. نحن في مرحلة التباعد الاجتماعي
متنكرة في ثياب التواصل الاجتماعي
قبل وجود مواقع التواصل الاجتماعي.. كان التواصل أكثر اجتماعيًا
عالم افتراضي يتصل بالواقع وينفصل عنه
وإذا أردت أن تعرف إلى أي مدى رداءة هذه المرحلة في التواصل الاجتماعي
فانظر إلى الناس وهي تتواصل إنسانيًا مع بعضها في المناسبات
فالذي يبعث لك «مسج» أو واتس أب يقول فيه كل عام وأنتم بخير، يكون قد كسب فيك معروفًا كبيرًا يجعل الواحد منا عاجزًا عن رد هذا المعروف،
فلا يملك إلا أن يرد المعروف بمعروف مثله وربنا يديم المعروف
فيرد بمسج لكي «يوطد» علاقته الإنسانية، ويؤكد تواصله الحميم مع الآخرين..
وكل ذلك «بمسج»
أصبح كل شيء لدينا آليًا
فأصبحنا «مبرمجين» حتى في مشاعرنا
علاقاتنا أصبحت فاترة، وتفتقر إلى الحميمية، فأقصى ما نفعله عندما نريد أن نتواصل مع من نحب نرسل «مسج» لنقول لأحبائنا
«كل عام وأنتم بخير»، ونغلق الهاتف
يا الله.. أإلى هذا الحد علاقاتنا متينة؟!
كنا في فترات سابقه «نعتب» على من نحب إذا لم نره منذ فترة، ونقول «خلينا نسمع صوتك على الأقل»
وسيأتي اليوم الذي سنقول فيه «خلينا نقرأ «مسجك» على الأقل»
وإذا أراد الواحد منا أن يعرف كم هي علاقاته الإنسانية «قوية»، «ومتينة» وحميمة مع الآخرين، أو علاقات الآخرين معه قوية وحميمة وإنسانية، عليه أن يقارن بين عدد من «اتصل» به مهنئًا، وبين من بعث «مسج» وهو سيكتشف حتمًا أن كفة «المسجيين» غالبة على كفة المتصلين بعد أن «تعطلت» لغة الكلام بما يكفي بين الناس بسبب الفضائيات، لتأتي «المسجات» وتعطل ما بقي بين الناس من لغة الكلام.
ففي هذا الزمن الرديء لا يمكن أن تكون العلاقات إلا ابنة شرعية لهذا الزمن.. تكتسب رداءتها من زمنها الرديء!!
لذلك أصبحت العلاقات الإنسانية سريعة مثل الوجبات السريعة،
فالناس ليس لديهم رغبة في أن «يطبخون» على نار هادئة، ولا أن يقيمون علاقات إنسانية على نار هادئة، طالما أن هناك وجبات سريعة وعلاقات إنسانية سريعة، لذلك لا نستغرب بعد ذلك أن تكون علاقات هذه الأيام بلا لون ولا طعم ولا حتى نكهة.
فهل نحن فقراء بالأصدقاء إلى هذا الحد؟!
أم أن الصداقة أصبحت نادرة إلى هذا الحد؟!
إذا كان الأمر كذلك فلا نستغرب أن تكون علاقاتنا علاقات «مسجية»
فهذا زمن الوجبات السريعة، والعلاقات السريعة، والصداقات السريعة، والمشاعر السريعة أيضًا!!
شعلانيات:
. إذا خسرت الدنيا كلّها وأنت مع الله، فما خسرت شيئًا، وإذا ربحت الدنيا كلّها وأنت بعيدٌ عن الله، فقد خسرت كلّ شيء.
. الرائعون فقط، يبحثون عن الجانب المضيء لكل موقف، ويسعون لتعلم الدروس القيمة من كل مشكلة، ويبحثون عن الحلول بدلاً من لوم الآخرين.
. عندما تعيش في سلام مع الآخرين، فأنت تعيش في سلام مع نفسك.