تعد الحرباء من الحيوانات الأليفة والمفيدة في المنازل لرؤيتها الحشرات على بعد أمتار لتنقض عليها وتلتهمها.
لقد ظلم الإنسان هذا الزاحف الذي لا حول له ولا قوة عند وصفه لبعض البشر بالحرباء، ذلك فقط لأنهم يتلونون كما تتلون الحرباء، لكن بفرق كبير فالحرباء تتلون كي تحمي نفسها من الخطر والإنسان يتلون كي يتلاعب بمن حوله.
أتساءل دوماً لماذا يفعل الإنسان بمن حوله ذلك؟! أنقصٌ وغيرة في داخله يعوضهما؟ أم سوء تربية من والديه أم انعدام مخافة الله؟!
كم من أصدقاء طعنوا من معهم في ظهورهم؟! والأسوأ طعن من تربطك بهم روابط دم.
كيف لإنسان أن يتقن التلون أمام الجميع كي يمتهن النصب واستغلال الناس، ضارباً عرض الحائط بالعيش والملح، وصلة الدم والرحم، والأدهى عندما تكون امرأة وليس رجلاً.
هذه المرأة التي استخدمت دراستها لعلم النفس لتكون طريقة صيد الضحايا من جلسات العلاج.. استغلت أسرار مرضاها للابتزاز أو النصب وذلك للحصول على المال.
أين القسم الذي أقسمت عليه ألهذه الدرجة يموت الضمير أمام المال؟!
هل نسوا قول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) الأنفال 27
أين القسم بعدم إفشاء أسرار مرضاها حتى لأقرب الناس لهم؟!
بالتأكيد هناك كثيرون يخونون الأمانة بشتى الطرق. الأمانة التي تبرأت منها كل المخلوقات وحملها الإنسان. يا ليته كان يعلم مدى صعوبتها وعقابها عند الله عز وجل، لأنه بذلك خان الله قبل أن يخون الإنسان لقوله عز وجل: (وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ) الأنفال 71.
حقيقة حرباء تستطيع التلون بكل الألوان على مدار عام أو عام ونصف العام؛ لتنقض عقب ذلك على فريستها فتصبح مسيّرة وليست مخيّرة.
يقال إن الفعل للمرة الأولى يكون صعباً على الإنسان، ثم يستسهل الإنسان الأمر فيصبح سهلاً في المرات التي تليه، أيقنت بعد هذه الحالة صحة المقولة لأن هذا ما حدث.
كانت المرة الأولى حريصة حتى سال لعابها لتصبع كالكلب المسعور تخطط للضربات الأكبر.
بالتأكيد سيسوء حالها أكثر بعد أن فقدت مخافة الله وتناست أو نسيت أن الله يغفر كل ذنب يقترفه العبد ما عدا الإشراك به ومضرة الناس. المضرة التي أوقعتها بالنصب والتفريق والقذف أيضاً.
توقفت للحظة وأنا أفكر، هل لديها المقدرة للوقوف أمام الخالق مع خصمها للاقتصاص؟. كل إنسان يسعى بأعماله الحسنة لرؤية وجهه الكريم ويفكر برهبة هذا اللقاء، وهو يحاول جاهداً العمل الحسن طوال حياته ويستغفر الله على سفائف الأمور، ويطلب رحمته عليها. أنا لا أتدخل في علاقتها مع الله عز وجل، لكن أتذكر رهبة الموقف فتنتابني قشعريرة من تخيله.
هذه نقطة من بحر الخيانة لديها، وفي جعبتها الأكثر فمن ليس له خير في أهله لا خير له في الغريب.