بعد أن فرض الوباء على الشركات الانتقال إلى نموذج العمل عن بعد، أصبح الأخير جزءًا من واقع العديد منها، كما لوحظ أن العمل عن بعد ساهم في جعل غالبيّة الموظفين متحمّسة أكثر وشغوفة... لذا، تتبنّى مجموعة من الشركات، راهنًا، استراتيجية تقوم على الجمع بين العمل عن بعد وأداء بعض المهام في المكتب، في ظاهرة تسمّى "العمل الهجين". في السطور الآتية، شروح عن هذا النموذج من العمل، وفوائده للموظفين والشركات، وشروط نجاحه...
ما هو العمل الهجين؟
تشرح شركة Hubstar العالميّة المتخصّصة في بناء التقنيّات المساعدة في الأعمال أن "العمل الهجين عبارة عن مصطلح يصف نموذجًا من العمل الذي يمكّن الأفراد من أداء المهام بين المنزل والمكتب"، وتضيف أن "إدارة العمل الهجين ممكنة بطرق مختلفة؛ في هذا الإطار، على كلّ شركة أن تضع إرشاداتها وتوقّعاتها الخاصّة في ما يتعلق بجدولة مواعيد عمل الموظفين وإنتاجية كل منهم".
علمًا أن البحوث تفيد بأن غالبيّة الموظفين وأصحاب العمل تفضّل بيئة العمل الهجينة، فقد خلص تقرير صادر عن شركة Accenture الإيرلنديّة الخاصّة بالاستشارات إلى أن "83% من الموظّفين يُفضّلون نموذج "العمل الهجين" وأن 63% من الشركات عالية النمو قد تعاملت بالفعل مع قوّة عاملة قابعة في أماكن بعيدة عن مقرّات العمل".
لماذا أصبح العمل الهجين شائعًا؟
تذكر Hubstar مجموعةً من الأسباب التي تساهم في جعل نموذج "العمل الهجين" شائعًا:
- الحصول على جودة عمل عالية.
- تحقيق التوازن بين العمل والحياة.
- توسيع القدرة على جذب المواهب إلى المنظمة.
- تحسين الثقة بين صاحب العمل والموظّفين.
- رؤية أفضل للمديرين عن أداء الموظفين.
- تقليل التكاليف على المنظمات.
فوائد "العمل الهجين"
تشتمل فوائد "العمل الهجين" حسب مجلّة "فوربس" الأميركيّة:
- يقدّم هذا النوع من العمل مستوى جديدًا لحريّة الموظّف، ويسمح له بالتحكّم في وقته، فـ"العمل الهجين" يمكّن من اختيار التوقيت المناسب لإنجاز المهام، ما يقود إلى الاستنتاج إلى أن الموظف يستطيع التركيز على المشاريع الأكثر أهميّةً عندما يكون أكثر إنتاجيّةً.
- يُفيد هذا النموذج الآباء والأمّهات، بخاصّة، إذ يبقيهم بالقرب من أطفالهم الصغار لوقت أطول، ما يُقلّل الاستعانة بمصادر خارجية لرعاية الأطفال.
- يوفّر "العمل الهجين" بدائل النقل اليومية من البيت إلى المكتب.
من جهةٍ ثانيةٍ، كانت بحوث أجرتها مجموعة من معاهد البحوث الرائدة في العالم، بما في ذلك جامعة هارفارد وجامعة ستانفورد، تناولت الفوائد التي تعود على الشركات جرّاء نموذج "العمل الهجين"، فخلصت إلى أن الأخير أكثر مرونةً، كما هو يزيد من صافي أرباح الشركة ومن أداء الموظفين وإنتاجيتهم.
5 نصائح عند تطبيق "العمل الهجين"
تشير Hubstar إلى بعض النصائح التي يجب وضعها في الاعتبار من قبل المسؤولين والمدراء وروّاد الأعمال عند تطبيق هذا النوع من العمل حتى ينجح، وهي:
- السماح لأعضاء الفريق بالتفاوض في شأن تقاسم العمل حسب الحاجة.
- المرونة في ما يتعلّق بقواعد اللباس والمظهر على وسائل الاتصال.
- البحث عن العلامات التي تشير إلى أن شخصًا ما يعاني أو يشكو من إجهاد العمل عن بعد.
- السماح لأعضاء الفريق بتحديد ساعات العمل ومكانه، طالما أن هؤلاء الأعضاء يشاركون بشكل كامل في أنشطة الفريق ويحافظون على مخرجات العمل المناسبة.
- الاتفاق على معايير التعاون عن بُعد، مع وضع القواعد بصرامة، والتأكد من أن كلّ موظّف يمتلك اتصالًا جيّدًا بالإنترنت وجهاز حاسوب يعمل بشكل جيّد، بالإضافة إلى إمكانيات الصوت والإضاءة والفيديو الكافية للمشاركة بشكل مثمر في الاجتماعات الافتراضيّة.