يوم الأم في الصين يعده الكثيرون مهرجاناً مستورداً لا تجد جذوراً له في عمق الثقافة والحضارة الصينية، يرجع الكثيرون السبب إلى أن الاحتفال بيوم الأم بالعصر الحديث أمريكيُ الأصل والطابع.
• يوم الأم الصيني احتفالية بلا جذور
لا تحتاج الأم الصينية لاحتفالية خاصة في يوم خاص، حيث يتم تقدير واحترام الأم في الثقافة والحضارة الصينية، ونظراً لأن النسخة الحديثة من يوم الأم قد نشأت في الولايات المتحدة خلال أوائل القرن العشرين، ومع انتشار موجات العولمة وصلت احتفالية يوم الأم للصين، وأصبحت مقبولة على نطاق واسع من ثمانينيات القرن الماضي، على أن هذا اليوم تحول ليوم تجاري بشكل كبير، حيث تروج منصات التجارة الإلكترونية لحزمها الخاصة وخصوماتها قبل أيام من هذا اليوم الاحتفالي الخاص.
• كيف أصبح المهرجان المستورد مقبولاً للغاية في المجتمع الصيني؟
حسب موقع chinadaily-com-cn فتاريخ الصين الطويل من تقوى الأبناء هو السبب، فحسب الفلسفة الكونفوشيوسية، تقوى الأبناء هي فهم احترام كبار السن، ولطالما رحبت الثقافة الصينية التقليدية بتقوى الأبناء باعتبارها ميزة مستقلة، كما أن الفلسفات الصينية القديمة، بما في ذلك الكونفوشيوسية والطاوية، إما لها كلاسيكياتها الخاصة في تقوى الأبناء، أو تولي أهمية كبيرة لها.
تابعي المزيد: سبب الاحتفال بيوم الأم
• حكايات الأمهات الصينيات العظيمات ملهمة
هناك العديد من القصص والحكايات عن الأمهات العظيمات عبر تاريخ الصين. على سبيل المثال، سمع كل طفل صيني تقريباً عن والدة "منسيوس" التي انتقلت إلى منزلها ثلاث مرات من أجل توفير أفضل الظروف المعيشية والتعليم لابنها، الذي نشأ ليصبح فيلسوفاً صينياً عظيماً يعرفه الصينيون باسم "الحكيم الثاني".
كذلك ففكرة حب الأم غير الأنانية هي موضوع متكرر في الأدب الصيني، وخاصة القصائد القديمة، ومن أشهرها تلك التي كتبها منغ جياو، شاعر أسرة تانغ (618-907)، والذي لا يزال عمله التمثيلي، "Song of the Parting Son"، أمراً ضرورياً في المناهج الدراسية للمراهقين الصينيين.
• زهرة للأمهات الصينيات
إلى جانب ما هو منقوش في التاريخ والثقافة عن احترام الأمهات وتقديرهن، تمتلك الصين أيضاً زهرة خاصة بها مخصصة للأمهات.
وحيث يعتبر في الوقت الحاضر، القرنفل من الزهور المثالية للأمهات في جميع أنحاء العالم، ويفضل بعض الصينيين أيضاً شراء القرنفل كهدية في عيد الأم. لكن قلة من الناس يعرفون أن الصين لديها زهرة مفضلة للأمهات. زهرة زنبق النمر المعروفه أيضاً باسم زهرة الإبرة الذهبية، ولها اسم آخر في الصين "نيبينثس".
يعتقد الشعب الصيني أن هذه الزهرة يمكنها أن تجلب الفرح للناس وتخلصهم من مخاوفهم، فقد كان هناك تقليد يتمثل في زراعة زنابق النمر في الفناء الخلفي قبل السفر بعيداً، على أمل تخفيف اشتياق الأمهات إلى أطفالهن.
تابعي المزيد: في يوم الأم... احتفال واحد وتواريخ متباينة
• يوم الأم في الصين بين موافق ومعارض
وفي ظل احتفال دول العالم بيوم الأم ظهرت نقاشات عرضية حول ما إذا كان يجب أن يكون للصين نسختها الخاصة من يوم الأم. يجادل البعض بأن اليوم الثاني من الشهر القمري الرابع من العام، والذي يتم تحديده على أنه يوم ميلاد والدة منسيوس، يجب أن يتم تحديده على أنه يوم الأم الصينية.
ومع ذلك، هناك أصوات مختلفة أيضاً. حيث يرى كثير من الصينين أنه من ضيق الأفق ومحدودية التفكير رفض مثل هذه الاحتفالية المستوردة لمجرد عدم وجود جذور تاريخية ولا حضارية لها في الثقافة الصينية.
وحسب chinadaily-com-cn يرى المعارضون أنه يمكن أن يكون لاحترام الوالدين وحبهم أشكالاً وطرق تعبير مختلفة، وهو أمر أعمق بكثير مما يمكن أن يعبر عنه مهرجان ما أو احتفالية ما قاصرة على إعطاء الهدايا، فالحب هو المهم، وليس المهرجان نفسه أو الاحتفالية ذاتها.
• كيف يحتفل الصينيون بيوم الأم؟
لا تعد الصين هذا اليوم ضمن الإجازات أو المناسبات الرسمية، حيث الشباب فقط هم من يحتفلون بهذا اليوم دوناً عن بقية طوائف المجتمع.
- يحتفل الشباب تحت سن الخامسة والثلاثين فقط بيوم الأم في الصين.
- يشتري الأبناء لأمهاتهم الزهور، (زهور الأمهات، أو زنبق النمر)، ويرسلون رسائل نصية تحتوي على جمل رقيقة تعبر عن حبهم وامتنانهم لها مثل: "أحبك أمي"، "عيد أم سعيد"، "كل الحب إلى أمي"
- تصطحب العائلة الأم في عشاء عائلي.
- تنظم بعض المدارس والكليات في الصين حملات لتلبية حاجات الأمهات وتقديم المساعدات للمحتاجات منهن.
- يتم تنظيم حفلات لتكريم الأمهات تحت عنوان "الأمهات الأكثر استثنائية".
إلا أنه على الرغم من تنوع الهدايا والعروض الترويجية التجارية المبهرة، فإن ما تريده الأمهات حقاً ربما يكون مجرد تعبير بسيط عن الحب من أطفالهن.
يوم أم سعيد لكل الأمهات!.
تابعي المزيد: سيدتي تحتفي بـ يوم الأم في بيروت