تعدّ المرحلة الثانوية مهمّة في حياة الطالب، إذ يفكّر الأخير خلالها في التخصص الجامعي، والمجال المهني الذي سيعمل فيه بعد ذلك، إلا أن نسبة كبيرة من الطلاب تنتقل من مجال أكاديمي إلى آخر أثناء الدراسة الجامعيّة، ونسبة أخرى لا يُستهان بها لا تعمل لاحقًا في الاختصاص الذي سبق أن نالت شهادة جامعيّة فيه. من هنا، جاءت فكرة "سنة الاستراحة" أو gap year؛ فما هي تأثيراتها في اختيار التخصّص الجامعي، والوظيفة المستقبليّة؟
"سنة الاستراحة" مسؤولة عن صقل المهارات
يتحدّث الاختصاصي في التطوير المهني خالد جوهرجي لـ"سيدتي. نت" عن مفهوم "سنة الاستراحة" أو gap year فيقول إن "السنة المذكورة تقع بين المرحلتين الثانويّة والجامعيّة؛ حيث يقوم الشبان والشابات، لا سيّما في الولايات المتحدة، خلالها، بخوض مجموعة من التجارب الحياتيّة، كالسفر بتكلفة منخفضة فالعمل في المدينة المزارة في أعمال بسيطة من أجل كسب قوت اليوم أو في أعمال تطوّعية، مثل: بناء البيوت وحفر الآبار، الأمر الذي يمكّن الشباب والشابات من عيش تجارب ثقافية مختلفة، وتعلم العديد من المهارات والحرف، ما يؤثّر إيجابًا في خياراتهم المهنيّة مستقبلًا".
من جهة ثانية، يستطرد جوهرجي، فيسلّط الضوء على بعض الأمثلة الناجحة في السعودية، حيث يصمّم بعض الطلاب على نيل درجات عالية في الثانوية، بالإضافة الى القراءة المكثفة وحضور الندوات والدورات، ليصلوا إلى اختيار التخصص الجامعي بشكل دقيق، فالمسار المهني"، مضيفًا أن "هناك افتقار إلى التوسّع في هذه التجارب لتشتمل على السفر والتطوّع خارج حدود المملكة، وذلك في أعمال البناء والتشييد وتعليم اللغة العربيّة أو الإنجليزيّة للآخرين...".
شروط نجاح تجربة "سنة الاستراحة"
حسب جوهرجي، يقضي نجاح "سنة الاستراحة" لقطف ثمارها في المسار المهني، بـ:
1. وضع خطّة أو بوصلة توضّح أهداف السنة، وعدد التجارب المستهدفة.
2. تلقّي الدعم من الأهل والأصدقاء.
3. الرغبة الملحّة في عيش تجارب تخرج المرء من "منطقة الراحة" أو ما يسمى بـ Comfort zone.
المسار الوظيفي
كانت دراسة أميركيّة تناولت شبّانًا وشابات عاشوا "سنة الاستراحة"، خلصت إلى أن 85% من أفراد الفئة المستطلعة ذكروا أن "سنة الاستراحة" زوّدتهم بمهارات ومعارف ساهمت إيجابًا في حياتهم المهنية، وأن 73% من أفراد الفئة المستطلعة أفادوا بأن "سنة الاستراحة" سمحت لهم بتوسيع دائرة علاقاتهم واتصالاتهم، وبأن السنة المذكورة كانت أحد الأسباب المسؤولة عن الرضا الوظيفي في وقت لاحق. تتفق دراسة بريطانية منفصلة مع خلاصات الدراسة الأميركيّة، فقد وجدت الدراسة الثانية، ومقرها المملكة المتحدة، أن 80% من أفراد الفئة المستطلعة، الأفراد الذين عاشوا "سنة الاستراحة"، تمكنوا من اكتساب مهارات القيادة واتخاذ القرار، والمرونة والتأقلم مع المتغيّرات، بالإضافة إلى التحليل والتفسير.
تابعوا المزيد: صفات الموظفين النشيطين في ميادين العمل المختلفة
ذكرت شركة Gooverseas الأميركية، التي تُعنى ببرامج الدراسة والتدريب والتوظيف، من ناحيتها، أن الشابات والشبّان في المرحلة التالية للدراسة الثانوية يحلمون بأداء العديد من الأدوار. تسمح لهم "السنة الاستراحة" في التعرف إذا كانت تلك الأحلام قابلة للتحقق على أرض الواقع، ما يضعهم على سلم النجاح. ولفتت الشركة الأميركيّة إلى أن حظوظ الأفراد الذين يعيشون "سنة الاستراحة" ترتفع في نيل الوظائف، مقارنة بالمرشحين الآخرين، إذ يعتقد أصحاب العمل أن المتقدمين للوظائف، والذين يتمتعون بخبرات جرّاء السنة المذكورة، يكونون مستعدين بشكل أفضل للحياة في مكان العمل.
تابعوا المزيد: ما هو النموذج المثالي للسيرة الذاتية؟
يتفق نائب الرئيس الإقليمي في Export Development Canada مارفن هوغ في الرأي مع الشركة الأميركيّة، في هذا الجانب.
تابعوا المزيد: عوامل النجاح في الحياة الوظيفية
