المرأة والقرارات المالية في الشركات

دولة الملا
دولة الملا
دولة الملا

يعد الاهتمام بالرؤساء الماليين أمراً ضرورياً عندما يتعلق بالقرارات المالية للشركات، وهو مجال يتمتع فيه المدير المالي بمنصب عالٍ ذي جاذبية ومكانة مرموقة، ولكن في الوقت نفسه يتحمل الرؤساء الماليون المسؤولية الكبيرة في اتخاذ القرارات تحت المخاطر، كما يتطلب منهم تحضير البيانات المالية التي تمثل الوضع المالي للشركة بشكل عادل. وكما نلاحظ في الآونة الأخيرة تصّدرت المرأة تلك المناصب وأثبتت قدراتها العالية في اتخاذ القرارات المالية، وإعداد التقارير المالية ذات الأهمية البالغة في المنظمات المختلفة.

وعلى الرغم من أن السمة العامة للمرأة المتمثلة في محاولتها تجنب المخاطر التي تقلل من فرص اختيارها لشغل مختلف المناصب على مستوى الإدارة العليا، إلا أن الكثير من النساء أثبتن َعكس ذلك بإدارة الشركات الكبرى في جميع أنحاء العالم. ذلك لأنه عندما تصل المرأة إلى هذه المناصب الإدارية والتنفيذية، فإنها تكتسب خصائص إدارية ومالية خاصة تدفعها إلى ممارسة القرارات الجيدة في الوقت المناسب من دون استهتار وبكل اقتدار.

زاد الاهتمام بدراسة تأثيرات قيادة المرأة في الإدارة المالية بعد تعليق السياسية والمحامية الفرنسية كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، على إفلاس رابع أكبر بنك أمريكي (Lehman Brothers - ليمان براذرز) عام 2008 بسبب القروض العقارية عالية المخاطر وقالت: "هل كان ليمان براذرز سيكون أفضل حالاً لو كان ليمان سيسترز Lehman Sisters"؟ والإشارة واضحة في تعليقها لأهمية وجود المرأة في إدارته، لأن وجود المرأة في الإدارة المالية العليا بصفاتها الخاصة التحفظية، وحرصها على اتباع القوانين والبنود التي تقود المنظمة، يجعلها تتخذ القرارات المناسبة التي تخدم خط ازدهارها وتقدّمها، وتجنبها الوقوع في الكوارث المالية الجسيمة، لا سيّما أن التنوع بين الجنسين يؤدي إلى الابتكار والإبداع لذلك، تسهم المرأة بخلفيتها المختلفة عن الرجل في التنوع الفكري، مثلاً عند اتخاذ القرارات الاستثمارية فإنه يمكنها أن تأتي بمصادر أرباح جديدة غير مسبوقة. علاوة على ذلك، أظهرت العديد من الدراسات أن الشركات التي لديها مدراء ماليين من النساء، تتدنى لديها نسبة احتمالية الإبلاغ المالي الخاطئ، حتى مع وجود رقابة منخفضة من أصحاب المصلحة الرئيسيين.

وفي الأخير، يتطلب تعزيز دور المرأة البارز وتأثيرها المتميز في الشركات والمنظمات إلى النظر في بيئة صنع القرار الإداري الأوسع والأشمل التي يعملن فيها، وعلاقتهن بصانعي القرار، مثل الرئيس التنفيذي وأعضاء مجلس الإدارة. وعلى وجه الخصوص، يجب على صانعي السياسات ومجالس الشركات التركيز في خلق بيئة شاملة تتيح للمرأة المجال الكافي لتشكيل الدور المتكافئ مع دور الرجل في إدارة الشركات.