يؤكد حسن فتاحي الذي يملك تعاونية زراعية،
وهو يتأمل قطيع الماشية في فرنسا «إنها حيوانات رائعة»،
وفي مرتفعات «ماسيف سنترال» التي تشكل القلب الأخضر والجبلي لوسط فرنسا،
يقوم فتاحي بالاطلاع على الماشية والتقنيات الأخيرة في الانتقاء الوراثي لها
في قمة مربي الماشية التي تشارك فيها أكبر مزارع تربية الماشية الفرنسية.
ووسط عشرات الآلاف من مربي المواشي والمحترفين الفرنسيين في قطاع اللحوم والألبان، استضافت «القمة» أربعة آلاف زائر أجنبي من ثمانين بلداً؛ ليطلعوا على نحو ألفي رأس ماشية مختارة من سبعين عرقاً.
هذا الوصف الرائع لقمة الأبقار في العالم والذي يعقد سنويا لمناقشة أحوال الأبقار
وما ينتظرها من مستقبل باهر والذي تناقلته وكالات الأنباء العالمية
يجعلنا نحن البشر في العالم الثالث نتحسر على مستقبلنا غير الباهر
وأذكر من ضمن ما أذكر
أن هناك إعلاناً مشهوراً لزبدة سويسرية
تحاول فيه الماعز والخيول والأغنام
أن تنتحل شكل البقرة لتكون أبقاراً؛ لما تلقاه هذه الأبقار من عناية فائقة
جعلت كل الحيوانات الأخرى تحلم بعيشتها وتحلم أكثر بمستقبل باهر كمستقبلها
هذه هي حال الحيوانات التي تشعر بالتمييز العنصري وإعطاء البقر أهمية تفوق أهميتها مع أنها هي الأخرى مهمة وتحظى بعناية عالية إلا أنها تحلم والحلم حق مشروع لكل الحيوانات في أوروبا وينطبق عليها ما ينطبق على كل حيوانات السوق الأوروبية المشتركة.
وإذا كانت هذه حال الحيوانات التي تسر عدواً وصديقاً وهي ليست كحال الإنسان العربي لا يسر عدواً ولا صديقا، فأقصى أحلامه أن يحظى بمعاملة لائقة وأقل قليلاً من حالة الأبقار في سويسرا، فأبعد حلم لأي إنسان عربي هو أن يعيش عيشة الأبقار المزورة والماعز والأغنام لأنها تحظى وهي في حالتها أفضل حالاً من أحواله.
كثيرون يحلمون هذه الأحلام العريضة أنا وأنت أحدهم، وكان لنا صديق مليونير
يقضي كل عام إجازته في سويسرا، ويحسد أفراد عائلة البقر على ماضيها الزاخر وحاضرها المتحضر ومستقبلها الزاهر، ويحلم وهو الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب أن يعيش أبناؤه عيشة الأبقار في سويسرا!
فماذا ترك لنا ولأولادنا؟ أن تكون أقصى أحلامنا أن نعيش عيشة الأبقار المزورة التي بدورها تحلم بأن تعيش عيشة البقر؟!.
شعلانيات:
. في كل إنسان تعرفه، إنسان لا تعرفه.
. الخيبة الأولى موجعة، أما البقية فهي دروس تقوية لا أكثر.
. قديماً... اتق شر من أحسنت إليه، حديثاً.... اتق شر من فضفضت إليه.
. هناك كلام لا يقول شيئاً، وهناك صمت يقول كل شيء.