يقصد ملايين السائحين جزيرة "تينيريفي" في كلّ عام، طمعاً في العوم، مهما كان الوقت من العام، إذ يُعرف مناخ هذه الوجهة الإسبانيّة بأنّه "مقبول"، مع حرارة تبلغ 22 درجة مئوية في المتوسّط، و3 آلاف ساعة من أشعّة الشمس في العام. الأماكن السياحية العديدة، بدورها، هي مصدر جذب، فهي تدور حول البحر أساساً، بالإضافة إلى النشاطات في الجبال. تمتدّ "تينيريفي" على مساحة تربو عن ألفي كيلومتر مربع، وتعدّ الأكثر كبراً في جزر الكناري الإسبانيّة، والأكثر كثافةً سكّانيّةً، حيث يقرب عدد السكّان من المليون نسمة. وتتخذ "تينيريفي" من "سانتا كروز دي تينيريفي" عاصمة لها، وترتبط بدول العالم عبر مطار "لوس روديوس" في الشمال الشرقي، مع الإشارة إلى أن معظم الرحلات الجويّة المنطلقة من المدن الإسبانيّة الداخليّة تحطّ على مدرّجات المطار المذكور، ومطار "رينا صوفيا" في الجنوب.
الإقامة في الجزيرة
يختار السائحون عادةً أماكن الإقامة في الجزيرة، سواء في شمالها أو في جنوبها، وفق النشاطات المرغوبة، مع الإشارة إلى الآتي:
- Costa Adeje هو المستقرّ في تينيريفي، بخاصّة للأشخاص الذين يزورون الجزيرة للمرّة الأولى؛ ففي الساحل الجنوبي الغربي لـ"تينيريفي"، تحلو الإطلالات الخلّابة على الجبل المسمّى "تايدي"، كما تتعدّد الشواطئ ذات المياه الفيروزيّة والمطاعم والمقاهي.
- Los Gigantes، بدورها، عبارة عن قرية صيد قديمة تقع على الساحل الغربي للجزيرة، وتبعد 25 دقيقة بوساطة السيارة من Costa Adeje. هذه البقعة مرغوبة من السائحين التواقين إلى الاختلاط بالمحليين. تتضمّن مسبحين، وتستضيف أيّام الآحاد سوقاً شعبيّةً تعرض أكشاكها التذكارات والسلع المختلفة والطعام...
- "بلايا دي لاس أميريكاس" تجاور Costa Adeje، وهي سياحيّة بامتياز، إذ تضمّ شواطئ جميلة ومناسبة لأداء رياضة ركوب الأمواج وأماكن السهر والمطاعم والمقاهي ومراكز التسوّق.
- "لوس كريستيانوس" مناسبة للسياحة العائليّة بجنوبي الجزيرة، فمنتجعاتها ذات المرافق الرائعة تستقطب هذه الفئة من المسافرين، الذي يقضون وقتاً مميّزاً على الشواطئ ذات الرمال الذهبيّة وفي المطاعم والمقاهي، كما في الحدائق المائية وحديقة الحيوان.
- "بويرتو دي لا كروز"، من ناحيتها، تمثّل الجانب الأخضر الجميل من "تينيريفي"، وتقع شمالي الجزيرة، على بعد نحو ساعة بوساطة السيارة منCosta Adeje. هي تعرف هطول الأمطار بمعدّلات أكبر، بالمقارنة مع الأجزاء الأخرى من الجزيرة، وتضمّ حدائق نباتية جميلة وشواطئ رمليّة سود تميّز "تينيريفي"، بالإضافة إلى مدينة قديمة تحضن صروحاً هندسيّة لافتة وكنائس. الجدير بالذكر أن عشّاق الرفاهيّة يزورون هذا الجزء من الجزيرة للإقامة، حيث تتعدّد المنتجعات الفاخرة بجوار الشواطئ.
