أحبَّت الفن في صغرها، فاقتحمت مجال التمثيل مبكراً حينما كانت في الـ 11 من عمرها، وشاركت في عديدٍ من الأعمال الدرامية، من أبرزها «صيف حار»، و»عاد الربيع». ابتعدت عن الساحة الفنية نحو عشرة أعوامٍ نتيجة ظروفٍ خاصةٍ، لكنها عادت مجدداً عبر «فوازير الرحلة»، كما أبدعت في مسلسل «منتهى الحب منتهى القسوة»، وخاضت تجربة العمل مذيعةً في برامج عدة. تتمنى تقديم أدوارٍ مركَّبةٍ ومتفرِّدة، وترى أن الفنانات العُمانيات اللاتي اشتركن في أعمالٍ خليجيةٍ حظين بشهرةٍ أكبر. الفنانة العمانية زهى قادر، حلَّت ضيفةً على «سيدتي»، فكشفت عن كيفية دخولها الفن، وأسباب ابتعادها عن المجال، وحدَّدت الأدوار التي تحبُّ تجسيدها.
ظهرتِ العام الجاري في مسلسلين، عُرِضا في الموسم الدرامي الرمضاني، حدِّثينا عنهما؟
سُعدت العام الجاري بالمشاركة في عملين درامين رمضانيين الأول تراجيدي، وهو «عندما تعزف الريح»، ويلقي الضوء، عبر أسرة «السيدة ريح»، على مشكلات الشباب في المجتمع الخليجي، وعلاقتهم بالأهل والأصدقاء، وأسلوب حياتهم حالياً مع انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل في المجتمعات. أما الثاني فمن إنتاج تلفزيون عُمان، وهو «منا وفينا»، ويأتي في إطار كوميدي، إذ يسافر زوج مع زوجته من أجل علاجها من مرضٍ خارج البلاد، ويبقى الأولاد لوحدهم في المنزل، فتنشأ مشكلاتٌ بينهم لعدم انضباطهم الأمر الذي يثير قلق الوالدين، ويُطلق صراعاً بين جيلين بعد قدوم الجد والجدة من محافظة الداخلية إلى مسقط للعيش معهم والاعتناء بهم، كذلك قدَّمت عملين إذاعيين، كوميدي ودرامي.
نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع الفنانة نورا بالألف: أستعد لبرمجة شخصية تشبهني بالذكاء الاصطناعي
دخلت التمثيل مبكراً
شاركتِ في أعمالٍ مسرحيةٍ، وإذاعيةٍ، وسينمائيةٍ، وتلفزيونية.. أين وجدتِ نفسكِ أكثر؟
صحيح، شاركت خلال مسيرتي بالمسرح والإذاعة والسينما والتلفزيون، ووجدت نفسي فيها جميعاً، فكل مجالٍ فيه متعةٌ خاصة. قد يكون هناك تشابهٌ بين السينما والتلفزيون، أما المسرح والإذاعة فمختلفان.
مشاركاتكِ جاءت عبر تلفزيون سلطنة عُمان، وقُدِّم لكِ عملٌ في قناة الشارقة، ما نوعها؟
شاركتُ في أعمالٍ عدة على مدى أعوامٍ، لا سيما في الدراما، وأذكر منها «صيف حار» و»عاد الربيع».
دخلتِ التمثيل، ثم ابتعدتِ، كم استغرق ذلك، وما سبب ترككِ الفن؟
دخلت التمثيل مبكراً في الـ 11 من عمري، ثم توقفت من أجل إكمال دراستي، بعدها تزوَّجت في سن 14 عاماً، وحملت بعد عامٍ واحدٍ، وعانيت كثيراً في الموازنة بين أمور بيتي ورعاية مولودي، خاصةً أنني كنت صغيرةً في العمر، ولا أمتلك الخبرة الكافية، لذا ابتعدت عن الفن عشرة أعوامٍ تقريباً، وأنهيت خلال تلك الفترة دراستي الجامعية، وتخرَّجت في قسم المحاسبة بكلية التقنية العليا، ولم أدرس الإعلام، أو الفن.
هيفاء حسين فنانة جميلة ورائعة وملتزمة ومبدعة، وتجربتي بالظهور معها أفادتني كثيراً
تجربة تقديم الفوازير
خضتِ تجربةً جديدةً وجميلةً بتقديم فوازير «الرحلة»، ماذا أضافت لكِ، وهل كرَّرتِها؟
هذه التجربة الجميلة جاءت من إنتاج تلفزيون عُمان، ولأن أغلب أعمالنا من إنتاجه، لذا نتمكَّن من تقديم الفوازير مجدداً، فهناك اهتمامٌ بمجالات أخرى، مثل البرامج والدراما، وأتمنَّى حقاً تكرارها، لأنها علَّمتني، وأضافت رصيداً جديداً لمسيرتي.
