ببركات التواصل الاجتماعي، أصبح الناس هذه الأيام يكتبون أكثر مما يتكلمون.. يكتبون أجمل مما يتكلمون؛ لأن الكتابة فكرة، الكلام واقع.. يكتبون بأدب، ويتكلمون بقلة أدب؛ لأن الكتابة عالم افتراضي والكلام عالم الواقع.
الناس جميلون عندما يكتبون، وبشعون أو غير جميلين عندما يتكلمون في الغالب، ولو كانت هناك شركة تنظيف متخصصة في إزالة نفايات الكلام، لحققت أرباحاً قياسية من وراء نفايات التواصل الاجتماعي، ولطالبت كل صاحب تليفون أن ينظف ويكنس أمام منزله وينظف هاتفه المليء بالنفايات.. من نفايات الأفكار، ونفايات الكلام، ....
الناس يقرؤون ويكتبون، مع أنهم في السابق لا يقرؤون ولا يكتبون، أصبحوا يقرؤون ويكتبون عند إشارات المرور، ويكتبون حتى في الدوارات والشوارع الضيقة والطرق السريعة.
اعتراضاتي ليس على الكتابة، فكما تقول جارة الوادي فيروز: «كتبنا وياما كتبنا، ويا خسارة ما كتبنا»،
ولكن اعتراضي على مكان وتوقيت الكتابة، يعني «حبكت» الكتابة، وماذا لو لم تكتب في تلك اللحظة؟ هل ستعطل لغة الكلام؟!
كنا نبحث عن قراء؛ فظهر لنا قراء الوتس آب.. كنا نبحث عن ثقافة؛ فظهر لنا مثقفو «تويتر». الناس كانوا لا يقرؤون، وفشلت كل حملات التثقيف ومهرجانات القراءة أن تجعلهم يمسكون كتاباً، ونجح الآيفون والجلاكسي بأن يكون.. خير جليس في الزمان «جهاز».
الناس أصبحوا يكتبون ويقرؤون في غير الوقت المطلوب للكتابة والقراءة.
أصبحوا يكتبون ويقرؤون عند إشارات المرور، وأضافت سبباً آخر للزحمة..
في السابق كنا نقول «إننا أمة لا تقرأ»، اليوم مع عالم تويتر؛ أصبحنا أمة لا تقرأ فقط.. وإنما تقرأ، وتكتب، وتصور، وتعلق، وتحلل، فتويتر عالم جميل جعل الناس يستيقظون ليقرأوا. الناس يكتبون، ويغردون، أحياناً يكتبون ويغردون بـ«الفاضي» و«المليان»، وأحياناً «الفاضي» أكثر من «المليان»، وأحياناً حتى «المليان» يكون «ملياناً» بأشياء فاضية، أو على الأقل «غير مليانة» لسنا ضد القراءة، والكتابة ليست حكراً على الكتاب والذين يحتاج بعضهم أن يعيد السنة؛ ليقرأ من جديد لكي يكتب بشكل أجمل فكرة القراءة للجميع والثقافة لكل الناس فكرة رائعة، لكن البعض يقرأ ويكتب في الزمان والمكان الخطأ!!
شعلانيات:
* قد يؤخرُ الله الجميلَ، ليجعلهُ أجمل.
* إذا أردتَ أن تكونَ سعيداً، كُن قليل الكلام، كثير التجاهل.
* نظافةُ قلبك هي رزقك في هذه الدنيا.
* "ما دمت مستقيماً لا يهم انعكاس صورتك للآخرين".
* اتقِ شر من فضفضت إليه!!
* النضج هو أن تدرك أن معظم الأشياء لا تستحق ردة فعل.
|