كيف نفسّر واقع الأمهات العربيات اليوم بعيداً عن الاحتفال بالصورة النمطية؟ سؤال وجيه توجّه به موقع "سيدتي نت" لعدد من الأمهات العربيات اللواتي جاءت إجاباتهن منوّعة وركزن على الدور المثالي والقائد الذي تقوم به كل أم أينما كانت.
تشير كاتبة الأطفال نورا خوري الى أنه "لا يخفى على أي شخص مطّلع ما تمرّ به البشرية في الظروف القاسية التي يعيشها العالَم في بعض بقاعه الآن. أرى أن نعزّز في الأمهات، والنساء عامة، مكانة الأمومة سواء كانت المرأة والِدة أم مارست الأمومة بحكم قرابتها ورعايتها لأطفال آخرين... لنبعث الأمل في نفوسهنّ ونكتب فيهنّ أدباً راقياً يضيء للقارئ جوانب الأمومة بكل تجلّياتها".
تعتبر الدكتورة سلوى الامين (رئيسة ديوان أهل القلم) "أنه في مارس من كل عام نحتفل بيوم المرأة العالمي وبعيد الأمهات، فندعو للمرأة الأم والفاعلة في مجتمعها بدوام العافية التي تؤهلها كي تعطي وتستمر. وننسى أن في عالمنا العربي ما زالت المرأة، بالرغم من تقدّم الدول وتطوّرها تعاني الأمرّين من نظرة الرجل لها بأنها العضو الضعيف الذي علينا الانتباه لرعايته وصونه من عاديات الدهر المتخم بالمطبات والسدود، متناسين أن المرأة خلقت ولها كامل الحقوق في الأسرة والمجتمع والحياة بكل تشعّباتها وفصولها المتنوعة. فالمرأة قادرة على أن تكون في مواقع القرار، وقادرة أن تكون ناجحة في جميع الميادين التي تتبوأها، لأن عقلها يوازي عقل الرجل في خاصية التعلّم وإدراك الأعمال المنتجة كالرجل تماماً، لذا لا يجوز فرض سيطرة الرجل عليها ومنعها من ممارسة حقها في التعلم والعمل المنتج الفعّال، لأننا بذلك نكون قد عطّلنا قدرات نصف المجتمع .
أما الصورة النمطية التي وضعت المرأة في إطارها فهي تعود إلى التفكير المتخلّف الذي يحرم على المرأة الخوض في المجالات المجتمعية والحياتية كعضو فعّال كما الرجل، لأن مشاركة المرأة في الحقوق والواجبات كفلتها الدساتير الوضعية، ولم تفرّق بين الجنسين، لهذا علينا التخلي عن صورة المرأة التي تمارس عملها كأم وسيدة منزل فقط، فهي قادرة أن تمنح وطنها بمؤهلاتها العلمية ما يساعد في نهضته وتطوّره إلى جانب حرصها على كيان الأسرة من التضعضع والانهيار، والوصول به إلى أعلى درجات التقدّم والتطّور والإرتقاء".
تابعي المزيد: هيفاء جمل الليل.. مؤسسة أول جامعة للبنات في المملكة
تقول سيدة الأعمال هالة شقير إن "الأم هي أساس المجتمع واستمرارية الحياة، هي الإنسان الذي يعطي الحياة بحدّ ذاتها، ولولا وجودها لا استمرارية للإنسانية فكيف نفسّر واقع الأم العربية؟ الام العربية منذ عصور قديمة تدافع عن حقوقها، هي التي ربّت أجيال وصنعت رجال، هل هي بحاجة لمن يدافع عن حقوقها ويطالب بها؟ هي التي كانت ولا تزال تقوم بهذا الأمر. هي صاحبة شخصية قوية، لها كيانها الخاص وتعتزّ بثقتها بنفسها وتعطي الحق لكل من يحيط بها سواء في منزلها أو في عملها أو مجتمعها...
هي أقوى كيان في المجتمع بل هي أساسه، تربّي أولادها وتجعلهم يتخطون مصاعب الحياة. بينما الأم التي تعاني وتشكو من أي ظلم أو تعيش معاناة اجتماعية فهذا الأمر يعود لها شخصياً لأنها لا تعرف كيف تحصل على حقوقها.
