كلِّ إنسان تختلف أوقات الدِّراسة الأفضل عنده عن غيره، ويعود ذلك إلى الوسط والظُّروف التي يعيش فيها الفرد، فالدَّارس هو الوحيد الذي يَستطيع أن يحدِّد الوقت الذي يلائمه ليدرس فيه؛ فالبعض يرون فترة الصباح الباكر هي أفضل الأوقات له، والبعض يجدون نشاطهم في فترة العصر، ونجد أنّ أشخاصاً آخرين يحبّون الدِّراسة في فترة المغرب، ويجدون أنَّ استفادتهم فيها، فتحديد الوقت المناسب إذن يعود على الشَّخص نفسه، ووفقاً للدكتورة إبتهاج طلبة الخبيرة التربوية لسيدتي يجب ألا تتجاوز الدِّراسة أربع ساعات: يجب العلم أن الدِّراسة الصحيحة ليست تلك التي تستغرق ساعاتٍ طويلةٍ، ولكن الدِّراسة المفيدة هي التي نحصل فيها على أكبر كم من الفائدة، فقد تستغرق وقتاً قصيراً، ولكنَّ الدَّارس قد يبذل قصارى جهده في هذا الوقت للحصول على الفائدة.
*ترتيب الأولويات:
يجب على كلّ شخص أن يحدد أولويات حياته، وأن يعرف الوقت المناسب لأدائها، ويلتزم بذلك الوقت ولا يغيره إلا لحدوث أسباب قد تجبره على ذلك، ومن تلك الأولويات الدِّراسة، التي يجب تحديد ساعاتٍ لها والالتزام بها حتى لا يضيَّع الشَّخص على نفسه الوقت المناسب لدراسته على أمورٍ قد تكون أقلّ أهميَّة.
وتشير الدكتورة ابتهاج إلى أن المذاكرة صباحاً تعتبر، وبالتحديد بعد الفجر مباشرة وحتى العاشرة في فترة الظهيرة، من أفضل أوقات المذاكرة والاستذكار، فإن المذاكرة لمدة ساعة واحدة فقط في هذا الوقت مقارنة بالأوقات الأخرى تعادل ثلاث أو أربع ساعات؛ لأن الهرمونات المسؤولة عن التركيز يتم إفرازها في هذا الوقت بشكل أفضل.
ينصح الخبراء بالاستفادة من الساعات الأولى بعد الاستيقاظ من النوم، فعند هذه الفترة تكون الذاكرة قصيرة المدى ومؤهلة لاستقبال وحفظ الدروس والمعلومات الجديدة أكثر من أي وقت آخر.
ويرتفع مستوى الهرمونات المنشطة بعد الساعة الرابعة عصراً، ويصل هذا الهرمون إلى أقصى درجة عند الساعة السادسة تقريباً، لذلك يُنصح بالمذاكرة في هذا الوقت، وقبل بداية إفراز هرمون “الميلاتونين”، المسئول عن النوم.
*أوقات استذكار المواد بعد المحاضرة
فتوجد أيام معينة لمذاكرة كل مادة دراسية، مثلما توجد أوقات بعينها للاستذكار، كقاعدة عامة، فإنه من الأفضل أن تكون أيام استذكار أي مادة قريبة زمنياً مع الوقت المخصص للدرس أو المحاضرة، وتكون أولاً بأول حتى لا تتراكم عليك الكثير من الموضوعات في مادة ما بسبب انشغالك بالمواد الأخرى.
يعدّ الوقت الأكثر إنتاجيّة للطالب هو الوقت الذي يستطيع فيه تحقيق أكبر قدر من الطاقة للدراسة، بمعنى لا يمكن تحديد وقت ما للمذاكرة والحفظ، فبعض الطلاب يدرسون في الصباح؛ لأنّهم يستيقظون ولديهم الكثير من الطاقة، وقدرة على الحفظ والتركيز في الدراسة، وطلاب آخرون يفضّلون الدراسة أثناء الليل؛ إذ تكون طاقتهم على الدراسة أكبر في هذا الوقت، بحيث يلاحظون مدى الاستفادة والإنجاز.