انضممتُ إلى فريق عمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المملكة العربية السعودية كمسؤولة العلاقات الخارجية عام 2020، حيث يركز عملي على إدارة علاقات المانحين في المملكة، مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية، والصندوق السعودي للتنمية، بالإضافة إلى تنسيق الأنشطة والبرامج مع الشركاء مثل منظمة التعاون الإسلامي.
ويتمثل عمل المفوضية في توفير الأمان وحماية الأشخاص المجبرين على الفرار، والعمل على توفير احتياجاتهم الأساسية، كالمأوى والغذاء والرعاية الصحية والتعليم وسبل كسب العيش. وتعمل المفوضية بالشراكة والتنسيق مع الحكومات ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى والهيئات الإنسانية والتنموية وشركات القطاع الخاص بهدف دعم النازحين قسراً، والمجتمعات التي تستضيفهم.
"تعوّل المفوضية على شراكتها مع حكومة المملكة العربية السعودية، وهيئاتها الإنسانية الحاضرة دوماً لمد يد العون والمساعدة لدعم النازحين قسراً".. بقلم دينا خالد مدني في #مدونات_سيدتي على الرابطhttps://t.co/76efYglANi pic.twitter.com/dML3PdAqtN
— مجلة سيدتي (@sayidatynet) April 17, 2023
وتعوّل المفوضية على شراكتها مع حكومة المملكة العربية السعودية، وهيئاتها الإنسانية الحاضرة دوماً لمد يد العون والمساعدة لدعم النازحين قسراً. فقد تم مؤخراً توقيع اتفاقية بقيمة 6 ملايين دولار أمريكي بين المفوضية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، على هامش انعقاد منتدى الرياض الدولي الإنساني الثالث، تهدف إلى مساعدة اللاجئين والنازحين داخلياً الأكثر ضعفاً في اليمن من خلال توفير الاستشارات القانونية والتوثيق المدني، والرعاية الصحية الأولية والثانوية، وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي. فلا تزال اليمن واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يوجد ما يقرب من 4.5 مليون نازح داخلي، وأكثر من 23.4 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، إضافة إلى نحو 100,000 لاجئ وطالب لجوء من بلدان أخرى.
كما تواصل المملكة تقديم مبادرات تستهدف تقليل حدة الفقر ومكافحة الجوع والأمراض والأوبئة وسوء التغذية ومجابهة التداعيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية والحروب، ومد يد العون لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية إنسانية تنتهجها، وتضع في أولوياتها الاستجابة للاحتياجات الإنسانية للأشخاص الأكثر احتياجاً من دون تمييز بناء على أساس اللغة أو العِرق أو الدين. كما رسخت المملكة دورها المؤثر في مجال دعم ومساعدة النازحين قسراً، الذين تجاوز أعدادهم 103 ملايين شخص وفقاً لآخر التحديثات الصادرة عن المفوضية. نذكر من تلك المبادرات الاستجابة للأزمة الأوكرانية الروسية، حيث قدمت المملكة مساعدات طبية وإغاثية عاجلة بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي للاجئين من أوكرانيا إلى الدول المجاورة.
إجمالاً، قدمت المملكة إسهامات لمفوضية اللاجئين بأكثر من 84 مليون دولار أمريكي عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ إنشاء المركز عام 2015، وبفضل ذلك تمكنت المفوضية من تنفيذ مشاريع مشتركة لدعم اللاجئين والنازحين في مناطق مختلفة حول العالم.
يُضاف إلى ذلك، تقديرنا لجهود الصندوق السعودي للتنمية، فقد بلغت القيمة الإجمالية للتمويل المقدم للمفوضية نحو 78 مليون دولار أمريكي منذ عام 2010، شملت برامج لدعم اللاجئين والنازحين السوريين واللاجئين الأفغان العائدين واللاجئين الروهينغا في مجال تحسين البنية التحتية الخاصة بالطرق والمياه والصرف الصحي والكهرباء والمتطلبات الصحية والتعليمية والمعيشية وإعادة تأهيل المأوى.
ومع دخول الأزمة الإنسانية للاجئي الروهينغا في بنغلاديش عامها السادس، تواصل المفوضية جهودها وتدعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود من أجل تقديم دعم مالي مستدام وإيجاد حلول للاجئين الروهينغا والمجتمعات التي تستضيفهم. تطالب خطة الاستجابة المشتركة لعام 2023 للأزمة الإنسانية للروهينغا، والتي تقودها السلطات البنغلاديشية، بتوفير مبلغ 876 مليون دولار للوصول إلى 1.47 مليون شخص ومساعدتهم.
وفي الختام، لا شك بأن أزمة النزوح القسري تتسبب في معاناة الملايين من الأشخاص والعائلات والنساء والأطفال حول العالم، ونحن نسعى بكل ما أوتينا من قوة لمساعدة العدد الأكبر من هؤلاء الأشخاص وبناء صمودهم وإمدادهم بالأمل بغد أفضل.