كرنفال سنوي
تعرف تينيريفي بكرنفالها السنوي الذي ينظّم في فبراير من كل عام في العاصمة "سانتا كروز دي تينيريفي"، ويشابه كرنفال ريو دي جانيرو البرازيلي، لناحية الاستعراضات التي تمتدّ حتى ساعات الصباح الأولى، والمواكب الراجلة والسيّارة، والأزياء، بالإضافة إلى استضافة الفرق الموسيقيّة التي تدخل النغم والمرح إلى أيّامه الطويلة.
أماكن سياحيّة لا تفوّت
مهما كان مقرّ الإقامة في "تينيريفي"، التي تشابه غالبيّة الصور الملتقطة فيها البطاقات البريديّة، الأماكن السياحيّة الآتية، لا تفوّت:
- البركان: Pico de Teide عبارة عن بركان نشط حسب المراجع الرسميّة، على الرغم من أنّه لم يندلع منذ عام 1909، وأحد أكبر ثلاثة براكين في العالم؛ يتوسّط هذا العنوان السياحي الجزيرة، ويرتفع لـ 3718 متراً، فلا تخطئة عين السائح، أينما وقف في الجزيرة. في النقطة المتاحة زيارتها، والأكثر قرباً من قمّة البركان، وتحديداً على علوّ يبلغ نحو 183 متراً، تحلو الإطلالات على الجزيرة، بخاصّة في المناخ الصافي. الجدير بالذكر أن بلوغ النقطة المذكورة يتحقّق عن طريق "التلفريك" أو تسلّقاً للسائحين الذين يتمتعون باللياقة البدنيّة. في محيط البركان، هناك متنزّه وطني محمي يحتوي على مجموعة من التكوينات الصخرية الجديرة بالتصوير، لغرابة أشكالها، وعلى مسارات التنزه.
- "الأهرامات": هي عبارة عن مجموعة من ستّة أهرامات تدعى "غويمار"، بعد أن كانت تسعة، فتدمّرت ثلاثة منها على مدار الزمن. تحتلّ "الأهرامات" المكوّنة من الصخور البركانية مجمّعاً مترامي الأطراف، بجنوب شرقي الجزيرة. يعتقد أن هذه "الرائعة" ترجع إلى مدينة أطلنطا الغارقة.
- المنارة: تتعدّد المنارات المنتشرة حول ساحل الجزيرة، لكن تبدو "بونتا دي تينو" مميّزة بينها، بخاصّة أن صورتها تتكرّر على وسائل التواصل. تقع المنارة المذكورة غربيّ تينيريفي، وتحديداً على نتوء بركاني صغير، مع الإشارة إلى صعوبة الطريق المؤدي إلى هذه النقطة، وإلى أهمّية الحصور على تصريح للزيارة.
- "لورو بارك": يقع هذا المتنزّه شمالي "تينيريفي"، وتحديداً في "بويرتو دي لا كروز"، ويقدّم عروضاً من بطولة الحيوانات، كالأسود أو الببغاوات أو البطاريق... في المكان، شجرة عملاقة؛ مع صعودها، تتكشّف للسائح أنواع طيور بالجملة. أمّا للمهتمّين بالثروة النباتيّة، فهناك مكان خاصّ بشتلات "الأوركايد" أو السحلبيّة المختلفة، بالإضافة إلى النباتات المحلّية الأخرى.
- "ماسكا": تسمح زيارة قرية "ماسكا" بالمتعة بمناظر طبيعة "تينيريفي" الخلّابة؛ تقع القرية في الطرف الشمالي الغربي من الجزيرة، وهي جزء من جبال تينو.
