فنانةٌ عمانيةٌ موهوبةٌ، وتحبُّ التمثيل كثيراً منذ كانت طالبةً في المرحلة الابتدائية، وتحديداً في الصف الرابع حينما اكتشفت قدرتها على تجسيد الشخصيات ببراعة، وشاركت في أعمالٍ مسرحية.
قدَّمت أول مسرحيةٍ في مسيرتها ضمن المسرح المدرسي، ولا تزال تتذكَّر جيداً حوارها، خاصةً أنها تركت بصمةً لا تنسى في حياتها، وأسهمت في اختيارها الفن مجالاً لعملها.
بعد تخرُّجها في الثانوية العامة، انقطعت عن المسرح، وعادت إليه عقب ستة أعوامٍ، وترى في الفن مصدر سعادتها.. الفنانة بلقيس البلوشي، حلَّت ضيفةً على "سيدتي"، فأفردت أوراق مسيرتها الفنية، وحدَّدت أهم محطاتها، كما تحدَّثت عن الجوائز التي نالتها والصعوبات التي واجهتها.
بدايةً، متى وكيف دخلتِ عالم الفن، ومَن رشَّحكِ للتمثيل؟
الصدفة لعبت دوراً في دخولي الفن، إذ كنت أتصفَّح موقع "إنستجرام"، وشاهدت إعلاناً لورشة توظيفٍ للمسرح الحديث في فن الفلكلور، فاشتركت بها، وتعرَّفت خلالها على فرقة "مسرح هواة الخشبة"، واستمررت معهم عامين قبل أن أتركهم.
أول عملٍ لي مع الفرقة حمل عنوان "بنت الصياد"، إذ شاءت الأقدار أن أقدم دوراً بدلاً من إحدى الممثلات، ويمكنني القول إن الجمهور عرفني عبر هذه المسرحية، ومنها انطلقت لتحقيق إنجازاتٍ عدة في المسرح، والحصول على جوائز متنوعة، بينها أفضل ممثلة.
مَن الذي شجَّعكِ على خوض العمل في التمثيل، وهل وجدتِ معارضةً من الأهل؟
في البداية نعم، مانعت أسرتي، مثل أغلب الأسر، دخولي الفن رغبةً منهم في حمايتي! بل إن والدي، كان أوَّل وأشدَّ المعارضين لهذه الخطوة، لكنه اقتنع بها بعد مشاهدته موهبتي التمثيلية وإيمانه بها، وصار يأخذني إلى البروفات بنفسه.
المسرح
أنتِ ممثلةُ مسرحٍ ودراما، أين تجدين نفسكِ أكثر؟
أجد نفسي في جميع المجالات، في الدراما والتراجيديا والكوميديا، سواءً في المسرح، أو التلفزيون، أو الإذاعة.
ماذا أضافت لكِ العضوية في فرقة مسرح الهواة؟
ممتنة جداً لما قدمته لي فرقة مسرح هواة الخشبة في بداياتي الفنية، وأعدُّهم الأساس لانطلاقتي في المجال، وسعيدةٌ جداً بحصولي معهم على كثيرٍ من الجوائز، بينها أفضل ممثلة.
نلتِ جائزة أفضل ممثلة "دورٍ ثانٍ" عن دوركِ في مسرحية "الرحى" بمهرجان المسرح العماني، حدِّثينا عنها؟
"الرحى" أول مسرحيةٍ قدَّمتها في مهرجانٍ، وأستطيع القول إن الجمهور عرف بلقيس البلوشي عبرها. ظهوري في المسرحية، أدخلني المجال بقوة، والحمد لله، وأشكر الفريق الذي شاركني العمل على تشجيعهم ومساعدتهم لي، وأذكر منهم الفنانة سميرة الوهيبي التي تعلَّمت منها الكثير، ووقفت معي في تجربتي الأولى.
هل واجهتِ صعوباتٍ خلال مشواركِ الفني؟
من الطبيعي أن يواجه الإنسان صعوباتٍ في أي مكانٍ يعمل به، لكن إذا تميَّز بروح التحدي مثلي، فسيجد الحلول لكل مشكلاته، ويحوِّلها إلى أسباب نجاحٍ أيضاً.
