عندما حلقت في الفضاء، ثم عدت منه اتضحت لي الرؤية عن علاقتنا بالفضاء، وما السبيل للحفاظ على المناخ، ما قصدته من علاقة الفضاء المناخي هو مدى رفاهة الغلاف الجوي الذي يحمي أرضنا من نفاذ أي موجات أو إشعاعات لا يتحملها كوكبنا الأرض للمحافظة على الحياة، وهو الأمر الذي أدركته عندما خرجت من دائرة الغلاف الجوي إلى ما بعد ذلك، فأدركت بأنه لا يوجد فصل أو ما نسميه أرض وفضاء لكن هناك تداخلاً وتعاطياً بين المجالين، فكوكب الأرض يستقبل موجات وإشعاعات الفضاء، ويتفاعل معها وفقاً للمعطيات التي منحها الله لكل الكائنات التي تعيش علي كوكبنا، وبالتالي يستفيد مما يتلقاه، لكن يوجد حالياً بعض السلبيات التي تضر بمناخ الأرض وبالغلاف الذي يحفظ الحياة على أرضنا وهو، فعندما ننظر إلى الفضاء نعتبره شيئاً منفصلاً عن الأرض ليس تابعاً لها، وهذه فكرة غير صحيحة، فنحن واحد جزء من كل، لكن هناك فاصلاً فيما بين الأجزاء، وهو الغلاف الجوي، وهو إطار رقيق هش يحمي الكائنات الحية بالأرض من أشياء عديدة لا يتحملها الكائن الحي، ففي الفضاء لا يصلح الإنسان أن يحيا هناك إلا بوجود الكثير من الأشياء المتوفرة في الغلاف الجوي الأرضي، وهي النعمة التي أنعم بها الله على البشر، لذلك فإن الغلاف الجوي هو المحيط الذي يحمي الكائنات الحية من عدد لا حصر له، الموجودة في الفضاء ولا يتحملها الكائن الحي، فعندما ذهبت إلى الفضاء وعدت اختلفت رؤيتي لهذا الغلاف الرقيق الذي وضحت لي مدى أهميته لاستمرار الحياة على الأرض، وهو الحماية التي لا يشعر بها الكثيرون، فإن أي خلل في هذا الغلاف بالفعل يتسبب في أضرار غير متصورة. نحن كرواد فضاء قد شاهدنا الموجات التي تنفذ في هذا الغلاف، وغيرها التي لا يسمح لها بالنفاذ، وهي أشياء مذهلة، كما أنها خطيرة في الوقت نفسه، ويجب لفت النظر لها وضرورة عمل البرامج والتشريعات التي تحافظ على المناخ والطقس الجوي الطبيعي الذي هو أحد أسباب استمرارية الحياة علي الكوكب، فأنا كرائدة فضاء، ما أحاول إظهاره هو زيادة الوعي للأسباب التي تؤذي الغلاف الجوي ومحاولة التعاون مع الجهات العالمية المسؤولة عن المناخ؛ لتفعيل البرامج التي تحافظ عليه، فنحن خطر أن نؤذي بأيدينا الغلاف الجوي لأنه بأيدينا سيكون عواقبه سيئة، وهي عدم استمرارية الحياة على الأرض مع التسخين المتزايد لحرارة الأرض وهو ما يعرضها بالفعل للدمار.