في فيلم الطيب والشرير والقبيح يحاول الطيب ألا يكون شريراً، ويجتهد الشرير ألا يكون قبيحاً، ويحاول القبيح أن يكون طيباً... في داخل كل واحد منا هناك شخصان، أحدهما يلعب دور الطيب، في حين يتقمص الآخر دور الشرير، كل يلعب دوره على حسب الحاجة أو حسب الظروف، أو حسب طلب المخرج، فإذا عملت في المساء شريراً فستجد لنفسك العذر في الصباح، وتقول إن المرحلة تتطلب ذلك، وإذا تمادى الآخرون في لعب هذا الدور واتفقوا عليك ظهر الوجه الآخر، كما يظهر أبطال الأفلام الطيبون في منتصف الفيلم لتجد نفسك تتصارع مع نصفك الآخر أو نصف وجهك القبيح. هذا الصراع هو وجبتك اليومية، فمن ينتصر على الآخر؟! هل تنتصر لمبادئك وقناعاتك الجميلة، أم أن رغباتك السيئة ستكسب الجولة هذا الصباح؟! هل يكون الإنسان الطيب في داخلك قادراً على أن يقول كلمة عجز عنها الآخرون؟!
أم أن شيطانك الأخرس يمارس هوايته في السكوت عن كلمة حق؟! كل يوم تحمل حقيبة أسئلتك هذه وتذهب بها إلى مدرستك.. مدرسة الحياة، تحاول أن تكون تلميذاً نجيباً، تجلس في المقاعد الأمامية، تحترم أستاذك، تجاهد نفسك في أن تكون «نظيفاً» عندما يتسخ الآخرون، ولكن تعود إلى بيتك مهزوماً مكسور الوجدان؛ لأن المتسخين يجلسون في مكاتب «نظيفة»، ولأن الذين كانوا يجلسون في المقاعد الخلفية أصبحوا في المقاعد الأمامية.. في حين أنت الذي كنت تحرص على إرضاء أستاذك.. وتجلس في المقاعد الأمامية.. لم تعد تجد لك مقعداً إلا في المقاعد الخلفية. أسوأ من كل ذلك أنك عندما تحاول أن تكون ذلك الإنسان السيئ وتقوم بدور الشرير تجد نفسك وقد فشلت فشلاً ذريعاً في أداء هذا الدور؛ لأن المخرجين «حصروك» في دور «الطيب» دائماً، لتدخل بعد ذلك في مرحلة جديدة في الصراع الشرس مع نفسك، فأنت إذا كنت طوال حياتك توجه أصابع الاتهام إلى الآخر؛ تنتقدهم، تكشفهم، تعريهم.. فيجب عليك أن تفعل هذا الدور مع نفسك، عليك أن تحاسب حاضرك وماضيك؛ لأنك جزء من اللعبة، فنصفك الجميل يُخفي وراءه نصفك القبيح، ودورك الطيب ليس بالضرورة يعكس قناعاتك بقدر ما يعكس طلب المخرج.
شعلانيات:
*رؤية الناس للحياة هي كتاب من تأليفهم
البعض كان كاتباً ومؤلفاً عظيماً ارتقى فوق السطور
وبعضهم عاش بين السطور!!.
*الانسان الواعي هو من يحترم الفكره حتى لو لم يؤمن بها.
* هناك طريقتان ليكون لديك أعلى مبنى وأجمل معنى:
إما أن تدمر كل المباني من حولك، أو أن تبني أعلى من غيرك..
اختر دائماً أن تبني أعلى من غيرك!.