ما أهم الأعمال الفنية التي شاركتِ فيها منذ بداية مشواركِ وحتى الآن؟
قدَّمت أعمالاً كثيرةً في التلفزيون والإذاعة والمسرح، آخرها "حواجز مبعثرة"، وعُرِض على "نتفليكس"، ويعدُّ أول مسلسل عُماني، يُقدَّم على المنصة العالمية، من تأليف أحمد الحجي، وإخراج عبدالباري أبو الخير، وبطولة أمينة عبد الرسول، إبراهيم الزدجالي، رائد العامري، عصام الزدجالي، وسلامة المزروعي.
من وجهة نظركِ، التمثيل موهبةٌ أم هواية؟
بالنسبة لي التمثيل موهبةٌ، وتحوَّل بعدها إلى هواية.
ما مدى تعلُّقكِ بالمسرح؟
بدأ تعلُّقي به عام 2017، وما زلت شغوفةً بهذا الفن، وقدَّمت أعمالاً كثيرةً، ولم أنقطع عنه إلا في فترة جائحة كورونا، وقتها دخلت في حالة اكتئابٍ بسبب إدماني على المسرح، حيث اكتشفت مدى حبي الكبير لهذا الفن وارتباطي القوي به لدرجة أنني نسيت جوانب كثيرة من حياتي، والحمد لله تخلَّصت من الاكتئاب بعد عودتي إليه.
هل أنت راضيةٌ عمَّا قدَّمتِه من أعمالٍ حتى الآن؟
دائماً ما أكون راضيةً عن أي عملٍ أقدِّمه، لكن سقف طموحي ليس له حدودٌ.
ما الدور الذي تتمنين تجسيده؟
أتمنى تقديم أدوارٍ متنوعةٍ خلال مسيرتي، وأبتعد عن تقييد نفسي بشخصيةٍ معينةٍ، أو أن أكون نسخةً مكررةً عن فنانٍ ما، وأحبُّ الظهور متجددةً دائماً.
فنانٌ، أو فنانةٌ تحلمين بالوقوف أمامه في عملٍ فني؟
حلمُ حياتي أن أقف أمام الفنانة هدى حسين، فهي قدوتي في هذا المجال، سواءً في الدراما، أو المسرح.
الفنانة العمانية، هل أخذت حقها في الفن؟
من وجهة نظري، الفنانة العمانية مظلومةٌ. نحن لدينا كوادر نسائيةٌ مميزةٌ، لكنها لا تأخذ فرصتها.
المشاركات الفنية في منطقة الخليج وخارجها، هل تُشهر الفنانة؟
نعم، المشاركات الخارجية لها دورٌ كبيرٌ في شهرة الفنان، لذا نحن في حاجةٍ اليوم للخروج من النطاق المحلي للانتشار أكثر، وهذا ما حدث مع الفنانات العمانيات اللاتي أبدعن في أعمالٍ بالخليج.
هل هناك أعمالٌ قدَّمتِها وندمتِ عليها؟
لم أندم يوماً على عملٍ قدَّمته. كل الأعمال التي شاركت فيها، أضافت لي الكثير.
مخرجٌ تتمنين التمثيل تحت إشرافه؟
هناك مخرجون كثرٌ، أتمنى العمل معهم، لذا يصعب عليَّ ذكر اسمٍ معيَّن. المخرج بالنسبة مدرسةٌ، أتعلَّم منها الفن.
بعيداً عن الفن
ما لونكِ المفضَّل؟
لوني المفضَّل، هو الأزرق.
كيف تهتمين بأناقتكِ؟
منذ صغري وأنا أحرص على الاهتمام بأناقتي، واكتسبت ذوقي من والدتي.