حتى تكون الأم قوية وقادرة على المواجهة يجب أن تتسلّح بسلاح العلم ومن ثم تخوض مجال العمل لتحقيق المردود المالي وتشعر بالاستقلالية لتقوية ثقتها بنفسها وتبني شخصيتها".
تابعي المزيد: نوارة العرفج من أوائل طبيبات التجميل السعوديات
تشير الكاتبة مريم شمص في حديثها الى أن "الأمومة قد تكون في الكثير من الأحيان رحلة شاقّة بسبب الصعوبات والتحديات التي تعاني منها المرأة في بعض المجتمعات.. وعيد الأم ليس فقط مناسبة للاحتفال بالأم وإظهار مشاعر التقدير والتكريم لها، بل يجب أن يكون مناسبة لتسليط الضوء على بعض المشاكل التي تعاني منها الكثير من الأمهات على مختلف الأصعدة.. في لبنان مثلاً، وفي ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة في المدة الأخيرة، تعاني الكثير من الأمهات من ضغوطات قاسية على المستوى الاقتصادي في ظل الارتفاع الفاحش في أسعار السلع وأهمها حليب الأطفال ومستلزمات الرّضّع و بعض الأدوية الأساسية على سبيل المثال.. عدا عن المعاناة المستمرة لشريحة كبيرة من الأمهات بسبب القوانين المتبعة في بعض المجالات، كحرمان الأم عند الطلاق من حضانة أطفالها في سنّ مبكرة، وكذلك عدم منحها الحق في منح جنسيتها لأولادها من زوج أجنبيّ.. ولا يغيب عن بالنا التحدّيات اليومية الكبرى التي تواجهها الأمّهات العاملات بين ضغوط المهنة وواجباتهن المنزلية في غياب الدعم اللازم من محيطها لوجستياً ومعنوياً في كثير من الأحيان وبالأخص في هذه الأيام الصعبة. وتجدر الإشارة الى تزايد الضغوطات النفسية والماديّة على الأمهات بشكلٍ هائلِ في السنتين الأخيرتين بسبب ما أدّت إليه جائحة كورونا من تغيّر دراماتيكيّ في أسلوب الحياة كإقفال المدارس وبقاء الأطفال في المنازل فترة طويلة ما نتج عنه أعباء جديدة على عاتق الأمهات إن لجهة اضطرارهن لتعويض التراجع في المستوى الأكاديمي لأطفالهن، أو لمحاولة إصلاح الأضرار النفسية والاجتماعية الناجمة عن المكوث في المنزل لساعات طويلة دون تفاعل اجتماعي، أو للسعي لإعادة الوضع في حياة الأولاد الى الروتين المعتاد لما قبل الجائحة وتداعياتها مع صعوبة ذلك بالموازاة مع كلّ الأعباء الملقاة على عاتق الأم.. ورغم ذلك، صحيح أن الأمومة في أيامنا هذه أصبحت بالفعل أكثر صعوبة وإرهاقاً في ظل التحدّيات الكبيرة التي تواجهها المرأة بشكل عام والأم بشكل خاص في مجتمعاتنا، لكنها تبقى المرحلة الأجمل والتجربة الأروع والسعادة الأعمق في حياة أي امرأة".
تؤكد مصممة الأزياء أمل أزهري الى أنه "يأتي يوم الأم هذا العام في ظل ضمور وانحسار لقضايا المرأة في العالم العربي فيما عدا بعض المبادرات المدعومة حكومياً في بعض الدول العربية والتي تبقى دون المرتجى والتي لا تسهم في خلق لوبي عربي يؤدي في نهاية المطاف الى اعادة الإعتبار الى القيمة التي تمثّلها المرأة العربية في الوطن العربي. ما يمكن قوله هو أن الجمعيات المعنية بالعدالة الجندرية يجب أن تتضافر جهودها وأن تتوحّد ليكون صوتها مسموعاً خصوصاً دفاعاً عن الأمهات العربيات اللواتي يُعرفن بوفائهن و تضحياتهن. هؤلاء النسوة اللواتي يهزنّ بيسارهنّ أسّرة اولادهنّ ما زلنَ بحاجة أن تدعم يمينهُنّ ليهتزّ العالم بابداعاتهن ومواهبهن وقدراتهن. الإعلام وحلقات الضغط والتواصل الاجتماعي هي الوسائل التي يجب أن تكون منصات لدعم هذه القضية في المرحلة المقبلة".
