على الرغم من أن بعض العروض بالفضائيات تعليمية، والبعض الآخر كرتونية، أو تضم ألعاباً مسلية تجذب الأطفال، فقد يكون من غير المناسب للأطفال ما قبل المدرسة من1-5 سنوات، أن يلتصقوا بالشاشة حتى وفي وقت اللعب الطبيعي، وهناك البعض الذين يظهرون إقبالاً غير صحي في اهتمامهم بمتابعة المشاهدة على شاشات النت أو الآيباد أو... وإذا مُنعوا من المشاهدة تحدث نوبات غضب وبكاء وتشنج من جانبهم.
"سيدتي وطفلك" تستعرض من خلال السطور التالية الآثار الجانبية السلبية لمشاهدة تلك الأجهزة الإليكترونية على الأطفال الصغار تحديداً، والساعات الطويلة التي يجلسون معها وأمامها، والتي أصبحت أشبه بالبديل لجليسة الأطفال التي يرتاح الآباء والطفل بصحبتها. وفقاً لما تشرحه الدكتورة ألفت تهامي الأستاذة برياض الأطفال.
هل الفضائيات دائماً سيئة لطفلك؟
- إن الأطفال الصغار الذين يشاهدون التلفاز في سن ما قبل المدرسة معرضون بشكل أكبر لخطر التحديات والسلوكيات التنموية، مقارنة بالأطفال الصغار الذين لا يشاهدون التلفاز والفضائيات.
- يمكن أن تظهر بعض العواقب الوخيمة عند مشاهدة التلفزيون في السن المبكر، وبوضوح عندما يبلغ الطفل سن العاشرة، من المحتمل أن يتجاهل المدرسة ويأكل بشكل غير صحي ويصبح سميناً.
- ولقد أكد الباحثون أن مشاهدة التلفزيون أمر ضار، خاصة في السن المبكر جداً، أو للطفل الذي لم ينته من الثالثة من عمره بعد، وهي مرحلة ما قبل المدرسة.
- وإن كان البعض يعتقد أن الفضائيات يمكن أن يكون لها بعض التأثيرات الجيدة أيضاً.
مخاطر مشاهدة الفضائيات للأطفال الصغار
- وفقاً لأحدث الأبحاث؛ فإن مشاهدة الفضائيات لفترات طويلة؛ تؤدي إلى تغيير بنية دماغ الطفل بشكل دائم؛ حيث سيكون لديه كمية أكبر من المادة الرمادية، والتي تقع في الجزء الأمامي من الفص الأمامي لطفلك. وهذه الحالة تعني أن طفلك قد يواجه صعوبة في الذكاء اللفظي.
- مشاهدة أو متابعة الطفل للكثير من المحتوى التعليمي، لا يعني أن وتيرة المعرفة التي يحصل عليها ستختلف أو تزيد، ما يعني أن متابعات ومشاهدات طفلك قد يكون لها تأثير ضار على وظائفه الإدراكية. والحقيقة العلمية المثبتة أنه لا توجد فوائد تعليمية حقيقية للأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن عامين.
- كل ما يشاهده الطفل على التلفزيون أو الفضائيات مبرمج مسبقاً، وقد لا يرتبط دائماً بالقدرات المعرفية لطفلك. إنما المشاهدة لفترات طويلة لشاشة الفضائيات تمد طفلك بصورة مشوهة للغاية للعالم الحقيقي، وقد يواجه أيضاً مشاكل تتعلق بالأشخاص الحقيقيين؛ وذلك إذا اعتاد مشاهدة الشخصيات الافتراضية في سن مبكر.
تعرّفي إلى المزيد: علاج الاحتقان عند الأطفال
الشاشة تستغرق وقتاً ثميناً من طفلك
- إن التعود على مشاهدة التلفزيون يعني أن طفلك يفقد الكثير من الوقت الحقيقي الذي يمكنه استخدامه في المواقف الحقيقية، عكس تواجد الطفل حول أشخاص حقيقيين مثلاً، أو وسط مواقف حقيقية واقعية، ما يدفع على تطوير وظائف الدماغ المختلفة. مثل: عندما يلعب طفلك مع أطفال آخرين في سنه، ويرى أشياء حقيقية، منها سيتعلم أكثر بكثير مما سيتعلمه من مشاهداته غير الواقعية.