عملتِ كذلك مذيعة برامج، كيف وجدتِ التقديم؟
صدقاً أحببت تقديم البرامج كثيراً، فهذه التجربة عزَّزت ثقتي في نفسي، وتعلَّمت منها كيفية مخاطبة الجمهور، حيث قدَّمت برامج على الهواء مباشرةً، منها برامج في مهرجان صلالة، وأخرى في مهرجان مسقط، إضافةً إلى برنامج مسابقاتٍ على تلفزيون عُمان لمدة ثلاثة أشهرٍ، ووجدت متعةً في التواصل مع الجمهور، وأعترف بأنني حظيت بفرصٍ كثيرةٍ في حياتي، تقديم البرامج إحداها، والحمد لله استطعت استغلالها، وتحقيق ذاتي عبرها.
إذاً أنتِ مع أن تخوض الممثلة أكثر من تجربةٍ بأن تمثِّل وتقدم البرامج وتظهر في الإعلانات؟
نعم، لأن الممثلة التي تخوض تجارب عدة، تصبح متمكنةً من عملها وأدوارها، وأقول ذلك عن تجربةٍ شخصية.
ظهرتِ في أعمالٍ عدة مع فناناتٍ قديرات، مثل هيفاء حسين في «الشطرنج»، كيف تصفين ذلك؟
هيفاء فنانةٌ جميلةٌ ورائعةٌ وملتزمةٌ ومبدعة، وتجربتي بالظهور معها أفادتني كثيراً، فهي من الفنانات الملتزمات فنياً، وتعلَّمت منها أموراً جديدة.
ماذا أضاف لكِ دوركِ في مسلسل «نعم ولا» للكاتبة القطرية وداد الكواري والمخرج أحمد يعقوب المقلة؟
أفتخر كثيراً بهذا العمل، وأعدُّ نفسي محظوظةً لاختياري ضمن طاقمه. المسلسل اشتُهر في الخليج، وحظي بمتابعةٍ جيدةٍ، وأضاف لي خبرةً كبيرة.
ومن عالم الفن نقترح عليك لقاء الممثلة مريم الخشت: أنا مولعة بالمسلسلات القصيرة
أعمال سينمائية ومسرحية
أين أنتِ من السينما، وهل سنراكِ في فيلمٍ خلال الفترة المقبلة؟
شاركت في أعمالٍ سينمائيةٍ عدة، حمل الأول عنوان «البوم»، كما مثَّلت في «سلمى»، لكننا نعاني من قلة الإنتاج السينمائي في بلادنا، وأتمنَّى مستقبلاً المشاركة في أفلامٍ قوية.
بماذا تختلف السينما عن التلفزيون؟
تصوير الأفلام السينمائية متعبٌ أكثر من المسلسلات، فلها آليةٌ خاصة.
كان لكِ حضورٌ جميلٌ في المسرح، هل حصدتِ جوائز عن أعمالكِ فيه؟
نعم، حصدت جوائز مسرحية عدة، منها أفضل ممثلةٍ على الرغم من قلة أعمالي في هذا المجال. في بداياتي قدَّمت مسرحيات «منتهى الحب ومنتهى القسوة»، و»بذور عباد الشمس»، و»خيرات بزمن الحرب»، وشاركت في خمس مسرحيات حتى الآن، لا تزال باقيةً في ذاكرة جمهور الفن، مع العلم أن المسرح لدينا ليس فيه مردودٌ مادي ثابت.
ما المعايير التي تختارين من خلالها أعمالكِ، ومَن تستشيرين قبل قبولها؟
صدقاً، وصلت إلى مرحلةٍ، لا أستشير فيها أحداً حول الأعمال التي تُعرض علي. عادةً أقرأ النص، ثم أقرِّر إن كان يناسبني، أم لا، وأحدِّد ماذا سيضيف لي.
ليست لدي معايير معينة لقبول الدور، خاصةً أن التلفزيون العماني ينتج مسلسلاً واحداً خلال العام، ولو رفضته، لن أحظى بفرصة الظهور في هذا العام، لذا لا أضع أحياناً معايير للموافقة، لكننا بالمجمل نملك مخرجين وفرق عملٍ بمستوى عالٍ، يعطون المسلسل حقه، ويقدِّرون الفنان، وهذا الأمر جميلٌ ويفيدنا.
