قيل عن العلا بأنها أعظم تحفة عرفها الزمن، ليس فقط لجمال طبيعتها وتفاصيلها المنحوتة، فهي تعتبر من أقدم المحافظات في شبة الجزيرة العربية وموطن الحجر،عرفت بأهميتها التاريخية والجيولوجية والجغرافية.كما استمدت هذه المحافظة العريقة أهميتها من وقوعها على مفترق الطرق الواقع في طريق الحرير وطريق البخور، والآن يعيد العالم اكتشاف تلك الأرض التي نقشت فيها الحضارات آثارها.
وتقع مدينة العلا شمال غرب المملكة، وتتبع إدارياً لإمارة منطقة المدينة المنورة، وتعد من أهم الوجهات السياحية في المملكة، حيث يصل عمر الاستيطان البشري فيها إلى نحو 4 آلاف عام.
سبب تسميتها بالعلا
يروى أنها كانت تسمى قديما بديدان، مر بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في السنة السابعة للهجرة في غزوة تبوك، وهي بلد موسى بن نصير الذي أنشأ فيها قلعته الشهيرة. وبعد ذلك سميت بالعلا، بضم العين، ويعود ذلك لأنه كان بها عينان مشهورتان بالماء العذب هما "المعلق" و"تدعل"، وكان على منبع المعلق نخلات شاهقات العلو يطلق عليها العلي.
دخولها في قائمة المواقع الأثرية في اليونسكو
ولأهميتها التاريخية والتراثية، تم تسجيل العلا في قائمة التراث العالمي اليونيسكو، مما جعلها تتأهل لتكون مصدر إشعاع حضاري وجذب سياحي متميز على مستوى العالم.
جغرافية العلا
يحيط بمدينة العلا جبلان كبيران، وبينهما وادٍ خصب التربة، يزرع فيه النخيل والفواكه. وتبعد عن المدينة المنورة نحو 450 كيلومترًا، وهي من أكبر وأهم المناطق الحضارية القديمة، كونها تقع على الطريق الرئيسي للتجارة لشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام ومصر والعراق.
وتبلغ مساحة محافظة العلا 29.261 كيلومتر مربع، ويتبع لمحافظة العلا 14 مركزًا هي "الهجر الثلاث، وأبو راكة، ومغيرا، والحجر، والسليلة، والأبرق، وفضلا، والعذيب، وشلال، والبريكة، والنشيفة، والفارعة، والنجيل، والورد".
ويمتاز موقع المحافظة بتباين عناصره الطبيعية، مما يعد من أهم عوامل التنوع في الأنشطة الاقتصادية، حيث توجد الموارد الزراعية بالعلا ومغيرا والجديدة، بينما المناطق السياحية الواعدة توجد في جبل شرعان، أما الثروات المعدنية فتظهر في حرة عويرض وجنوب مغيرا، وثروة الآثار بالبريكة والحجر وفضلا والخشيبة والقليعة، كما تتمتع المحافظة بغطاء نباتي وحيواني وبري، وتوجد مواقع مثل جبل دخان وجبل نهر وحرة عويرض، يمكن الاستفادة منها في السياحة البيئية.
أهل العلا
اشتهرأهل العلا في الماضي بالصناعات اليدوية المشتقة من النخلة، فصنعوا منها المكتل والقفة والنفية والمجلاد والخصفة والمهفة، بالإضافة إلى الصناعات الخشبية وصناعة الجلود والصناعات الحجرية، والرحى والمسن والمهراس.