أسوأ شيء نمارسه كل يوم
هو أن نهرب من أنفسنا إلى الناس
ونهرب من الناس إلى أنفسنا
هذه السياسة المزدوجة هي سياسة الكر والفر في الحروب والمعارك القديمة
وهي سياستنا اليوم مع أنفسنا في حروبنا ومعاركنا مع الحياة
فنحن نفر من أنفسنا الضيقة ومن عالمنا الصغير
إلى عالم الناس الكبير وسرعان ما نكتشف
أن عالمنا الضيق أوسع بكثير من عالم الناس الكبير
فهو في حقيقته عالم صغير وأصغر بكثير من عالمنا الخاص الصغير، فالذين يمارسون الهروب من عالمهم؛ فلأنهم «بلا عالم» خاص بهم، فعالم كل واحد منا ليس عالم الناس وإنما عالمه الخاص.
ومن ليس لديه عالم فليصنع لنفسه عالماً.
لأن هذا العالم الواسع الكبير في حقيقته لا يتسع لحالم صغير
وإذا كانت أحلامه كبيرة، فهو سيضيق به إذا لم تكن لديه روح رحبة واسعة، تجعل من حلمه الصغير عالماً كبيراً.
كلنا نمارس الهروب من عالمنا إلى ما نتوهم أنه عالم أرحب
نحمل حقائبنا ونسافر في أصقاع الدنيا بحثاً عن عالم آخر.
ولكننا نكتشف أن أول من يستقبلنا في مطارات هذا العالم
هي أنفسنا التي هربنا منها: فنحن في واقع الحال
نهرب من أنفسنا إلى أنفسنا، ونهرب من عالمنا إلى عالم آخر، هذا العالم الآخر هو انكساراتنا، وهزائمنا، وإحباطاتنا الكبيرة، والتي نريد أن نحولها إلى انتصارات وأحلام كبيرة على طريقة الانتصارات العربية، فنزعم بأننا انتصرنا، وحولنا هزائمنا إلى انتصارات، وهذه هي أكبر هزيمة لأنفسنا، فأسوأ هزيمة في الدنيا هي أن تكون مهزوماً أمام نفسك لا أمام الآخرين؛ لأنه سيأتي يوم وتنتصر على الآخرين الذين ألحقوا بك الهزيمة، ولكنك لن تفلح بأي انتصار طالما كنت مهزوماً أمام نفسك، تماماً مثلما كان القائد الكبير تشرشل يقول بعد انتصارات ساحقة في أرض المعارك:
بعد كل هذه الانتصارات العظيمة لا أشعر بالانتصار لأنني في واقع الحال أشعر بالهزيمة أمام نفسي على الأقل.
شعلانيات:
. إذا أردت اكتشاف عقل شخص، فانظر إليه كيف يحاور من يخالفه الرأي.
. إذا أراد الله بعبد خيراً، فتح له باب العمل وأغلق عليه باب الجدل.
. وإذا أراد الله بعبد شراً، أغلق عليه باب العمل وفتح له باب الجدل.
. قمة الأدب أن تنصت إلى شخص يُحدّثك في أمر أنت تعرفه جيداً وهو يجهله.