5 نشاطات بين أعماق تينيريفي وبرّها
- الرحلة في الغوّاصة (سبمارين سفاري) السياحيّة الصفراء الزاهية في ميناء "لاس غاليتاس" لا تفوّت، فهي تمتدّ على ساعة واحدة، وتسمح بدخول أعماق البحر، حتّى ثلاثين متراً. الجدير بالذكر أن الغوّاصة المتطوّرة تتضمّن 22 فتحة؛ هذه الأخيرة تسمح بمعاينة أسماك الراي اللساعة الضخمة والأسماك البحريّة الملوّنة التي تتغذّى حول قارب صيد غارق أو جدار المرفأ.
- هناك مجموعة من الرحلات التي تنطلق من موانئ "لوس كريستيانوس" و"بويرتو كولون" و"لاس غاليتاس"، لمراقبة الحيتان والدلافين والسلالات الأخرى التي شوهدت تمرّ عبر مياه الجزيرة.
- صحيح أن تينيريفي معروفة بأنّها وجهة شاطئيّة، إلّا أن التنزّه في غابات الصنوبر، كما في Chio أو Las Lajas، تسمح بتنشّق الهواء النقي، في الارتفاعات، والحظي بوجبة مشويّة.
- تحضن قاعة Adan Martin Tenerife Auditorium ذات الهندسة المعمارية الجذّابة نشاطات أوركسترا تينيريفي السمفونيّة، وتقدّم الحفلات المتعلّقة، بالإضافة إلى عروض الموسيقى الشعبيّة والأوبراليّة و"الروك". يضع بعض السائحين زيارة هذه القاعة، برفقة مرشد، على برنامجهم في تينيريفي.
- هواة الغوص يقصدون وسط شمال جزيرة لمعاينة حطام سفينة Tabaiba، حيث تنشط الثروة السمكيّة.
تجربة سائح
سالم خليفة الكتبي (33 سنة) خبير في تحليل الحمض النووي للتطبيقات الجنائيّة في شرطة دبي، كان سافر إلى جزيرة تينيريفي في عام 2019. عن الوجهة، يقول الكتبي لـ"سيدتي" إنّها "سهلة البلوغ، انطلاقاً من المدن الإسبانيّة الكبيرة، مثل: العاصمة مدريد، أو برشلونة عن طريق الطيران الجوي الداخلي".
يصف المسافر الوجهة بأنها "خلّابة" لناحية طبيعتها، و"معتدلة" لناحية المناخ، مهما كان الفصل، و"مقصودة" من محبّي النشاطات البحريّة، والبريّة، لا سيّما المشي لمسافات طويلة (الهايكنغ). ويتحدّث عن شاطئ "تيجيتا"، أحد أكبر الشواطئ الطبيعيّة في الجزيرة، فيقول إن "هذا العنوان السياحي لا يفوّت، ويتميز برمالة الذهبية" ويقرب من معلم سياحي آخر هو الجبل الأحمر"، مضيفاً أن "الجبل هو بركان خامد تحوّل إلى ملاذ لممارسي رياضة المشي لمسافات طويلة ومحبي الطبيعة".
وعن العاصمة "سانتا كروز"، يقول إنّها "تلبّي رغبات محبي التسوق والمنتجعات السياحيّة". ويدعو القرّاء الراغبين في زيارة عاصمة تينيريفي، بعدم تفويت المرور بقاعة Tenerife Adán Martín التي صممها المهندس المعماري سانتياغو كالاترافا، فهذا البناء هو رمز للعاصمة.
زيارة جزر الكناري
حسب المسافر @1SK1Alketbi لا مناصّ من استئجار سيّارة للتنقّل بين الوجهات السياحيّة الكثيرة، في طول الوجهة وعرضها، لأن شبكة المواصلات غير متطوّرة وقاصرة في بعض الأماكن في الربط بين العناوين، وقصد الوجهة في الصيف لتوفير المال، لأنّها في الشتاء مرغوبة كثيراً، والجمع في الزيارة بين تينيريفي وجرز الكناري الأخرى، لا سيّما "غران كاناريا"، لقرب المسافات، من خلال العباراة التي تصل جزر الكناري عموماً مع بعضها البعض.