ما الأساليب التي تتبعينها للمحافظة على رشاقتكِ؟
أحبُّ الرياضة كثيراً، خاصةً أن والدي شخصٌ رياضي، ويتمرَّن يومياً، وأشاهده يفعل ذلك منذ كنت صغيرةً، هذا إلى جانب الالتزام بتناول الأكل الصحي، وقد ورثت منه ذلك. في البيت نلتزم بنظامٍ معيَّن، يقوم على ممارسة الرياضة، وتناول الأكل الصحي، ولا أخفيكم أحياناً نُدخِل الـ "فاست فود" إلى البيت سراً كيلا يشاهدنا والدنا.
هل تحبين اقتناء ملابسكِ من ماركاتٍ محددةٍ، أو مصممين معيَّنين؟
لا أتقيَّد بالماركات، فأنا إنسانةٌ تؤمن بالذوق الجميل. هناك "براندات" سعرها مقبولٌ، وتقدم ملابس أجمل، ودائماً ما أرتدي ما يعجبني فقط سواءً كانت القطعة غاليةً، أم رخيصةً، من "براند" معروفٍ، أو غير معروفٍ. كذلك لا أتقيَّد بملابس مصممٍ معيَّن.
مواقع التواصل
هل تُشهر مواقع التواصل الاجتماعي الفنانة؟
نعم، وأكثر موقع أشهرني وعرَّف الناس علي، هو "إنستجرام"، لكنني لست نشطةً في الـ "سوشال ميديا"، لأنني أؤمن بأن أعمالي هي التي تُشهرني.
ما مدى تعلُّقكِ بـ "السوشال ميديا"؟
كما ذكرت، ليس لدي هوسٌ بالـ "سوشال ميديا"، وأستخدمها فقط وقت فراغي، وأبتعد عنها إذا شعرت بأنني أعطيها كثيراً من وقتي.
يقال إن الفن يأخذ الفنانة من أسرتها، كيف توفِّقين بين عملكِ وواجباتكِ الأسرية؟
بالنسبة لي، لا شيء يطغى على الآخر. أتذكَّر عندما بدأت العمل في هذا المجال أنني كنت طالبةً في الكلية، وكنت أقسِّم وقتي بين التمثيل والدراسة، وأنظِّم واجباتي اليومية بطريقةٍ متقنةٍ كيلا أواجه أي صعوباتٍ.
كيف تعوِّضين أسرتكِ في وقت غيابكِ؟
عندما يكون لدي ضغطٌ في العمل، أحرص بعد الانتهاء منه على إعطاء وقت كافٍ لأسرتي، خاصةً أنني أكون مشتاقةً لهم، وأعود وأحتوي نفسي بينهم.
مَن صديقاتكِ في الوسط الفني؟
كل الفنانين والفنانات في عُمان، أشجِّعهم، وأحضر عروضهم، وأحياناً أتواصل بشكلٍ شخصي مع بعضهم، وعندما أرى موهبةً جديدةً، أقف معها، لأنني مؤمنةٌ بأن القمة تتسع للجميع.
ما برجكِ، وهل تنطبق صفاته عليكِ؟
برجي الجدي، وصفاته تنطبق علي، فأنا إنسانةٌ جديةٌ في العمل، وعنيدة، وطموحة ومتصالحة، ومتسامحة.
أين تفضِّلين قضاء إجازتكِ؟
أحبُّ قضاءها بين أهلي، وأحياناً السفر، وأعدُّ السفر الخارجي الذي يصاحب العمل في المسرح ترفيهاً وإجازة.
رسالةٌ تودين توجيهها، لمَن وماذا تقولين فيها؟
أوجِّهها لكل موهوبٍ، وأقول له: لا تجعل لطموحاتك وأهدافك سقفاً معيناً، ولا تتأثر بكلام الناس. أنت تعرف قيمة نفسك جيداً، وتعرف قيمة موهبتك، ويجب أن تؤمن بهما، وتنطلق منهما نحو النجاح.
ماذا يعني لكِ الحب والسعادة؟
الحب هو الحياة كلها، والسعادة هي الفن.
ما مشروعاتكِ المقبلة؟
أنا في حالة هدوءٍ حالياً لأسبابٍ شخصية، لكن إن شاء الله، سأعود بقوة لمملكتي المسرح.
اقرأ المزيد