تابعي المزيد: في يوم المرأة العالمي: قصص نساء أثرن في التاريخ الإسلامي
الكاتبة نورا خوري: لنبعث الأمل في نفوسهنّ ونكتب فيهنّ أدباً راقياً
تشير كاتبة الأطفال نورا خوري الى أنه "لا يخفى على أي شخص مطّلع ما تمرّ به البشرية في الظروف القاسية التي يعيشها العالَم في بعض بقاعه الآن. أرى أن نعزّز في الأمهات، والنساء عامة، مكانة الأمومة سواء كانت المرأة والِدة أم مارست الأمومة بحكم قرابتها ورعايتها لأطفال آخرين... لنبعث الأمل في نفوسهنّ ونكتب فيهنّ أدباً راقياً يضيء للقارئ جوانب الأمومة بكل تجلّياتها".
الدكتورة سلوى الامين: قادرة أن تخدم وطنها بمؤهلاتها العلمية
تعتبر الدكتورة سلوى الامين (رئيسة ديوان أهل القلم) "أنه في مارس من كل عام نحتفل بيوم المرأة العالمي وبعيد الأمهات، فندعو للمرأة الأم والفاعلة في مجتمعها بدوام العافية التي تؤهلها كي تعطي وتستمر. وننسى أن في عالمنا العربي ما زالت المرأة، بالرغم من تقدّم الدول وتطوّرها تعاني الأمرّين من نظرة الرجل لها بأنها العضو الضعيف الذي علينا الانتباه لرعايته وصونه من عاديات الدهر المتخم بالمطبات والسدود، متناسين أن المرأة خلقت ولها كامل الحقوق في الأسرة والمجتمع والحياة بكل تشعّباتها وفصولها المتنوعة. فالمرأة قادرة على أن تكون في مواقع القرار، وقادرة أن تكون ناجحة في جميع الميادين التي تتبوأها، لأن عقلها يوازي عقل الرجل في خاصية التعلّم وإدراك الأعمال المنتجة كالرجل تماماً، لذا لا يجوز فرض سيطرة الرجل عليها ومنعها من ممارسة حقها في التعلم والعمل المنتج الفعّال، لأننا بذلك نكون قد عطّلنا قدرات نصف المجتمع .
أما الصورة النمطية التي وضعت المرأة في إطارها فهي تعود إلى التفكير المتخلّف الذي يحرم على المرأة الخوض في المجالات المجتمعية والحياتية كعضو فعّال كما الرجل، لأن مشاركة المرأة في الحقوق والواجبات كفلتها الدساتير الوضعية، ولم تفرّق بين الجنسين، لهذا علينا التخلي عن صورة المرأة التي تمارس عملها كأم وسيدة منزل فقط، فهي قادرة أن تمنح وطنها بمؤهلاتها العلمية ما يساعد في نهضته وتطوّره إلى جانب حرصها على كيان الأسرة من التضعضع والانهيار، والوصول به إلى أعلى درجات التقدّم والتطّور والإرتقاء".
تابعي المزيد: هيفاء جمل الليل.. مؤسسة أول جامعة للبنات في المملكة
هالة شقير: الأم أقوى كيان في المجتمع
تقول سيدة الأعمال هالة شقير إن "الأم هي أساس المجتمع واستمرارية الحياة، هي الإنسان الذي يعطي الحياة بحدّ ذاتها، ولولا وجودها لا استمرارية للإنسانية فكيف نفسّر واقع الأم العربية؟ الام العربية منذ عصور قديمة تدافع عن حقوقها، هي التي ربّت أجيال وصنعت رجال، هل هي بحاجة لمن يدافع عن حقوقها ويطالب بها؟ هي التي كانت ولا تزال تقوم بهذا الأمر. هي صاحبة شخصية قوية، لها كيانها الخاص وتعتزّ بثقتها بنفسها وتعطي الحق لكل من يحيط بها سواء في منزلها أو في عملها أو مجتمعها...
