mena-gmtdmp

خفف طعامك تأمن سقامك

رويدا أبيلا

يتم إنشاء مبادرات عالمية لمعالجة تداعيات تغير المناخ وتسعى العديد من الشركات لتقليل انبعاثات الكربون والإسهام في الحفاظ على البيئة. ولكن لا يتم إيلاء المستوى نفسه من الاهتمام لقضية إهدار الطعام. وهذه مشكلة ملحة بشكل متزايد خاصة في قطاع الفنادق وتحديداً المطاعم.

كشف تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) صدر في مارس 2021، أن 17٪ من المواد الغذائية المتاحة للمستهلكين، في المتاجر والمنازل والمطاعم، تذهب مباشرة إلى سلة المهملات حيث يتم التخلص ما يتجاوز 900 مليون طن من الطعام سنوياً.

جميعنا مررنا بهذا الموقف حيث نخرج لتناول الطعام في مطعمنا المفضل ونقوم بطلب العديد من الأطباق الشهية، وبعد تناول الطعام وحين مغادرة المطعم نشعر بالذنب لأننا أكثرنا من الأكل، وأيضاً لأننا تركنا الكثير منه على الطاولة الذي سينتهي به المطاف في القمامة.

حينما اضطر العديد من الناس الطهي واستهلاك الطعام بصورة أكبر في منازلهم بسبب جائحة كوفيد - 19 تسبب ذلك بزيادة طفيفة في الوعي حول هدر الطعام من جانب المستهلك. وعلى الرغم من ذلك لايزال العديد منا يخجلون من طلب الطعام غير المأكول ليأخذوه معهم عند تناولهم الطعام، خاصة في المطاعم الفاخرة. وتقع المسؤولية هنا أيضاً على عاتق المطاعم إذ عليها تشجيع الضيوف لأخذ الأكل معهم كمبادرة لتقليل الهدر. هناك بعض المطاعم التي توافق على مضض عند الطلب وهناك من يرفض السماح بأخذ بقايا الطعام إلى المنزل على الإطلاق. هذا طبعاً يعتمد على نوع الأكل والضرر الصحي الذي يمكن أن يترتب إن لم يتم حفظه بصورة صحية، أو إن كان الطعام قابلاً للتلف بسرعة مثل السوشي أو أي نوع من الطعام الذي يحتوي على مكونات نيئة. ولكن في غالب الأحيان يكون الأكل صالحاً لمدة 24 ساعة على الأقل إن تم حفظه بصورة مناسبة.

على النقيض من ذلك، في الولايات المتحدة، هذه الممارسات سارية منذ سنوات عدة، حيث تعود الناس أخذ بقايا أكلهم معهم منذ أيام الحرب العالمية الثانية. وفي فرنسا، أصبح مطلوباً بموجب القانون على المطاعم والمقاهي توفير علب لأخذ بقايا الطعام إذا طُلب ذلك. إيطاليا دولة أخرى أقرت هذا القانون مؤخراً.  ويمكن الآن أيضاً التبرع بالطعام بشرط وحيد هو أنه يجب ألا يشكل خطراً على الصحة.

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "كثرة الطعام تميت القلب كما تميت كثرة الماء الزرع". ولذلك يجب علينا أن نفكر في طرق لعدم هدر الطعام؛ منها تقليل الطلب وأيضاً اختيار المطاعم التي تسعى للهدف نفسه. لنطلب فقط ما يمكننا أن نأكله. بإمكاننا دائماً البدء بطعام أقل ثم نطلب المزيد لاحقاً إذا كنا بحاجة إلى ذلك. ويجب أيضاً ألا نخجل من طلب تعليب بقايا الأكل لاستهلاكها فيما بعد بدلاً من رميها.