هل هناك شخصيةٌ جسَّدتها، وكانت قريبةً منكِ، أو تمثلكِ؟
إلى الآن لم أقدِّم شخصيةً قريبةً مني. قد يكون فيها قليلٌ أو جزءٌ بسيطٌ مني، لكنها لا تمثلني.
ما الدور الذي تتمنين تقديمه درامياً؟
أتمنى تجسيد أدوارٍ مركَّبةٍ ومتفرِّدة، وتقديم شخصياتٍ استثنائية، وقد أعجبني دور الفنانة نور غندور في مسلسل «من شارع الهرم إلى»، وكذلك دور الفنانة شجون في مسلسل «بيبي».
فناناتٌ عمانياتٌ اشتركن في الدراما الخليجية، وحققن شهرةً واسعةً، مثل فخرية خميس وبثينة الرئيسي وغادة الزدجالي، هل المشاركة في أعمالٍ خارجية تعزز شهرة الفنان؟
بالتأكيد. المشاركة في الأعمال الخليجية، تُشهر الفنان، وتعطيه مساحة أدوارٍ أكبر، وتقدمه لشريحةٍ جديدةٍ من المشاهدين. كذلك هناك محطاتٌ فضائيةٌ إذا عمل بها الفنان، فسيلاقي انتشاراً كبيراً، مثل الـ MBC.
عند دخولكِ الفن، هل وجدتِ معارضةً من الأهل؟
أهلي يحبونني كثيراً، ويعرفون جيداً أنني إذا وضعت شيئاً في بالي، فسأفعله ولن أتنازل عنه. هذه المرة الأولى التي أكشف فيها أن أهلي زوَّجوني في سنٍّ صغيرة «14 عاماً» حتى أنشغل بالبيت والأسرة والأولاد، وأبتعد عن الفن، ولم أدرك ذلك إلا أخيراً.
أطمح إلى تجسيد أدوارٍ مركَّبة ومتفرِّدة، وتقديم شخصيات استثنائية.. وأتمنى العمل مع هدى حسين
أعشق الفن بأنواعه
ما رأيك في الأسماء التالية: فخرية خميس، الراحلة شمعة محمد، بثينة الرئيسي، غادة الزدجالي؟
جميعهن أسماء كبيرة، وقدَّمن الكثير للفن، واجتهدن حتى وصلن للنجومية.
فنانةٌ تتمنين الاشتراك معها في عملٍ؟
الفنانة هدى حسين، أتمنى أن تأتي الفرصة وأعمل معها في مسلسلٍ، وأعدُّ ذلك حلماً من أحلامي.
بعيداً عن الفن، ما هواياتكِ؟
أعمل موظفة محاسبةٍ في وزارة الإعلام، وأعشق الفن بأنواعه، وأعدُّه هوايتي الوحيدة.
مع مَن تحبين قضاء وقتكِ؟
مع أبنائي وزوجي.
ماذا يعني لكِ الفن، والشهرة، والحب، والأمل؟
الفن: هو العشق والغرام.
الشهرة: لم أسعَ إليها، ولم أحسب لها حساباً ينسيني أنني فنانة. عندما أخرج إلى الأماكن العامة، وأصادف جمهوري، أتفاجأ بإقبالهم علي، والتحدث معي، في هذه اللحظة فقط أكتشف بأنني مشهورة، لكن الشهرة لن تغيِّرني أبداً، ولا أهتمُّ بها.
الحب: لا نستطيع العيش من دونه.
الأمل: ضروري للاستمرار في الحياة، فالحياة جميلةٌ بالأمل.
حكمةٌ تومنين بها؟
لكل مجتهدٍ نصيب.
ما برجكِ، وهل تنطبق صفاته على شخصيتكِ؟
برجي هو الميزان، وهناك صفات لهذا البرج تنطبق علي، منها أنني إنسانة غير حالمة، ومجتهدة وواقعية، وصبورة وعصبية، أغضب بسرعة، وأهدأ بسرعة.
ما مشروعاتكِ المستقبلية؟
في كل عامٍ جديدٍ، أضع هدفاً وأسعى إلى تحقيقه. العام الجاري أخطط على مشروعٍ يخصُّ المرأة العمانية، وبإذن الله يتحقق، وسأفصح عنه في الوقت المناسب.
نفترح تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع الممثلة فاطمة سعود: أصبحت أتعلَّم من الفشل لا من النجاح