هي أقوى كيان في المجتمع بل هي أساسه، تربّي أولادها وتجعلهم يتخطون مصاعب الحياة. بينما الأم التي تعاني وتشكو من أي ظلم أو تعيش معاناة اجتماعية فهذا الأمر يعود لها شخصياً لأنها لا تعرف كيف تحصل على حقوقها.
حتى تكون الأم قوية وقادرة على المواجهة يجب أن تتسلّح بسلاح العلم ومن ثم تخوض مجال العمل لتحقيق المردود المالي وتشعر بالاستقلالية لتقوية ثقتها بنفسها وتبني شخصيتها".
تابعي المزيد: نوارة العرفج من أوائل طبيبات التجميل السعوديات
مريم شمص: تزايد الضغوطات النفسية والماديّة على الأمهات بشكلٍ هائلِ
تشير الكاتبة مريم شمص في حديثها الى أن "الأمومة قد تكون في الكثير من الأحيان رحلة شاقّة بسبب الصعوبات والتحديات التي تعاني منها المرأة في بعض المجتمعات.. وعيد الأم ليس فقط مناسبة للاحتفال بالأم وإظهار مشاعر التقدير والتكريم لها، بل يجب أن يكون مناسبة لتسليط الضوء على بعض المشاكل التي تعاني منها الكثير من الأمهات على مختلف الأصعدة.. في لبنان مثلاً، وفي ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة في المدة الأخيرة، تعاني الكثير من الأمهات من ضغوطات قاسية على المستوى الاقتصادي في ظل الارتفاع الفاحش في أسعار السلع وأهمها حليب الأطفال ومستلزمات الرّضّع و بعض الأدوية الأساسية على سبيل المثال.. عدا عن المعاناة المستمرة لشريحة كبيرة من الأمهات بسبب القوانين المتبعة في بعض المجالات، كحرمان الأم عند الطلاق من حضانة أطفالها في سنّ مبكرة، وكذلك عدم منحها الحق في منح جنسيتها لأولادها من زوج أجنبيّ.. ولا يغيب عن بالنا التحدّيات اليومية الكبرى التي تواجهها الأمّهات العاملات بين ضغوط المهنة وواجباتهن المنزلية في غياب الدعم اللازم من محيطها لوجستياً ومعنوياً في كثير من الأحيان وبالأخص في هذه الأيام الصعبة. وتجدر الإشارة الى تزايد الضغوطات النفسية والماديّة على الأمهات بشكلٍ هائلِ في السنتين الأخيرتين بسبب ما أدّت إليه جائحة كورونا من تغيّر دراماتيكيّ في أسلوب الحياة كإقفال المدارس وبقاء الأطفال في المنازل فترة طويلة ما نتج عنه أعباء جديدة على عاتق الأمهات إن لجهة اضطرارهن لتعويض التراجع في المستوى الأكاديمي لأطفالهن، أو لمحاولة إصلاح الأضرار النفسية والاجتماعية الناجمة عن المكوث في المنزل لساعات طويلة دون تفاعل اجتماعي، أو للسعي لإعادة الوضع في حياة الأولاد الى الروتين المعتاد لما قبل الجائحة وتداعياتها مع صعوبة ذلك بالموازاة مع كلّ الأعباء الملقاة على عاتق الأم.. ورغم ذلك، صحيح أن الأمومة في أيامنا هذه أصبحت بالفعل أكثر صعوبة وإرهاقاً في ظل التحدّيات الكبيرة التي تواجهها المرأة بشكل عام والأم بشكل خاص في مجتمعاتنا، لكنها تبقى المرحلة الأجمل والتجربة الأروع والسعادة الأعمق في حياة أي امرأة".
أمل أزهري: الأم بحاجة الى دعم إبداعاتها
تابعي المزيد: في يوم المرأة العالمي: قصص نساء أثرن في التاريخ الإسلامي