«ننشأ وفي اعتقادنا أن السعادة في الأخذ
ثم نكتشف أنها في العطاء!»
كنت قبل فترة أستمع لنجم عالمي مشهور في كرة المضرب، وهو يتحدث عن تجربته مع العطاء، فهو يقول: إنه نتاج لتجربة العطاء، فوالده كان يعمل جرسوناً في مطعم، وكان يحصل كل يوم على «بقشيش» استطاع من خلاله أن يعلمه هو وإخوته، ويدفع مصاريف تعليمه وتدريبه ليصبح نجماً، ولولا هذا البقشيش لما أصبح نجماً.
ويضيف: لذلك أصبحت دائماً أدفع البقشيش في كل مكان بنفس راضية ومقتنعة بأن هناك أناساً يحتاجون لهذا القليل، في الوقت الذي لن يخسرني فيه هذا القليل كثيراً.
هذه الفلسفة التي يتحدث بها هي نفسها فلسفة الحديث الشريف عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «ما نقص مال من صدقة».
فكم من واحد منا يؤمن بهذه الفلسفة... فلسفة العطاء، وفلسفة أن هناك من يحتاجون إلى هذا القليل.. الذي ينقصنا كثيراً.
فالبقشيش سيئ السمعة من الممكن أن يكون حسن السمعة إذا كان بنية الصدقة، والتي قد تكون قليلة، ولكنها عند الله كثيرة!!
البنك الوحيد الذي لديه فروع في الدنيا والآخرة هو بنك الصدقة؛ تودع فيه بدنياك وتسحب منه في آخرتك.
هل تزيد رصيدك في ذلك البنك كما تزيد رصيدك في بنك الدنيا؟ وتصدق بشيء آخر غير المال؛ فالمال ليس كل شيء.
تصدق عن صحتك.
تصدق عن كل ممتلكاتك النقدية والعينية والصحية والاجتماعية.
تصدق حتى عن إحساسك الجميل بالحياة بزرع هذا الشعور في نفوس تحتاج إلى القليل منه!
قيمة الإنسان ليست بما يملكه بل بما يمنحه.
فنحن أغنياء فقط من خلال ما نقدمه لا بما نأخذه.
حتى في ظروفكم الخانقة «تعلموا العطاء»؛ فثواب العطاء يخبئ لكم فرجاً من حيث لا تحتسبون.
فالأشياء التي نعطيها، تعود لنا مع ابتسامة، وإذا صادفت فقيراً فتسوّل منه بعض الحسنات؛ فأنت في حقيقة الأمر فقير تتسول أيضاً بطريقة أخرى، فلا تظن أنك عندما تتصدق على فقير
قد مثلت دور الكريم مع المحتاج، بل أنت محتاج يعُطي محتاجاً، حاجته عندك وحاجتك عند الله!
شعلانيات:
. ثلاث وصفهم الله بالجمال
«صبر جميل، هجر جميل، صفح جميل»
فاصبر بلا شكوى واهجر بلا أذى واصفح بلا عتاب.
. في أحد الأيام، ستتنازل مجبراً عن بعض أحلامك؛ حتى تعيش واقعك..