قبل سنوات عدة نظمت شركة طيران عالمية حملة دعائية تقول إن على كل زوجة ترافق زوجها عندما يسافر في مهمة عمل تدفع نصف ثمن التذكرة فقط. وسارت الحملة كما لم تسر حملة من قبلها، فهي انتشرت انتشار النار في الهشيم، جعلتها تصنف كأفضل حملة في العالم تحقق إيرادات قياسية.وبعد الحملة أرسلت الشركة إلى كل زوجة سافر زوجها تسألها إذا كانت أعجبتها الرحلة؟
وجاء الرد: أي رحلة؟!
لأنه لا يوجد زوج يسافر في عمل يصطحب معه زوجته لأن لديه «مهمة ومهمة خطيرة لا يريد أن يجعل زوجته تتحمل عناءها ومتاعبها، فهو يريد لها الراحة في البيت لتتركه فـ«ينجز شيئاً مهماً في مهمته الخطيرة».
والزوجة «لها الله تصدق أن زوجها يحبها لدرجة يريد أن يبعدها عن مشقة الرحلة، وتصدق أكثر أنها تلك المرأة العظيمة التي تقف خلف زوجها لتدفعه للنجاح».
لذلك هي مازالت تقف خلفه، في حين تقف أمامه امرأة أخرى تسافر معه على الرحلة إياها مع أنها لم تدفع نصف سعر التذكرة. وإنما دفعها بالكامل الزوج صاحب المهمة الخطيرة!
هذه التهمة طبعاً ليست للزوج العربي.. فهو مخلص جداً.. ولا يسافر إلا مع زوجته ليس بالضرورة أن تكون الزوجة الأولى، فهو له زوجة في كل بلد يسافر إليه. لأنه لا يحب أن «يرهق زوجته الأولى في الرحلات المتبعة، حيث عناء المطارات والانتظار لساعات وتغيير المحطات، فهو يريدها أن «ترتاح في البيت على طريقة خليك في البيت». وهذه الأيام أصبح البعد عن المطارات غنيمة.. فكل مسافر أو مسافرة متهم بالأرهاب إلى أن يثبت العكس.. وهو لا يريد لها أن تكون إرهابية في المطار.. يكفي أن تكون إرهابية في البيت!! وبما أنه رجل متحضر وينتمي إلى العالم الأول فهو يحارب الإرهاب والإرهابيين.. لذلك فهو يحارب إرهاب زوجته التي ترهبه بنظرة منها عندما يحاول مجرد أن تفكير في أن ينظر لغيرها، لذلك يسافر وحده في إطار دعمه للجهود الدولية للقضاء على الإرهاب!
أما هي فترفع له شعار «يا مسافر وحدك وتاركني... فين تبعد عني»، لذلك فهي تمنعه أحياناً وتلاحقه على الرحلة التالية أحياناً، وربما تصل قبله لتمارس عملياتها الإرهابية هناك، حيث كان يحلم بقضاء مهمة سعيدة، فمع أن مهمات العمل غير سعيدة، إلا أن الزوج الأزعر يجعل من رحلته مهمة سعيدة ومن رحلته العائلية رحلة شاقة فيصبح العمل رحلة، وتصبح الإجازة العائلية «مهمة عمل شاقة»!
الرجل في أحلامه بالسفر أمره عجيب، فهو يحلم بأن يسافر مع زوجته قبل أن تكون زوجته ويمنيها بالأحلام العريضة.. وبأنه يسافر معها سفرة الأحلام عندما يجتمعان في عش الزوجية وعندما يجتمعان يحلم بأن يسافر دونها، أو بالأصح يحلم بأن يسافر مع غيرها، فهو طوال عمره يحلم أن يسافر مع واحدة بعينها ويترك كثيرات، وعندما تتوافر هذه الواحدة يحلم بأن يسافر مع كثيرات، إلا هذه الواحدة بسبب بيسط جداً هو أنها أصبحت زوجته!!
شعلانيات:
* يناقشك كثيراً من يعرف قليلاً!
ويناقشك قليلاً من يعرف كثيراً!
*إذا كمل عقلك نقص كلامك!
*أعرفك من الأشياء التي تضحك عليها، أو من الأشياء التي تبكي عليها!
* لا تخبر سرك لعزيز، فلكل عزيز عزيز!
* سامح، فأنت أيضاً كنت سيئاً يوماً ما!
* قد تتألم على يد أشخاص.. كنت تتمنى أن لا تراهم يتألمون!
* حاسبوا الفعل، ردة الفعل دائماً بريئة!