوة وستّ أخَوات. تولّى ولاية العهد بموجب إرادة ملكية سامية صدرت وفقاً للمادة 28 من الدستور الأردني، منذ يوم ولادته في 30 يناير عام 1962 حتى 1 أبريل 1965. ثم في 24 يناير عام 1999 صدرت الإرادة الملكية السامية بتعينه ولياً للعهد.
تلقى الملك عبدالله الثاني دراسته الابتدائية في الكلية العلمية الإسلامية في عمّان وأنهاها في عام 1966، والتحق بعدها بمدرسة سانت إدموند في بريطانيا، ومن ثمّ بمدرسة إيجلبروك وأكاديمية ديرفيلد في الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسته الثانوية. وفي عام 1980، التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وبعد إنهاء علومه العسكرية فيها قُلِّد رتبة ملازم ثانٍ، تم تعيينه بعدها قائد سرية استطلاع في الكتيبة 13/18 في قوات الهوسار (الخيّالة) الملكية البريطانية.
وفي عام 1982 التحق بجامعة أكسفورد، لتحصيل الدراسات الخاصة في شؤون الشرق الأوسط، ليعود بعدها إلى الأردن والتحق بالقوات المسلحة الأردنية برتبة ملازم أول، وخدمَ قائدَ فصيل ومساعد قائد سرية في اللواء المدرع الأربعين. وعام 1985، التحق بدورة ضباط الدروع المتقدمة في فورت نوكس في ولاية كنتاكي بالولايات المتحدة الأميركية. كما أنه في عام 1986، كان قائداً لسرية دبابات في اللواء المدرع 91 في القوات المسلحة الأردنية برتبة نقيب، كما خدم في جناح الطائرات العمودية المضادّة للدبابات في سلاح الجو الأردني، وقد تأهّل قبل ذلك مظلّياً في القفز الحر وطياراً مقاتلاً على طائرات الكوبرا العمودية. والتحق عام 1987 بكلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون في واشنطن، كما أنهى برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشؤون الدولية في إطار برنامج "الماجستير في شؤون الخدمة الخارجية". وخدم مساعدَ قائد سرية وقائد كتيبة في كتيبة الدبابات الملكية /17 ثم رُفّع إلى رتبة رائد. كما حضر دورة الأركان في كلية الأركان الملكية البريطانية في كمبرلي في المملكة المتحدة. وفي الفترة ما بين عام 1991 وعام 1992، خدم ممثلاً لسلاح الدروع في مكتب المفتش العام في القوات المسلحة الأردنية. وقاد كتيبة المشاة الآلية الملكية الثانية، وأصبح عقيداً في قيادة اللواء المدرع الأربعين عام 1993، ومن ثم أصبح مساعداً لقائد القوات الخاصة الملكية الأردنية، ثم قائداً لها برتبة عميد.
وأعاد تنظيم القوات الخاصة لتتشكّل من وحدات مختارة لتكوّن قيادة العمليات الخاصة عام 1996. وفي عام 1998، رُقّي إلى رتبة لواء، وحضر دورة إدارة المصادر الدفاعية في مدرسة مونتيري البحرية خلال شهرَي يونيو ويوليو في العام نفسه، وطوال تلك الفترة وحتى اليوم كانت أبرز القضايا التي اتخذها على عاتقه هي "السلام" ونشره بين الشعوب، إذ إنه في عام 2004، أطلق مبادرة "رسالة عمّان"، وفي عام 2006، دعم مبادرة "كلمة سواء" التي تدعو إلى السلام والوئام بين أطياف المجتمع، وفي عام 2010 تبنَّت الجمعية العامة للأمم المتحدة مقترح الملك للاحتفال بأسبوع الوئام العالمي بين الأديان ليصبح مناسبة سنوية في الأسبوع الأول من شهر فبراير، وعلى إثره، تلقى الملك عبدالله الثاني العديد من الجوائز منها جائزة "ويستفاليا للسلام"، وجائزة "تمبلتون" في الولايات المتحدة، وجائزة "مصباح القديس فرانسيس للسلام" في إيطاليا، وجائزة "رجل الدولة – الباحث"، التي يمنحها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
للمزيد من الأخبار تعرفوا إلى سيرة الملك عبدالله الثاني تزامناً مع الاحتفال بيوم الجلوس
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».