ثقافة الاختلاف غير موجودة هذه الأيام
فجرب أن تختلف مع واحد ديمقراطي جداً من «إياهم»
لتثبت له أنك ديمقراطي مثله وأن لديك رأياً آخر مثله،
ولكن رأيك مخالف لرأيه، لحظتها ستعرف كم هو ديمقراطي هذا الرجل الديمقراطي
الذي يشجع الديمقراطية صباح مساء
وتكتشف أن أول شيء يفعله ليس إرساء دعائم الديمقراطية التي يتفشخر بها
وإنما إرساء دعائم الديكتاتورية التي يمارسها،
التي تقوم على قاعدة أن:
رأيه ديمقراطي يستحق التشجيع ورأيك دكتاتوري يستحق الإلغاء
أو على طريقة الديمقراطية العربية الشهيرة
«من حقك أن تقول نعم.. أو لا..
ولكن قل نعم «أحسن» لك
وبما أن كل مواطن عربي يريد ما هو «أحسن» له يقول نعم..
ونعم كبيرة للقائد ولكل قائد يجعله يعود سالماً إلى بيته!
وينام في فراشه بدلاً من أن «يحجز له سويت في أبوزعبل أو أبوغريب أو حتى المزة. فالديمقراطية في هذه الحالة ضارة بصحة المواطن، تجعله طريد سجون، في حين الدكتاتورية تعطيه ما هو «أحسن» له وتجعله يعود سالماً إلى بيته وأولاده
إذن أيهما أفضل الديمقراطية المستوردة أم الدكتاتورية المصنعة محلياً؟!
على كل حال ثقافة الاختلاف غير موجودة في أدبيات وطننا العربي الجميل
لأنها بلا أدبيات أصلاً
وأبقى مع عينة من أدب الاختلاف كتبت بماء الذهب
فيحكى أن يونس بن عبد اﻷعلى - أحد طلاب اﻹمام الشافعي
اختلف مع اﻹمام محمد بن إدريس الشافعي في مسألة أثناء إلقائه درساً في المسجد..
فقام يونس بن عبد اﻷعلى مغضباً، وترك الدرس، وذهب إلى بيته
فلما أقبل الليل، سمع يونس صوت طرق على باب منزله
فقال يونس: من بالباب...؟
قال الطارق: محمد بن إدريس
قال يونس: فتفكرت في كل من كان اسمه محمد بن إدريس إلا الشافعي
قال: فلما فتحت الباب، فوجئت به
فقال اﻹمام الشافعي: يا يونس تجمعنا مئات المسائل، وتفرقنا مسألة...؟!
شعلانيات:
*يستطيع الناس أن يعيشوا بلا هواء بضع دقائق وبلا ماء أسبوعين وبلا
طعام حوالي شهرين وبلا أفكار سنوات لا حصر لها.
*نمضى النصف الأول من حياتنا بحثاً عن المال والنجاح والشهرة، ونمضى
النصف الثاني منها بحثاً عن الأطباء.
*كل الناس يتحدثون عن تعاستهم ولكن لا أحد يكشف لك عن سعادته.
*من يلتفت وراءه بعمق يفهم أمامه بوضوح.