بداية كل التجارب العاطفية التي قد نعيشها نحن، لا نخرج منها بخسارة أبداً، مهما بلغت في السوء، فكل تجربة سيئة هي لا تضعفنا كما نعتقد أو نشعر، بل هي الإكسير الذي سيحقننا بالقوة التي سنحتاجها؛ كي لا نسقط أو نُقصم أمام بعض الخيبات.
فالمشاكل العاطفية كثيرة.. كثيرة للحد الذي لا تنتهي فيه، مهما حاولنا التصدي لها أو إيقافها، هذه المشاعر المعقدة في انبساطها وتشجنها، في حِلمها وقسوتها، في جنونها وسكونها، في كبريائها ورضوخها، في حبها وصدها، ما هي إلا نتيجة لموقفٍ هزّ طمأنينة القلب من عمقه.
وعلى سبيل الحصر: الخيانة، حبّ التملك والسيطرة، الكذب، اللامبالاة، عدم الاهتمام والإهمال، الأنانية، العتاب دون جدوى تذكر، الانتظار، العناد، برود المشاعر وخمولها، الشك، الاندفاع بالأحلام السماوية وتضخيمها حد السقوط منها، لبس الأقنعة لدرجة الكمال المؤذي، عدم الثقة، والتغير المفاجئ بشكلٍ جارح، عدم التوافق الفكري والثقافي، ثم القائمة تطول وتطول.
لكني برغم كل هذه التعقيدات التي قد نشعر بها في أي مرحلة عاطفية تذكر، إلا إنني مؤمنة جداً بأن الشخص الذي يحب؛ لن يؤذي نصفه الآخر بأي وسيلةٍ كانت، ومؤمنة أكثر بأن العلاقة التي تبدأ بحبٍ مشروط؛ ستنتهي بطريقةٍ موجعة، وأزداد إيماناً بالحب الذي لا يشوبه أي ضغينة أو وجع.
هذا الحب المائل للبياض، للطهر، للبراءةِ والسلام، هو ما علينا الحفاظ عليه من قلوبٍ جائعة للحنان.