الممثلة فاطمة البنوي: السينما السعودية متوهجة ونتطلع إلى العالمية 

الممثلة فاطمة البنوي: السينما السعودية متوهجة ونتطلع إلى العالمية 
الممثلة فاطمة البنوي: السينما السعودية متوهجة ونتطلع إلى العالمية 

قدمت الفنانة فاطمة البنوي حالة فنية استثنائية خلال مسيرتها الفنية القصيرة، ولكن على الرغم من ذلك لاقت حالة نجاح كبيرة، جعلتها تقدم دور البطولة في الفيلم السعودي «الهامور ح.ع»، والذي أحدث نجاحاً جماهيرياً كبيراً في شباك التذاكر بالمملكة، وكذلك في مصر عقب عرضه. البنوي فتحت قلبها وعقلها في حوار مطول مع «سيدتي» حول جديدها الفني والشخصي، وتوقعاتها لحال السينما السعودية في المستقبل القريب، وكان لنا معها اللقاء الآتي..

القاهرة |محمد مجدي

تصوير | الشركة المنتجة بوليفار ستديو

 

أرسل حبي لكل امرأة عربية تحاول أن تجتهد وتظهر حالة قوة عبر عملها وحياتها الخاصة


في البداية حدثينا عن تجربة فيلمك الجديد «الهامور ح.ع»؟

تجربة جيدة للغاية، مليئة بالتفاصيل التي أسعدتني، سواء على مستوى الشخصيات في العمل، أو على مستوى الممثلين أنفسهم، فالجميع كان محباً للعمل ولفكرة الفيلم بكل تفاصيله، لذا كنت في أشد أوقات سعادتي خلال كواليسه التي كانت مميزة للغاية.

وماذا عن تحضيراتك للعمل قبل التصوير؟

في البداية وضعنا خطة فحواها أن نقدم عملاً يليق بالجمهور العربي ككل، وبالمملكة العربية السعودية، لذا كنا في حالة اهتمام طوال الوقت بكل التفاصيل برفقة المخرج والمؤلف، فقد اشتغلت كثيراً أنا والزميل فهد القحطاني الذي يقدم دور «حامد». وكان العمل معه ومع المخرج في غاية الروعة، فكنا نعقد جلسات عمل عديدة لتطوير الشخصيات والقصة، وهذا الأمر أفاد الجميع، وخرجنا بأفضل شكل تمثيلي للعمل، ونشأت بيننا صداقات كبيرة وقوية للغاية.

نفترح عليك متابعة مشاركة فاطمة البنوي في استضافة عرض العلا.. تحت النجوم

أنا في غاية السعادة

الممثلة فاطمة البنوي

وماذا عن فكرة عرض العمل في مصر، كيف رأيتِ ذلك؟

أعتقد أن كل منتج أو مخرج يطمح للأكثر، ونحن منذ عدة سنوات نشتغل في السعودية لتكوين هذه الصناعة، وقمنا بتأسيسها على ركائز متينة وجيدة، ومن الجيد أن تسافر وتنطلق إلى مناطق جديدة، ولا تكتفي فقط بالجمهور المحلي، ومن حق المنتج والمخرج أن يحلما ويشاركا هذا العمل مع جارتنا وحبيبتنا مصر، وهذا شيء جميل للغاية، وأعتقد أنها لحظة تأريخ حقيقي، فالفيلم كوميدي، والجمهور المصري يحب الكوميديا، وأنا في غاية السعادة لوجود فيلم من إخراج وتأليف وتمثيل وأداء وإنتاج سعودي بالقاهرة، فكانت هذه أحلاماً ونحن صغار، لكنها أصبحت تتحقق الآن، وقصة العمل مستوحاة من أحداث واقعية، ولكنها ليست قصة حقيقية بحد ذاتها، فالقصة الدرامية تحتاج بالتأكيد إلى الكثير من الخيال، ونحتاج هذا الشيء في الدراما لكي نصل إلى الجمهور بطريقة فيها حبكة ولهفة وتشويق.

الفيلم مختلف

هل تتخوفين من آراء الجمهور المصري؟

أنا أحب الجمهور المصري، وأحب ذائقته وأحب لغته، ولكن نحن أيضاً لنا ثقافتنا في السعودية والتي تأثرت بالفن المصري، نحن مشتركون في أشياء عديدة، فالمصريون موجودون في السعودية، والسعوديون كذلك يتواجدون في مصر كثيراً، فما يحدث ليس وليد الصدفة، ولا هو ناتج مفاجئ، وأنا متشوقة جداً لردود أفعال الجمهور المصري، وبالتأكيد أنا خائفة، فالخوف والقلق والتوتر والتفكير الزائد هذا طبيعي، ويجعلك تتحسن، كما يجعلك تشد على نفسك وتعود وتجتهد أكثر، فهو ليس سلبياً، لا بالعكس، الخوف يجعلك بحالة فضول، يجعلك تقدم الأفضل، وأخيراً أنا متشوقة جداً لردود أفعال الجمهور المصري، لأن الفيلم مختلف، وهو يصنف كفيلم عربي، وليس فقط فيلماً سعودياً.