- عندما يستمر طفلك أمام الشاشات باستمرار، يمكن أن يخدر قدراته على التفكير وأكثر من ذلك. قد تعلم بعض البرامج طفلك شيئاً ما، لكنها قد تثنيه عن اتخاذ أي مبادرة بنفسه، نظراً لأن البرامج تأتي بأفكار وأنشطة مبرمجة مسبقاً، ما يمنع الطفل من أخذ زمام المبادرة والتفكير.
- الوقت الذي يقضيه طفلك في مشاهدة الفضائيات الملونة الجذابة هو الوقت نفسه الذي يقضيه في القراءة... رغم توصية العلماء بالقراءة للأطفال الصغار من وقت مبكر بقدر ما يمكنهم حمل كتاب، ما يساعد الطفل على الأداء بشكل أفضل بمجرد وصوله إلى المدرسة.
- القراءة أيضاً تساعد على شحذ المهارات الإدراكية والحركية المتنوعة للطفل، وتشجعه على قضاء وقت ممتع، وشحذ الخيال وتحسين الذاكرة.
المشاهدة الطويلة تفقد الانتباه والتركيز
- كما يحذر معظم خبراء الكلام واللغة من أن التعرض للكثير من ضجيج وصخب الفضائيات في المنزل، يمكن أن يعيق قدرة الطفل على التحدث، إذا تعرض طفلك دائماً لضوضاء الخلفية للفضائيات، فسيواجه صعوبة في الاستماع إلى الأصوات والكلمات الأخرى.
- وإذا اعتاد طفلك على مشاهدة البرامج التعليمية على الجهاز، فقد يتعارض ذلك مع الطريقة التي يتعلم بها من معلم حقيقي.
- العروض التي يشاهدها الطفل سريعة الإيقاع ومليئة بالرسوم المتحركة، ما يجعله يفقد الانتباه، ويجد صعوبة في التركيز على تقنيات التدريس العادية في الفصل. وقد يصعب أيضاً على الطفل الانتباه إلى التفريق بينها وبين الدراسة أو التعلم في المنزل.
الفضائيات ليست جليسة للطفل
- وعلى الرغم من أنك تنظمين ما يشاهده طفلك الصغير، لكن هناك دائماً عرض الإعلانات التجارية أو المحتوى غير المناسب للعمر بين العروض.
- لن تتوافق البرامج التلفزيونية دائماً مع الحساسيات أو القيم التي قد ترغبين في أن يتعلمها طفلك، على سبيل المثال، قد لا ترغبين في أن يأكل طفلك الأطعمة المعلبة ولكن البرامج أو الإعلانات التجارية قد تشجع على ذلك.
- سيبدأ الأطفال الصغار الذين يشاهدون الكثير من البرامج والألعاب، في مواجهة مشاكل الوزن منذ سن مبكر، وفي معظم الحالات قد يتضح أن طفلك يعاني من زيادة الوزن، وحتى السمنة.
- كما ستلغي مشاهدة الفضائيات وقت اللعب عند طفلك، وتقلل من وقت ممارسة الرياضة أو النشاط البدني.
النتيجة: ارتفاع ضغط دم الطفل وزيادة الوزن
- تعرض الطفل الصغير -ما قبل المدرسة- لمشاهدة الفضائيات بأي وسيلة كانت، قد يؤدي ذلك إلى الإضرار بضغط دمه عن طريق زيادة مستوياته.
- وفقاً لدراسة، فإن مشاهدة الفضائيات والأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة بين سن 2 إلى 10 سنوات، يمكن أن يعرض الطفل لخطر الإصابة بضغط الدم بنسبة 30٪ إلى جانب النشاط البدني الأقل، يمكن أن يزيد عامل الخطر بنسبة 50٪.
- والخطأ الأكبر أن معظم الآباء يستخدمون هذه الأجهزة كجليسة أطفال، حتى لو كان برنامجاً تعليمياً، والأفضل التعامل مع الطفل على مستوى شخصي أكثر.
- من السهل جعل طفلك يجلس أمام الشاشات، ويقضي الوقت الطويل معها، ولكنها ستخلق مشاكل تستمر مدى الحياة، أشركي طفلك في أنشطة حقيقية وقومي باللعب معه.
تعرّفي إلى المزيد: ابتسامة طفلك تطمئنك على صحته النفسية ونموه