من صغري وأنا أحب أن أزرع في حديقة منزلنا، وأحب أن أسمع صوت العصافير في الصباح الباكر، فأصبحت هاوية للزراعة والتنسيق والعناية بالنباتات الداخلية والخارجية، محبة للآخرين، أستمتع بالعطاء وبطموح يفيض بلون الزهور ليملأ كل مكان بدءاً بعائلتي، ووطني البحرين، ثم عالمي العربي، وهدفي ورؤيتي في الحياة أن أجد الزراعة على كل بقعة خضراء على أرض الوطن الصغير، وكذلك وطني العربي الكبير، فهي علم وتعلم، ودرس في النظام والمسؤولية، وثمر وغذاء، وقدرة خالق، وتواصل مع الطبيعة الخضراء، وقوة وعزيمة، وصحة وراحة، وصبر ومتابعة، وسلوك ومهارة، وتعاون وترابط بين الأرض والناس، وروح حلوة وإحساس طيب، وسيكولوجية رائعة... ومن هنا طرأت لي فكرة إنشاء نادي (استديو الطبيعة)، فالجميع يعلم أن التربية البيئية ضرورة ملحة في برامج التعليم على مختلف المستويات، فهي تساعد على تنمية اتجاهات إيجابية وصحية نحو بيئة مستدامة؛ يُطلق عليها أيضاً التّعليم البيئيّ، وهي الجهود المنظّمة لإدخال التّعليم في الكيفيّة الوظيفيّة للبيئات الطبيعيّة بشكل عام، وكيفيّة تمكين العنصر البشريّ من إدارة سلوكه بنّظام سليم وآمن بهدف العيش بطريقة مستدامة بشكلٍ خاص.
كما أن سياسة نشر الثقافة البيئية من خلال التدريب والتعليم تؤكد أهمية الوقاية، والإدراك العلمي والعملي، الذي نهدف منه زيادة المعرفة لدى الأجيال اللاحقة، وزيادة وعيهم في معالجة التّحديات التي ترتبط بهم، والمساهمة في تطوير الخبرات والمهارات المطلوبة لمواجهة الصعوبات والمعوقات لحياة أكثر استدامة للجميع.
يهدف نادي (استديو الطبيعة) إلى تعزيز الوعي البيئي، وتأكيد أهمية امتلاك المهارات اليدوية والحرفية ذات الصلة بالبيئة، ونشر مختلف المهارات الزراعية الجديدة والمتطورة، من خلال الأنشطة والبرامج التي يقدمها المركز في مقره بالرفاع في مملكة البحرين.
كما يعد مشروع (استديو الطبيعة) مساحة للتعلم، فهو يساهم في رؤية البحرين الاقتصادية 2030، ويحرص على تطبيق مبدأ الاستدامة والابتكار والتعليم، وكذلك تلبية حاجات الأجيال الحالية والقادمة.
كما تكمن رسالتنا الكبيرة، التي نؤكدها في هذا المشروع، في تعميق الريادة في المجال البيئي والزراعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والعمل وفق رؤية حديثة ومتطورة، وتعزيز مبدأ التربية البيئية، والاستفادة من الممارسات الزراعية العضوية ومبادئها عن طريق الورش والتدريب، وتعزيز أهمية التواصل مع الطبيعة.
ومن وسائل تنفيذ هذا المشروع تصميم برامج وورش عمل تستند إلى الأهداف أعلاه، عبر تعزيز أهمية امتلاك المهارات اليدوية، إضافة إلى نشر المهارات الزراعية الحديثة والمتطورة، وتعليم الجيل القادم أهمية الأمن الغذائي، ومبادئ الزراعة العضوية بطرق حديثة ومتطورة، وتنمية الوعي البيئي، والزراعة المائية، وورش التدويل الفنية، ومهارات يدوية وحرفية، وإعداد برامج وفعاليات عامة وخاصة، وفضلاً عن برامج لموظفي الحكومة والشركات، ولطلبة المدارس، والأطفال ما قبل المدرسة، والشباب ذوي الإعاقة، وربات البيوت، وكذلك هواة الزراعة وجميع فئات المجتمع الأخرى.