في حدث يستحق التخليد، وسط حشد من الناس والأغراب، زميلتي نورة كانت المُـنقـبة الوحيدة، برغبتها من دون فرض عليها من أي أحد، ومن دون أحكام ولا تصنيفات دينية أو اجتماعية ولا فتاوى، اختارت أن تكون منقبة وفخورة بذلك، اختارت هذا النوع من التستر، وهي حرة بطريقتها وأسبابها، لم تؤثر فيها نظرات ناقـدة ولا همزات ساخرة، بل كانت قوية شامخة، فهي تمثل شريحة كبيرة من نساء المجتمع اللواتي استطعن المحافظة على طريقة الحشمة الكاملة، وصبرن عليها احتساباً، وقد يكون أيضاً لما لهن من العزة بوصفها جزءاً من تاريخهن.
قد يرى البعض ذلك هو الصحيح، والبعض الآخر مبالغة، وأنا أراه اختياراً شخصياً لطريقة الحشمة التي تـقـررها هي بنفسها، بحسب ما يناسبها وما يـُقـنعها.
برأيي، الحشمة للمرأة المسلمة عبادة، فيها النقص وفيها الزيادة، ونوعية هذه الحشمة، وطريقتها، سواء بزيادة أو اعتدال، تعود إليها وحدها، فإن رأت أن تزيد في التستر لترضي ربها وتؤجر أكثر فهو بينها وبين خالقها، لها منا كل الاحترام، وإن احتاجت إليها علينا المساعدة.
كما أن الحشمة للمرأة العربية فخر بعروبتها؛ حيث كانت نساء العرب محتشمات قبل الإسلام، لذا فالتمسك بحشمتها دليل انتماء وأصالة، ويشمل القصد كل أنواع الاحتشام وطرق الحجاب الكامل منها والجزئي.
أيما كانت طريقة ملبسها، سـتـثبت المرأة أن النجاح يأتي مع الحشمة ولا يخالفها أبداً.