إقرأي أيضاً فاطمة البنوي وحكيم جمعة يجتمعان معاً في الفيلم السعودي "أحلام العصر"


عشقي للفن السعودي بكل أنواعه

رأيناكِ في أكثر من عمل فني بمصر ولبنان والسعودية، حدثينا عن ذلك؟

أنا من محبي رؤية جمهور جديد، أكتشفه وأتعامل معه وأتقرب له ويتقرب لي، فمثلاً عندما قدمت »ما وراء الطبيعة» في مصر، كانت ردة الفعل قوية للغاية، على الرغم من أنني أقدم دور ضيفة شرف فقط، وهذا أمر أسعدني للغاية، فالجمهور تعامل معي على أنني أقدم دور البطولة وليس مجرد ضيفة، وعلى المنوال نفسه، كانت تجربتي في مسلسل «ستين دقيقة» أكبر، وأحدثت حالة نجاح جماهيري كبيرة وحصدت إشادات عديدة، وهذا جعلني أشعر أنني أسير في الطريق السليم، والجمهور المصري اكتشف خلال العمل أنني شخصية سعودية، وهذا عنى لي الكثير، وعلى الرغم من عملي بأكثر من دولة عربية، لكن تبقى فكرة عشقي للفن السعودي بكل أنواعه وأشكاله في منطقة أخرى، وأتمنى نقلها إلى مصر، وهذا حدث في «الهامور».

برأيك ما الذي يؤكد فكرة نجاح العمل السعودي ويقويه عربياً وحتى عالمياً؟

الاستدامة بالتأكيد، فلابد من تكرار الأعمال الجيدة وإظهارها للجميع، فنحن عندما نقدم عملاً مميزاً، فهذا أمر جيد ويجعل شباك التذاكر السعودي أقوى بالأعمال القوية وذات القيمة، كما لابد أن يكون العمل كله جيداً ومتكامل العناصر، من حيث المخرج والمؤلف والمنتج والفنانين، وكل تفاصيل العمل السينمائي، فالسينما السعودية تتطور أكثر وأكثر، وأعتقد أن صناعة الفن السعودي تتحرك بشكل إيجابي، واليوم نحن نحتفل بما صنعناه، ولعل «الهامور» أكبر مثال على ذلك، وأتمنى خلال الفترة المقبلة أن نصل إلى العالمية بأعمال جيدة.

حدثينا عن دورك في العمل؟

أنا القلب الحنون وسط العصابة، وأقدم دور «جيجي»، فهي إنسانة عاطفية وحساسة جداً، تشعر بغيرها لكنها تشعر بنفسها أكثر، والفيلم يرصد تفاصيلها في حقبة زمنية مهمة للغاية في تاريخنا، وأنا سعيدة أنني رأيت «جيجي» في السينما. فـ«جيجي» صارت شخصية مشهورة، لأنها تمثل الكثير من البنات في هذه الفترة بجدة وفي السعودية عموماً، وسعيدة أن الجمهور شاهد تفاصيلها الخاصة من حيث حركاتها ونبرتها وكل شيء، وهذه كانت من الأمور الصعبة عند قراءة الشخصية على الورق، وكان تحدياً كبيراً بالنسبة لي أن أخرجها على أفضل وجه.

الفيلم يتناول فكرة أكبر عملية احتيال في السعودية، هل تعرضتِ للاحتيال من قبل؟

حصل لي ذلك بالفعل عندما كنت صغيرة، ليس مثل الفيلم بالتأكيد، لكن على شيء مشابه، فتعرضت للسرقة بشرائي لأشياء أونلاين عندما كنت في أمريكا، وهذا الموضوع ضايقني للغاية، وأنصح الجميع بالحذر من الشراء من أماكن غير موثوقة عبر الإنترنت.

أنا متشوقة جداً لردود أفعال الجمهور المصري، لأن الفيلم مختلف، وهو يصنف كفيلم عربي، وليس فقط فيلماً سعودياً

وماذا عن الصعوبات والتحديات التي قابلتك بتجسيدك لشخصية «جيهان»؟

شخصية «جيهان» أو «جيجي» كان لها مرجع كبير في عقلي الباطن، لأنها تذكرني بكثير من الناس الذين كنت أعرفهم في حقبة زمنية قديمة من جدة، وكان في بالي هاجس كبير في فكرة أن الجمهور يعلم الكثير عن هذه الشخصية، وكنت خائفة من ردة فعل الجمهور، وهو ما جعل الأمر تحدياً كبيراً بالنسبة لي، فحاولت الاهتمام بكافة التفاصيل الخاصة بالشخصية لتصل للجمهور، والحمد لله وجدت حالة حب كبيرة من السعوديين الذين شاهدوا العمل، وأشادوا بالشخصية وتجسيدها.
 

وماذا عن أعمالك الجديدة؟

انتهيت منذ فترة من تصوير فيلمي الطويل الأول «بسمة». وأقدم فيه دور البطولة، وهو من تأليفي وإخراجي أيضاً، وتحمست كثيراً لهذا المشروع، وأقوم حالياً بعملية المونتاج.

وماذا عن قصة العمل؟

يركز هذا الفيلم على التغيير الداخلي أكثر من الخارجي، وقد وضعت فيه من رؤيتي الذاتية، علماً أنني أتمنى أن يلمس كل عمل لي شيئاً ذاتياً، وكذلك شيئاً في الجمهور.

إذا أرسلتِ رسالة لكل امرأة عربية ماذا ستكون؟

أرسل حبي لكل امرأة عربية تحاول أن تجتهد وتظهر حالة قوة عبر عملها وحياتها الخاصة، فلابد أن تسعى كل امرأة لتكون أفضل وأقوى، لكي تثبت نفسها وتحقق النجاح الذي تتمناه، وهذا ليس بالأمر الصعب لكنه يحتاج جهداً كبيراً.

تابعي معنا نجوم الفن يحتفلون بإصدار أعمالهم الأدبية