في القاهرة قلت لصاحب تاكسي أكاديمي وهوخريج مسرح:
إن النكت الهادفة لسواق التاكسي أصبحت أهم من مسرح محمد صبحي.
قال: يا عم الحال من بعضه.
الفنانون بقوا سواقي تاكسي وسواقو التاكسي بقوا فنانين...
الله يرحم أيام زمان.. أيام كان التاكسي عزيزاً...
اليوم بيلف عشر مرات وما يلاقيش زبون...
كل ده من ساعة «ما طلعوا» قرار إن أي «عربية» قديمة ممكن «تقلب» تاكسي!!.
وأبقى اليوم مع ثقافة التاكسي
فإذا أردت أن تقرأ الناس في أمريكا... فاقرأهم من خلف مطاعم الوجبات السريعة.. وإذا أردت أن تقرأ فرنسا... فاقرأ الناس من وراء الفاترينات والمقاهي وصالونات الأناقة. وإذا أردت أن تقرأ الإيطاليين فاقرأ تماثيلهم أولاً ثم ابدأ بقراءة الناس من خلف مدرجات كرة القدم. وإذا أردت أن تقرأ ألمانيا... فابدأ بمتاحفها ومصانعها... أما إذا أردت أن تقرأ مصر فابدأ بأصحاب التاكسي، والذين هم ضالتي اليوم التي أصل من خلالها للحكمة، فالحكمة ضالتي أنَّى وجدتها... فأنا أولى الناس بها حتى وإن كانت من أصحاب التاكسي.
في مصر يستقبلك التاكسي مثل كل دول العالم بمجرد أن تطأ قدماك أرض المحروسة، لكن الذي ليس مثل كل دول العالم أنك تجد في سائقي التاكسي في المحروسة من كل التخصصات ومن الشرائح العلمية كافة؛ بدءاً من الذي لا يفك الخط وانتهاء بحامل الماجستير والذي يحضر للدكتوراه. فأنت في منتدى فني ثقافي علمي سياسي متنقل. ويكفي أن تعرف أن هناك أكثر من مليوني تاكسي لتعرف حجم المنتدى الثقافي الذي يمشي بالشارع. فهناك فنانون أكثر فناً من الفنانين الذي يملأون الفضائيات، فهم يغنون ويجربون أصواتهم ويقدمونها مجاناً... وهناك المحللون السياسيون الذين يكونون أحياناً أكثر عمقاً من الخبراء السياسيين والاستراتيجيين الذين يظهرون في الجزيرة العربية، وهناك أصحاب النكتة الساخرون الذين يوزعون النكتة مجاناً لكل راكب، وإذا دفعت زيادة فهذا من كرمك. فالنكتة الحلوة تستحق أن تدفع من أجلها كم جنيهٍ زيادةً... فهي في أسوأ الأحوال أفضل من المسرحيات الهايفة التي تستخسر فلوسك فيها؛ لأنك تدخلها راغباً في الضحك وتخرج وأنت متعكنن من هيافتها. وكل من هب ودب «قلب» عربيته تاكسي.
أصبحت مهنة من لا مهنة له!!.
شعلانيات:
. الشيء المقلق هو أن تكتشفَ أنكَ قد أصبحتَ غيرك من دونَ أن تعلم...!!
. إذا أردت أن تكسب الآخرين فاستمع لهم، وإذا أردت أن تخسرهم فناقشهم!
. الحوار والمناقشة فـن لا يجيده إلا الراسخون في علم الإنصات!
. النقاش في الوطن العربي الجميل بضاعة مستوردة غير صالحة للاستهلاك الآدمي!